الخميس 2022/12/01

آخر تحديث: 19:22 (بيروت)

النظام يصادر إنجاز زعيم "داعش".. وأميركا تمنعه

الخميس 2022/12/01
النظام يصادر إنجاز زعيم "داعش".. وأميركا تمنعه
increase حجم الخط decrease
فشلت محاولات النظام السوري الاستثمار في ملف قتل زعيم تنظيم "داعش" إعلامياً، ومصادرة جهود المعارضة. التزوير والتحريف، لازما خبر الاعلان عن مقتل أبي الحسن الهاشمي القرشي في درعا، وهو حدث تريثت الاطراف كافة في الاعلان عنه، بانتظار اعلان صريح من التنظيم المتطرف الذي لم يحدد الجهة التي قامت بالانجاز. 


والضبابية التي حاول التنظيم إضفاءها على الجهة المنفذة، يسعى من خلالها الى تجهيل الفاعل. فإقراره بأن الجيش الحر نجح في قتل رابع زعيم للتنظيم، بعدما قضت الولايات المتحدة على الثلاثة الأول، سيثبت حكماً بأن قوة البطش التي تقدم بها الى العالم، لم تردع مقاتلين غير محترفين على القضاء على زعيمهم. في المرات السابقة، لم يتردد التنظيم في الاعلان عن الجهة المنفذة، بتصوير نفسه أنه يصارع قوة عظمى، وإعلاء شأن نفسه. 

هذه المرة، كانت الضربة أكثر إيلاماً. بيان التنظيم، لم يحدد مكان العملية وزمانها، كما لم يحدد الجهة المنفذة. وقال المتحدث باسم التنظيم أبو عمر المهاجر في التسجيل الذي نشرته حسابات جهادية إن القرشي "قتل (...) وهو يراغم أعداء الله ويجالدهم فقتل منهم ما شاء الله أن يقتل ثم قتل كما يقتل الرجال في سوح الوغى والنزال". ولم تتضح بالضبط ظروف وفاته.

حاول النظام فوراً إستغلال الحدث، بتبني العملية عبر جهات اعلامية غير رسمية. يحتاج النظام الى انجاز. كما يحتاج الى تصوير نفسه مقاتلاً للارهاب المتفق عليه دولياً، وهو "داعش". لكن الخبر اليقين جاء من الولايات المتحدة. 

وضعت الولايات المتحدة حداً لهذا الاستغلال، بإعلان صريح من القيادة المركزية الاميركية التي أكدت أن "الجيش الحر" في درعا قتل زعيم داعش أبي الحسن الهاشمي القرشي، وأغلقت الباب على بعض "الاعلام" الموالي والصديق للنظام السوري. 

وفي أول تعليق للإدارة الأميركية قال المتحدّث باسم البيت الأبيض جون كيربي: "البيت الأبيض يرحب بأنباء وفاة زعيم تنظيم داعش". أما التفصيل، فجاء من القيادة المركزية التي أعلنت في بيان أن مقتل الهاشمي جاء "في عملية نفذها الجيش السوري الحر، منتصف تشرين الأول/اكتوبر الماضي، في محافظة درعا جنوبي سوريا".

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية (سنتكوم)، جو بوتشينو، إن "مقتل أبو الحسن الهاشمي القرشي هو ضربة أخرى لداعش"، غير أنه لفت إلى أن التنظيم لا يزال يشكل خطراً على المنطقة. ونفى متحدث عسكري أميركي مشاركة أي قوات عسكرية أميركية في العملية، حسبما ذكرت وكالة "رويترز". 


على أن الصراع على محاربة الارهاب، دخل بازار المنافسة الدولية، والصراع على التقارب وتقديم أوراق الاعتماد للدول الكبرى. لن يحتاج النظام السوري إلى اثبات اضافي بأنه يحارب الارهاب، غير قتل زعيم "داعش". سيكون ذلك تتويجاً لكل الادعاءات السابقة، وإعادة تلميع لصورته الدولية من نظام يقتل خصومهم، بمن فيهم المدنيون، الى نظام "يكافح الارهاب". 

وبدا الاعلان الرسمي الاميركي، بمثابة بوابة عبور للكشف عن معطيات العملية التي لم يعلنها أي طرف، بانتظار اعلان رسمي من "داعش". عشرات الصور والفيديوهات، تتناقل عبر مواقع التواصل وفي مجموعات "الواتسآب". ثمة مقطع فيديو تلقت "المدن" نسخة منه، يظهر مجموعة عسكرية تهاجم المنزل الذي كان زعيم التنظيم يتحصن فيه. يطلق المقاتلون الرصاص باتجاه المنزل، ثم انفجار، يليه زخ الرصاص أيضاً. لم يجد المقاتلون في داخل المنزل منفذاً للهرب. وقالت "رويترز" إن زعيم داعش فجر نفسه حين تمت محاصرته. 


وكان مقاتلو مدينة جاسم شنوا حملة على منازل تحصن داخلها خلايا من تنظيم الدولة، في 14 من تشرين الأول الماضي، واستمرت الاشتباكات حتى تفجير أحد المنازل، ومقتل المتحصنين داخله وكان من بينهم المدعو "عبد الرحمن العراقي" (زعيم التنظيم الذي أعلن عن مقتله الاربعاء).

وفي مقاطع أخرى، شريط مصوّر يظهر عاملين من الفصائل المحلية في مدينة جاسم، يعلنون مقتل القيادي في تنظيم داعش المعروف باسم "أبو عبد الرحمن العراقي". 

لم ينتهِ التنظيم بهذه العملية، رغم الضربة القاسمة لقيادات صفه الأول. أعلن تعيين "أبو الحسين الحسيني القرشي" خلفاً له، ليكون خامس زعيم للتنظيم. وعليه، لن تنتهي محاولات الاستثمار طالما بقي النظام شماعة لمحاولات التقارب مع الدول الكبرى. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها