الخميس 2024/03/21

آخر تحديث: 11:11 (بيروت)

الإعلام الاسرائيلي في المستعمرات الشمالية: التجوّل في لبنان ممنوع!

الخميس 2024/03/21
الإعلام الاسرائيلي في المستعمرات الشمالية: التجوّل في لبنان ممنوع!
جولة اعلامية اسرائيلية في مستعمرة المطلة الحدودية مع لبنان (غيتي)
increase حجم الخط decrease
حطّ نحو عشرين صحافياً ومصوراً إسرائيلياً، في المستعمرات الاسرائيلية القريبة من الحدود مع لبنان. عاينوا الأضرار، والتقطوا الصور من المطلّة وكريات شمونة، وأنتجوا القصص، فيما تفرض القوات الاسرائيلية على الصحافيين اللبنانيين مقاطعة زيارة القرى الحدودية اللبنانية، وذلك عبر حظر بالنار. 

يوم الثلاثاء، نظّم "مركز ألما" الإسرائيلي للأبحاث، جولة اعلامية في المستعمرات الشمالية، ضمت صحافيين ومصورين من وكالات الأنباء العالمية، إضافة الى وسائل إعلام اسرائيلية، لمعاينة الأضرار والواقع المستجد إثر الحرب المستمرة منذ أكثر من 5 أشهر مع "حزب الله". 

خلال ساعات، امتلأت الوكالات بصور من المستعمرات الاسرائيلية المعرضة للقصف. أبنية وسيارات محترقة، وأبنية متضررة جراء سقوط الصواريخ والقذائف عليها. تصف وكالات الأنباء "المطلة" بالـ"مهجورة"، وتشرح إحداها صورة منزل بالقول إنه "متضرر بشدة"، وذلك على وقع "مخاوف متنامية من نشوب صراع شامل آخر بين إسرائيل وحزب الله، مع نزوح عشرات الآلاف على جانبي الحدود وتصاعد التوترات الإقليمية". 

والجولة، هي الأولى التي جاءت في ظل تراجع تبادل إطلاق النار على ضفتي الحدود، منذ الأسبوع الماضي. استغلت اسرائيل تلك المؤشرات، ودفعت باتجاه ترويج دعايتها. لكن الأمر نفسه، لم ينسحب على لبنان. 

مطلة
(الإعلام في "المطلة" - غيتي)

على الضفة اللبنانية، لم يجرؤ أي طرف على تنظيم جولة إعلامية، ولم تستطع وسائل الاعلام المحلية إنتاج قصص في المنطقة المعرضة للقصف. غابت الرواية اللبنانية، كما غابت مشاهد القصف الذي تعرضت لها القرى، وأدى إلى دمار لحق بمئات المنازل والمنشآت المدنية، وبينها نحو 650 منزلاً تعرضوا لتدمير كلي، وفقاً للتقديرات اللبنانية الرسمية.

بدا أن المعنيين في لبنان، بأكملهم، استسلموا للواقع الإسرائيلي، وللحظر الناري المفروض على المنطقة الحدودية، بدليل سبع استهدافات للصحافيين، أدت الى استشهاد ثلاثة صحافيين، وكان من بين الاعتداءات، استهداف لجولة إعلامية ضمت 12 وسيلة إعلامية في الجنوب، ولم تتكرر بعدها.

الواقع، أن الحكومة اللبنانية فشلت في انتزاع جولة إعلامية للصحافيين اللبنانيين من إسرائيل، عبر الطلب من الدول الصديقة وقيادة "اليونيفيل". "إسرائيل لا تستجيب"، تقول مصادر لبنانية رسمية لـ"المدن"، مشيرة الى أن الاحتلال يرفض هدنة ولو لساعتين داخل الأراضي اللبنانية.

وسط هذا المشهد، فرضت اسرائيل التعتيم على انتهاكاتها في القرى اللبنانية. مَن يحاول مِن اللبنانيين أن ينتج قصة، سيكون عرضة لمخاطر بالغة، وسيكون بمثابة انتحاري وسط قصف واستهدافات اسرائيلية متواصلة. 

جنوب لبنان في العتمة منذ أربعة اشهر. هذا الواقع لا يمكن نكرانه، ولا سبيل لتخطيه في ظل الهمجية الإسرائيلية. يسرح الوفد الإعلامي ويمرح في المطلة وكريات شمونة، فيما لا يمكن لأحد أن تطأ قدماه كفركلا، المقابلة مباشرة للمطلة، ولا العديسة وبليدا ويارون وميس الجبل وعيتا الشعب ومروحين... بانتظار هدنة رسمية ومعلنة. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها