الإثنين 2024/02/12

آخر تحديث: 21:43 (بيروت)

ماجدة الرومي توضح.. وجمهورها يضيفها الى لوائح "المقدسات"

الإثنين 2024/02/12
ماجدة الرومي توضح.. وجمهورها يضيفها الى لوائح "المقدسات"
increase حجم الخط decrease
انحسرت موجة الانتقاد الواسعة التي تعرضت لها الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، بنشرها مقطع فيديو من حفلة لها في أبوظبي، تقول فيه: "بلدنا ما زال جميلاً.. وما زال جنة".. لكن حملة الدفاع عنها التي وصلت الى حدّ الهجوم على كل من انتقدها، لم تنتهِ، وتصدّرها اعلاميون وسياسيون. 


ومن الطبيعي أن تثير عبارات الرومي في أحد مسارح أبوظبي، انتقادات واسعة. قالت الرومي في مقطع الفيديو بعد الثناء على النهضة العمرانية في الإمارات: "جايين من لبنان مطرح ما عم نعيش أبشع كوابيسنا، بسبب المقترف بحقنا من قبل لي إسمن مننا وفينا.. وهنّي مش هيك".


وأثارت تلك التصريحات انتقادات لبنانية واسعة، دارت حول محورين، أولهما "ذم لبنان" في "معرض مديح الآخرين"، وهي مقاربة، حسب ناشطين، "غير موفقة"، وقالوا أنه كان يمكن لماجدة أن تجاهر بالثناء على من تريد، من دون ذم لبنان في الخارج.. وهو فعل، حسب اللبنانيين الرافضين لتلك التصريحات، استثنائي، إذا ما قورن مع فناني بلدان أخرى يرفضون أي انتقاد لبلدهم ولشعبهم وحكامهم، وفي الوقت نفسه لا يجاهرون بانتقاد بلدانهم في بلدان أخرى، رغم أن مواطنيهم، في مصر مثلاً وغيرها، يتعرضون لأزمات اقتصادية ومعيشية وتدهور في سعر صرف العملة، تماماً كما اللبنانيين. 

أما المحور الآخر للانتقاد فيأتي في ظل حرب واقعة على حدود لبنان الجنوبية. ومن شأن التصريح أن يُفهم انتقاداً لقوى لبنانية تواجه اسرائيل التي تقصف لبنان وغزة في الوقت نفسه، وفي ظل ما يسميه البعض "حصاراً للبنان" و"حملات على مسؤوليه السياسيين لتغيير خياراتهم السياسية".. علماً أن دولاً عديدة تتعامل مع المسؤولين اللبنانيين الموجودين في مركز القرار. 

ما قالته ماجدة، يندرج ضمن إطار حرية الرأي والتعبير التي يتمتع بها لبنان، وهو ميزة لبنانية في مقابل دول المنطقة المحيطة.. وتالياً، فإن المقارنة مع دول أخرى، تنتفي.. وإذا كان "ذم" الحكام الذي ورد على لسانها تلميحاً أثار حساسية سياسية لبنانية، فإنه جزء من التعددية السياسية في البلاد، بل ومن الانقسامات اللبنانية التي ترد على ألسنة المسؤولين السياسيين والقيادات السياسية والدينية.. لكن التنبّه الى هذه الحساسية، دفع الرومي الى التراجع، وذلك في تصريح آخر على المسرح نفسه، وشاركته على صفحتها في منصة "إكس"، تقول فيه: "بعدو بلدنا حلو...وبعدو جنة، وراح يبقى ومهما عملوا فينا، اتأكدوا أن الكلمة الأخيرة لربنا، لبنان عندو رب". 


مشاركة الفيديو، أخمدت بعض الانتقادات، لكنها لم تخمد حملة المناصرة لماجدة الرومي التي تصل الى حد "التقديس"، والهجوم على أي شخص ينتقدها، لاغياً في الوقت نفسه، حق التعبير عن الرأي في شخصية عامة، تتمتع بنجومية، وتمتلك صوتاً مسموعاً، بدليل لقائها بالرئيس الفرنسي في بيروت، بعد زيارته لفيروز، وذلك دون نجوم لبنانيين آخرين. 

لا يعترف مؤيدو ماجدة بأن كل ما قالته قد يستدعي نقاشاً، وله ظروفه وحساباته السياسية، سواء في "ذمّ" المسؤولين اللبنانيين، أو التراجع عنه. من وجهة نظر جموع المناصرين، أن ما قالته لا يحتمل النقاش، وهو مُنزَل ومقدّس، بينما يكمن "الشرّ" في منتقديها. هم، حسب مداولاتهم في مواقع التواصل، حفنة من الاشرار الذي لا يتقبلون نجاحاً.. علماً أن ذلك توصيف خاطئ طالما أن النقد لم يرقَ الى مستوى التخوين، أو يهدر دم شخص، أو يجرّمه بسبب موقفه السياسي. وهو على أي حال، نزاع على "حق التعبير"، سواء لدى الرومي أو منتقديها وأصحاب الرأي بإن ما قالته غير موفّق.


والحال أن هذا السجال الالكتروني، لا ينفصل عن الصراعات السياسية في لبنان، والانقسامات على الخيارات والهويّات. يحيي هذا السجال الانقسام حول معاني "الحياة والجمال والفن"، واتهام منتقدي الفنانة بكراهية تلك المفاهيم الجميلة، أو اتهامهم بأنهم يجرون اختبار وطنية للرومي. يمكن أن تسير الأمور بطريقة أبسط، منعاً لخلق مقدسات إضافية تمتد من السياسة الى الغناء. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها