الإثنين 2022/05/09

آخر تحديث: 15:18 (بيروت)

فنانون "انتحاريون" مرشحون للانتخابات.. وسط "حياد سلبي" للغالبية

الإثنين 2022/05/09
increase حجم الخط decrease
غابت الوجوه الفنية التقليدية عن الترشح للانتخابات. تغيرت المعايير، مرة بفعل قانون الانتخابات، ومرة أخرى بفعل التطورات السياسية بعد انتفاضة 17 تشرين، فلم يتقدم فنانون كثر بترشيحاتهم، حتى سُمّي من فعلها منهم بـ"الانتحاريين". 

ومفهوم الانتحار، بالمعني السياسي والشعبي، يعود الى أن تجربة السنوات الثلاث الماضية، اثبتت أن الكثير من الفنانين ينتهج مبدأ الحياد. تطبق الغالبية من المغنين والممثلين مبدأ الصمت. هو "حياد سلبي"، منعاً لأن تؤثر الاصطفافات في جماهيريتهم. يأخذ معظم هؤلاء الصامتين في الحسبان امتداداتهم الحزبية والسياسية والعائلية والمناطقية، وفي الوقت نفسه، يقيمون وزناً كبيراً لجمهورهم العابر للاصطفافات، وللقدرة على الاستمرار في العمل.. وعليه، ما يُطبّق صمتاً، ينسحب أيضاً عزوفاً عن الترشح.  

وفي ظل التحولات السياسية والنقمة على الأحزاب والمسؤولين، ذهب بعض الفنانين الى "الخيار الانتحاري". فأعلن عدد من الممثلين والإعلاميين اللبنانيين ترشحهم للانتخابات النيابية في 15 أيار المقبل.

أسعد رشدان
يأتي الممثل أسعد رشدان في طليعة الفنانين الذين ترشحوا للانتخابات. أودع ترشيحه عن المقعد الماروني في اللائحة التي يترأسها الدكتور فارس سعيد، في قضاء جبيل، وتحمل اسم "الحرية قرار". هي لائحة غير حزبية، كما يقول سعيد، وتضم رشدان ومشهور حيدر، ومنصور غانم البون، وموسى زغيب وبهجت سلامة.

يُعرف عن أسعد رشدان أنه فنان مسيّس. خلال السنوات الثلاث الماضية، خرج بتصريحات ضد القوى الحزبية. لن يتخلى عن مهنته كممثل في حال فاز في الانتخابات، وجاء قرار احترافه العمل السياسي رسمياً بعد ثورة "17 تشرين"، ويعتبر أن الهدف من ترشحه  للانتخابات التصدّي للطبقة الحاكمة.

رشدان غير ملتزم حزبياً، واستقال من "حزب الكتائب" قبل 5 سنوات، كما يؤيد "القوات اللبنانية"، ويعتبر نفسه "سيادياً" بالمعنى السياسي القائم في البلاد. 

ميشال أبو سليمان
الفنان الثاني فهو الممثل الكوميدي ومقدم البرامج، ميشال أبو سليمان. أعلن ترشحه عن المقعد الماروني في دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف-عاليه) في لائحة "صوتك ثورة" التي تضم إليه، شخصيات من المجتمع المدني، هم محمد سامي الحجار، وسمير عاكوم، وغابي القزي، ومعضاد أبو علي وجهاد ذبيان ورائد عبد الخالق ووسيم حيدر وعماد الحاج. 

أبو سليمان ناشط سياسي، شارك في "ثورة تشرين" 2019 ويعتبر نفسه "ثائراً حقيقياً" و"من الشعب ومعه وله"، ويفرّق بين اللائحة التي ينتمي اليها التي "تمثل الثورة الحقيقة"، كما يرى، وبين "اللوائح الأخرى التي تنتمي إلى الثورة المزيفة والمدعومة من الأحزاب السياسية والسلطة".

يبدو أبو سليمان متفائلاً بوصوله إلى الندوة البرلمانية، وبدعم الناس له كفنان وكثائر، ويشير إلى أنه في حال أصبح نائباً سيكون مع السلطة التغييرية التي ستكون رأس حربة في مواجهة سلطة الفساد التي تحكم لبنان منذ 30 عاماً. 

ليا بو شعيا
ليا أبو شعيا، ممثلة ومخرجة، تستعد لنيل شهادة الدكتوراه في اختصاصها الفني من فرنسا. شاركت في العديد من الأعمال الدرامية، من بينها "النحات" و"أمّ بديلة". أول مشاركة فنية لها كانت مع فرقة "كركلا" عندما كانت طفلة، أما مسلسل "بيروت سيتي" فكان أول أعمالها بعد تخرجها من الجامعة. 

أعلنت أبو شعيا ترشحها في لائحة "معاً أقوى" التي يترأسها نائب رئيس مجلس الوزراء السابق، الياس المر، في دائرة المتن الشمالي، وهي تضم ميشال الياس المر، وهاغوب بقردونيان، وأنطوان خليل، ورندا عبود، والعميد مارون ابو ديوان، وليا أبو شعيا، ومارون رزق الله وجوي الجمال. 

أبو شعيا ستكون "صوت الوسط الفني المغيّب عن البرلمان اللبناني"، كما تقول، وهي تَعِد في حال فوزها بأن تكون "في خدمة أهلها في المتن فنياً وثقافياً"، من خلال إنشاء معهد لتعليم الموسيقى ومتحف ثقافي ودار للأوبرا تستقطب نجوماً عرباً وعالميين، كما تشدد على ضرورة الاهتمام بالمبدعين اللبنانيين الذين حققوا إنجازات مبهرة في الخارج، وحثهم على العودة الى الوطن وتقديرهم وتقديم الدعم لهم لأن "الوطن يستحقهم".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها