الأحد 2022/04/24

آخر تحديث: 17:08 (بيروت)

أحمد الزين ل"المدن":قررت اعتزال التمثيل..والانتقال الى كوكب آخر

الأحد 2022/04/24
increase حجم الخط decrease
قرر الممثل القدير أحمد الزين إنهاء مشواره الفني الذي يمتد لنحو 60 عاماً، بالاعتزال وقضاء بقية عمره في قريته "شحور" (قضاء صور في الجنوب) منتظراً موته كما قال لـ"المدن"، واعداً نفسه بالعيش في كوكب آخر مع زوجته ورفيقة عمره ودربه هدى التي رحلت قبل سنوات.

الزين الذي شارك، رغم مرضه، بمسلسلين في الموسم الرمضاني الحالي 2022،  يقول إنه إستمر بعمله "بتوفيق ورضا من الله"، مشيراً إلى أن حياته "تدمرت" بعد وفاة زوجته. يقول: "عندما أخلع ملابس أحمد الزين وأرتدي ملابس المعلم عبد الله في مسلسل "للموت"، أتخلّص من 70% من وجعي، وعندما أنتهى من التصوير أعود وأرتدي مجدداً ملابس أحمد الزين ولا أعود الى البيت بل إلى المستشفى. موت هدى دمرني وأنا أنتظر الاجتماع بها على أحرّ من الجمر".

ومع أن التمثيل يريحه من أوجاع المرض، لكن الزين لا يفكر بزياده نشاطه الفني بل هو مصرّ على الإعتزال لأنه "نال قسطه من العلا لناحية العمل"، كما يقول، ويضيف: "بعد 60 عاماً من العمل في المجال يفترض بي أن أستريح! أشعر أنني بحاجة إلى كوكب آخر. أيام قليلة وأغادر إلى قريتي بعد تنظيف بيتي وتعقيمه. لقد قررت إعتزال كل شيء".

يحمل الزين شعار "الحياة كلها تمثيل".. ومع أنه وَهَبَ الفن أكثر من نصف قرن من عمره، لا يجد الزين أي مشكلة في قضاء بقية عمره بعيداً عن التمثيل، رافضاً عروضاً من دبي ومصر، ومعتذراً عن دعوة للسفر الى أبيدجان، لأن تفكيره أصبح في مكان آخر بالقرب من زوجته هدى.  

أرشيف غنيّ 
يضم الزين الى رصيده التلفزيوني والسينمائي والمسرحي أعمالاً مهمة تركت بصمة في وجدان الناس وفي أرشيف الفن العربي. يعدّد الأعمال التي يعتز بها أكثر من غيرها خلال مسيرته الفنية الطويلة، ويوضح: "تلفزيونياً أعتزّ بمسلسليّ "للموت" و"السنوات الضائعة"، وسينمائياً بأفلام "طيف المدينة" و"ناجي العلي" و"الانفجار" و"الممر الأخير" و"أماني تحت قوس قزح" الذي لعبت فيه دور والد ريمي بندلي، و"خلّة وردة".. أما مسرحياً فقدمتُ خلال مشواري  18 عملاً مسرحياً أعتزّ بها جميعاً وفي مقدمها "الشهيد ابن البلد" و"ابتسم انت لبناني" و"المهرج" لمحمد الماغوط، و"الطرطور" التي قربني من نقولا دانيال فقام بعدها بإخراج  مسرحية "الشهيد ابن البلد". أنا قدمت مسرحيات شعبية وكوميدية ولكن المسرحيات التي أشرت إليها كانت بصمات". 

قصتي مع شوشو
مع الراحل شوشو (حسن علاء الدين)، شارك الزين في الكثير من الأعمال، لكن ما ورثه عنه هما القهر والحذر، إذ يقول: "كنت حذراً بعدم السماح لمن قتل "شوشو" بقتلي. هو استدان من المرابين وقام بإنتاج أعمال لم يوفق بها، فمات مديوناً بمبلغ مليون دولار، وكان عمره يومها 37 عاماً. ومن بعده تحاشيتُ الوسط الفني وحذفته من حياتي. فأنا بعيد منذ 30 عاماً عن الوسط الفني، ولم أبادر إلى الإنتاج أو المشاركة إنتاجياً أو  إلى تأسيس شركة خاصة بي لأنهم لصوص".
رفض التكريم
و"لأننا نعيش زمن الوساطات وكثرة النجوم وقلة الممثلين، لم يعد هناك تقدير للفنان الحقيقي"، يرفض الزين التكريم، حتى من الدولة اللبنانية، سارداً قصة تحمل أبعاداً إنسانية كبيرة.
يقول: "أعرف فناناً في الوطن العربي أخذ 10 دروع تكريمية، لكنه لا يملك ثمن الدواء. وعندما دخل الى الصيدلية لشراء "الباندول"، لم يقبل الصيدلي بها، طالباً منه ثمن الدواء لا الدروع التكريمية. أنا ارفض كل التكريمات ولا أقبل إلا بتكريم الله وأولاد البلد، وعندما قبلت بتكريم "الموركس دور" قلت على المسرح إنها المرة الأولى التي ألبي فيها دعوة تكريم منذ 27 عاماً، إحتراماً مني للمنتج جمال سنان وللقيّمين على هذه الجائزة ولشخصية عبد الله، ويومها قلت "يجب أن ندعس على من هم "أحمر" من السجادة الحمراء".

ابن البلد
الزين الذي أنقذ جوزف الهاشم حياته مرتين عندما تعرض للإختطاف خلال الحرب الأهلية، لا يخاف من إعلان مواقفه مهما كانت جريئة، فهو "إبن البلد" الذي يجاهر برأيه ويهاجم وينتقد الدولة ويشتمها عبر أثير الإذاعة، ويقول: "أنا أنتمي إلى خط المقاومة ومن أبناء موسى الصدر وعبد الحسين شرف الدين وشي غيفارا وجمال عبد الناصر".

وكما يرفض التكريم فإن الزين يرفض أيضاً تقديم نصيحة للفنانين، ويقول: "لا كلام. هناك ممثلون أكثر من رائعين بل هم مدارس في التمثيل وهذا الامر أثبته مسلسل "للموت". فهو ليس مسلسلاً من 30 حلقة، بل 30 فيلماً سينمائياً شاركت فيها مدارس وجامعات مبدعة ورائعة، ويعود السبب في ذلك إلى السخاء في الإنتاج ولأن هناك إخراجاً جيداً ونصاً جميلاً. جمال سنان كمنتج وفيليب أسمر كمخرج ونادين جابر ككاتبة، صنعوا معجزة تجسّدت في مسلسل "للموت" سحرت الوطن العربي كله من الماء إلى الماء".

لم يدخل الزين المدارس، وتعلّم القراءة من القرآن الكريم، هو ممثل موهوب بالفطرة، لذا يرفض التعليق على الجيل الجديد من الممثلين الذين يتخرجون من المعاهد التمثيلية ويكتفي بالقول: "الكاريزما نعمة يعطيها الله لمن يشاء ويحرمها ممن يشاء، ومن يتمتع بها سواء في الفن أو في السياسة، فهو يسخرها إما للخير أو  للشر، وإما للإبداع  أو للدمار وأكبر مثال ما يحصل في لبنان".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها