الأربعاء 2023/05/17

آخر تحديث: 19:34 (بيروت)

"بسام بـ Paris": لبناني يعيش الأزمات الفرنسية...بكوميديا الموقف

الأربعاء 2023/05/17
"بسام بـ Paris": لبناني يعيش الأزمات الفرنسية...بكوميديا الموقف
تتبّع طريقة التعامل الفرنسي مع أزمة النفايات، مقارنة بلبنان (إنستغرام)
increase حجم الخط decrease
"إذا بدك تخبر الحقيقة لشخص، ضحّكو". هكذا يختصر الشاب اللبناني بسام وهبي المحتوى الكوميدي الذي يقدمه منذ عام في وسائل التواصل الإجتماعي. "بسام بـParis"، سلسلة فيديوهات قصيرة لا يتعدّى الاحد منها الخمسين ثاني،ة ليوميات يعيشها في فرنسا حيث يستقر، ويمزجها مع يوميات أو ظروف لبنانية مُعاشة. قد يحي الإنطباع العام بأن المضمون هو لشاب خاب أمله في بلده الأم لبنان، ولاقى الجنة حين هاجر إلى فرنسا، إلا أن العكس هو ما يحاول أن يقدمه الشاب الموهوب. 

يقدم بسام في محتواه الكوميدي، مقاربة لبنانية فرنسية أو أوروبية عن قضايا أو نمط العيش. وإذا كان الجمهور يقاربها في إطار المقارنة بين البلدين، يقول وهبي لـ"المدن"، إن الهدف من المحتوى، "ليس القول إن أحد البلدين أفضل من الآخر، بل لكل بلد إيجابياته وسلبياته، ه توضيح لفكرة ما يعيشه المُهاجر من بلده". ويشدد على فكرة أن الإغتراب "ليس العيش برفاهية كما يظن اللبنانيون، بل هو ثقل إضافي يحمله المغترب كي يثبت نفسه، وكي يحاول أن يساعد محيطه في لبنان". 

يلجأ بسام الى النقد الفكاهي لأمور تُجمع عليها البشرية جمعاء، كسبب الإستيقاظ باكراً للعمل بفيديو قدمه تحت عنوان "هل نكتشف إكسير الحياة؟"


فيديوهات بسام ليست اعتباطية، فقد تطلبت منه العيش قرابة العام في باريس، مستكشفاً عالمها وضواحيها وشعبها، قبل أن يبدأ بحمل الكاميرا والتصوير، قائلاً: "عليّ أن أنغمس في حياتهم، كي أتمكن من تقديم محتوى له صداه في البلدين". فقد كانت سنته الأولى في باريس، بمثابة إستشكاف وكتابة فقط، إضافة إلى دراسات عليا في إبتكار إدارة المشاريع.
 

يصوّر بسام في شوارع باريس ومقاهيها ومتاجرها ونقلها العام، بعفوية مطلقة وبتفاعل من سكان المدينة. يتحرك أمام الكاميرا، من دون أن يجعل حركته مقيدة، حتى تأخذ الفيديوهات قالب الحياة المُعاشة، ولا يتدخل فيها لتعديل أو تركيب صور أو مشاهد في عملية المونتاج. فالمقاطع المصورة بدأ بإعدادها مع أصدقاء وأقارب له، وحتى اليوم هي بسيطة، وغالبينها مصورة بكاميرا الموبايل.
 

وهبي، المتخصص في هندسة الإتصالات من الجامعة الإنطوانية، انطلق من مسرح جامعته  في عالم الفن والتمثيل، نمّى موهبته. وتدرّج على أيدي ممثلين ومخرجين، أبرزهم ميشال حوراني، وفايق الحميصي، ومروان نجار، ولينا سعد. ويقول بسام إن إختيار الهندسة، سببه  "سوء التوجيه في المدارس والتربية اللبنانية، ما يجعلنا نستكشف مواهبنا على كبر، وتكون رحلة متناقضة لضرورة حمل شهادة توائم المرحلة التي يعيشها الطالب اللبناني ومحيطه، وبين الشغف أو الحلم الذي يسعى للوصول إليه". 

وخلافاً لما يعتقد المُتابعون، بأن فيديوهاته تهدف الى حصد الإنتشار والتسلية فقط، يؤكد وهبي أنه ممثل مسرحي لبناني، قدم 11 عملاً مسرحياً في مسارح عديدة في لبنان، مثل مسرح المدينة والجميزة، ومسارح عربية، وحصد جوائز وشهادات من مهرجانات عربية في تونس والمغرب، والسعودية، ومصر، ومهرجان الشارقة للكتاب. ومن أهم أعماله المسرحية، مسرحية "المفتش". ومسرحية "picnic ع خطوط التماس" و"إبرة وخيط" و"على صوص ونقطة".

وإن كان مجال عمله التكنولوجيا واستشارات التحول الرقمي، إلا أن بسام حاصل على شهادات مسرحية وشارك في ورش عمل في جامعة الروح القدس الكسليك، وتخصص في متابعة المسرح الشعبي الإيطالي، ويشير الى أن المسرح الشعبي اللبناني المتمثل في حسن علاء الدين "شوشو"، وفرقة أبو سليم، لا يقل أهمية عن أي مسرح شعبي أجنبي... إلا الفكرة السائدة في لبنان هي أن الفن "لا يطعم خبزاً". 

فيديوهات "بسام بباريس"، لاقت رواجاً واسعاً وحقق بها شعبية، نظراً إلى تشابه بعض الظروف والأحداث بين لبنان وفرنسا، مثل أزمة البنزين، والنفايات، وغيرها، والتي هي في رأيه محاولة لنقل الصورة عن الشعب، ونظرته للأمور. ولا يسعى عبر فيديوهاته لأن يسيء إلى البلدان الشرقية، أو لبنان، بل ليظهر حقيقة التعامل الأوروبي والفرنسي مع الأحداث. ويقول بسام إن الغنى الثقافي الذي أتى به من لبنان، يسعى إلى دمجه مع البلد الذي يقيم فيه الآن ويهتم بالفن والمسرح. 


"من المسرح  وإلى المسرح سأعود" هو الحلم الذي يسعى إليه الكوميدي والممثل بسام وهبي، معتبراً أن محتواه الرقمي، هو جسور للعبور، ليتعرف الناس عليه، ويحقق انتشاراً في هذا المجال، لافتاً الى أنه يحاول أن يستخدم السوشال ميديا، "بدلاً من أن تستخدمني"، ويرى أنها "ستكون دافعاً للجمهور" لمتابعة أعماله سواء عبر المواقع الإجتماعية أو المسرح.
وفي حين يعتمد بعض المجتمع الكوميدي في لبنان، أي الستاند آب، على عناوين ثلاثة أساسية للنجاح، وهي: التهكم السياسي، واللغة الطائفية، والإيحاءات الجنسية، يحاول بسام أن يصنع نمطاً مغايراً، بالتركيز على "الكوميديا الإجتماعية وكوميديا الموقف"، مُعتمداً أسلوب "مدرسة النكتة الذكية" كما يُسميها، التي كان من روداها الفنان زياد الرحباني. فوهبي متأثر بالرحباني وببراعته في كافة الأعمال التي يقدمها، تمثيلاً وكتابة وموسيقى، وهي عناصر تميُّز زياد الذي ما زالت أعماله تصلح لكل زمان ومكان.

أما مشاريع بسام وهبي المستقبلية، فهي الإعداد لـ"ستاند آب كوميدي" يُعرض في فرنسا ولبنان، بالإضافة إلى أنه كتب ثلاثة أفلام قصيرة يسعى إلى إنتاجها، أبرزها فيلم يحاكي أزمة كورونا في لبنان. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها