الأحد 2022/06/26

آخر تحديث: 17:53 (بيروت)

طلال الجردي لـ"المدن":لبنان يغرق..لكني لن أغادره

الأحد 2022/06/26
طلال الجردي لـ"المدن":لبنان يغرق..لكني لن أغادره
increase حجم الخط decrease

أثبت طلال الجردي نفسه كواحد من أبرز الممثلين اللبنانيين، مع حرصه على الجمع بين المسرح والسينما والتلفزيون وإن كان التصوير لمصلحة المنصات، يأخذ النصيب الأكبر من وقته في ظل الإزدهار اللافت الذي تشهده الدراما التي تصور لمصلحتها. كما يحضر في مواقع التواصل حيث يحرص دائماً على نشر فيديوهات سياسية تهاجم الفساد والفاسدين في لبنان وتدعو الى التغيير، في محاولة منه لأن يكون صوت الناس المقهورين الذين يعيشون تحت وطأة الفقر والظلم والظروف الاقتصادية الصعبة.

وربما بات الجردي يشعر بأنه أصبح منحازاً للهمً الوطني أكثر من انحيازه للهم  الفني، ويقول في حديث مع "المدن": "الأمر ليس كذلك، لكنني كمواطن أعيش في وطن لا أشعر أنني سعيد فيه. أنا  لا أعيش في جزيرة معزولة بل أرى يومياً معاناة الناس وعدم ارتياحهم وعدم ثباتهم والفقر الذي يعانون منه وهمومهم وأتفاعل معها".

لا يلوم الجردي الفنانين الذين غادروا لبنان في بداية الأزمة وحملوا جنسيات أخرى، وقال: "هم محقون. كل شخص لديه حساباته الخاصة ومسؤولياته ومشاكله. لا يمكنني أن ألوم أحداً  أو أن أجبره على البقاء في لبنان، لأن البعض لديه واجبات ومسؤوليات وعائلات تعتمد عليه. لا  أسمح لنفسي بأن أظلم أحداً بل أعتبر أن كل فنان يختار ما يجده مناسباً له ولأوضاعه، ولا يحق لنا أن نتهم أي فنان  غادر الوطن بأنه هرب وترك لبنان، لأن الوضع فيه أكثر من سيء ويزداد سوءاً يوما بعد آخر".

وأكمل: "لبنان يغرق والعيش فيه ليس سهلاً. بالنسبة لي، أحمل على عاتقي بعض المسؤوليات لكنني لست متزوجاً ولا أباً، فأنا أتحمل مسؤولية أهلي في حين أن غيري من الفنانين لديهم عائلات وأولاد  وهم مسؤولون عنهم. هناك فاتورة يجب دفعها عند نهاية كل شهر".

ورغم كل الظروف الصعبة في لبنان، يرفض الجردي مغادرته، وعلق: "يمكن أن أغادر في حال توفرت لي فرصة عمل معينة. لكن نفسيتي تتدمر شيئاً فشيئاً، وأنا في النهاية ممثل وصاحب مهنة  ولا أريد أن أقاتل هذا الممثل وأن أستمر في مباطحة المسؤولين اللامسؤولين في لبنان.  للأسف نسبة كبيرة من الشعب اللبناني تعتمد على  الغريزة أكثر من اعتمادها على المنطق والعقل، وكثيرون يعتبرون أنفسهم معنيين بكلامي ويشعرون أنهم جرحوا في حال تم ذكر اسم زعيمهم مع أنني قلما أفعل ذلك،  لأنه لا يشرّفني ذلك، فأتحول إلى عدو في حال لم أبخرّ لهذا الزعيم أو ذاك، رغم أن همي كل الشعب اللبناني وليس فلاناً على حساب فلان".

وتابع: "أما المعمي على قلبه بسبب زعيمه فهو لا يعني لي شيئاً كمواطن، لأنه  فاسد أكثر من زعيمه وأنا لا أهتم لأي فاسد في هذا الوطن ومن يزعل من كلامي من هذا الحزب أو ذاك التيار، لا يهمني رضاه، ولا يحق لأحد يمكن أن يأخذ موقفاً مني في هذا البلد إلا إذا كان سارقاً أو فاسداً، لأنني لا أتكلم من منطق المحاصصة أو الطائفية بل كل همي هو أن تصبح الدولة اللبنانية أقوى من الجميع وأن يطبق القانون على الجميع، ومن لا مصلحة له بهذا المنطق عمرو ما يكون، وأنا لا أريده ولا يهمني أن يتعاطى معي". 

وأشار الجردي إلى أنه لا يملك أي فكرة عن السبب الذي يقف وراء عدم وصول أي من الفنانين الذين ترشحوا للإنتخابات النيابية إلى الندوة البرلمانية وأضاف: "هذا الأمر يعود إلى مزاج الناس. وهذا يعني أن الناس لم يقتنعوا بهم . الحسابات كبيرة جداً في الموضوع الانتخابي والموضوع الفني مختلف تماماً. من خاض المعركة الانتخابية خلع ملابس الفنان عنه، ولم يكن هناك علاقة لفلان أو لفلانة بالفن عندما قرروا خوض هذه المعركة".

أما فنياً فيرى الجردي أن لبنان يشهد حركة فنية لافتة بسبب الإزدهار الذي يعيشه القطاع التمثيلي، وقال: "الحمد لله إنها نعمة. ازدهار هذا القطاع يؤمن كثيراً من فرص العمل للعديد من القطاعات  الكبيرة والشركات في لبنان، عدا النخب والطواقم الفنية.  ويعود الفضل في ذلك للمنصات، لأن كل الأعمال تصور لمصلحتها ولولاها لكان الممثلون وكل القطاع الفني في حالة مزرية جداً. وعلينا أن نستفيد من هذه المرحلة وأن نرفع من شأن الدراما  اللبنانية من خلال الأداء الفني والعمل الفني الذي نقدمه. بمعنى أن نقدم أعمالاً لبنانية راقية، على مستوى القيمة الفنية والمواضيع والجودة، وأن تكون طروحاتها متقدمة كي تحوز على إعجاب شريحة أكبر من الجمهور وأن تنتشر أبعد من الحدود اللبنانية".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها