الأربعاء 2022/11/30

آخر تحديث: 20:03 (بيروت)

العائلة هي صورة مونديال قطر.. ومصورون صحافيون يدحضون الإشاعات

الأربعاء 2022/11/30
العائلة هي صورة مونديال قطر.. ومصورون صحافيون يدحضون الإشاعات
الخلاف السياسي لم يفسد متعة التشجيع (غيتي)
increase حجم الخط decrease
فرض البُعد الثقافي لدولة قطر ايقاعه على التغطيات الاعلامية على هامش مباريات كرة القدم في مونديال قطر 2022. نقلة نوعية في الصور، إذا ما قورنت بالبطولات السابقة على مقاعد الجماهير. يصدّر المونديال صور العائلة أولاً، والتراث العربي في التغطيات البصرية على مقاعد الجماهير، الى جانب الدلالات السياسية. ثمة ما هو أبلغ من صور النساء في مقاعد الجماهير فقط، يسترعي انتباه عدسات الاعلام. 

في النسخ السابقة من بطولات كأس العالم، لطالما حظيت صور النساء المشجعات بإهتمام المصوريين على مدرجات الجماهير. في روسيا، وقبلها البرازيل وجنوب افريقيا، كانت النساء المشجعات في قلب التغطيات. يفرض البلد ايقاعه على سلوك الجماهير وأزيائهم. أما التغطيات في قطر، فدفعت برسائل مختلفة. ومع أن هناك صوراً لنساء كثيرات ضمن المدرجات، استحوذت العائلة على الصورة الأشمل من النقل المباشر. الكاميرا هنا، تعكس الهوية الثقافية للبلاد، حيث تبدو العائلة أولوية. 

تحاول عدسات المصورين البحث عما هو جديد، مشوق، وغير مألوف. حظيَ الزي التقليدي العربي بإهتمام وترصّد الكاميرات، كما فرض الحضور النسائي العربي حضوره على المدرجات، ليصبح حديث مواقع التواصل الإجتماعي، في ظاهرة يعتبرها كثر "جديدة"، مع تزايد إهتمام السيدات بكرة القدم والحدث الرياضي. 

نقلت عدسات الكاميرات صور المشجعات، على الرغم من كثرة الشائعات التي تحدثت عن فصل الجمهور النسائي عن جمهور الرجال، أو أخبار مضللة أخرى تحدثت عن ترحيل السلطات القطرية إحدى المشجعات الكرواتيات التي نزعت قميصها في ملاعب مونديال قطر 2022، ليتبين أن الصورة مجتزأة من مقطع فيديو منشور في تموز 2018، ومأخوذة من مونديال روسيا. 


يختلف مونديال قطر عن غيره في فكرة الجذب وإزدياد عدد المشجعين، إذ يرى المصور اللبناني حسن بحسون أن المصورين في قطر يحاولون أن يوثقوا ما لا يشاهده المتابعون على شاشة التلفزة. يؤكد أن حضور النساء كان له وقعه على المدرجات، كذلك مشاركة المصورات والصحافيات اللواتي طغى حضورهن وسط زملائهن الصحافيين، ما يدل على عدم إحتكار الإهتمام الرياضي بالرجال. 

ويقول بحسون لـ"المدن" إن لكل مصور زواية تهمه أكثر من الآخر. يوضح: "المصورون الأجانب إهتموا بالطابع التقليدي والإسلامي لدولة قطر ومَشاهد المشجعات العربيات، لذلك حظيت صورة المدافع المغربي أشرف حكيمي بإنتشار واسع بعدماقامت والدته بتقبيله بعد إنتهاء المباراة". في حين إهتم آخرون بالتكاتف العربي بين المشجعين عند لعب المنتخبات العربية، في اشارة الى الدعم العربي الواسع لمنتخبات قطر والسعودية والمغرب وتونس.

من جهته، فضّل بحسون، توثيق صور نجوم الرياضة وفرحة المشجعين، لا سيما السيدات اللواتي كن بصحبة أولادهن، أو ذوي الإحتياجات الخاصة الذين خُصص لهم معلّقون في المونديال القطري، وأيضاً لقطات الأطفال المنبهرين برؤية نجوم الرياضة الذين يرافقونهم إلى الملعب. 

ولدى سؤال المصور اللبناني حسن عمار، الذي غطّى سابقاً بطولات كأس العالم، عن صورة النساء المشجعات في مونديال قطر، قال لـ"المدن" إن "البحث عن مشاهد مثيرة في الجمهور ليس محل إهتمام، فما نراه في معظم الدول هو عادات وتراث وزي فولكوري يعكس ثقافة البلاد، كحال اللباس البرازيلي ورقصه في الشوارع، وهذا ما كنا نرصده في الدول الغربية أيضاً، الطابع الثقافي ونمط العيش"، وكذلك في قطر، طغت الهوية الثقافية للبلاد على وقائع المونديال.  


ويؤكد عمار أن ما يُشاع عن مونديال قطر، مثل إلزام السيدات بلباس معين، غير موجود بتاتاً على الأرض ولا صحة له. ويشير الى أن المشهد العربي والنسوي حاضر كانعكاس لثقافة كل بلد، ويعكس العادات ونمط العيش، وينقل ثقافات المشجعات الى المدرجات، مثلما هو الحال في أي دولة أخرى يقام فيها المونديال. ويشير عمار إلى مراعاة الأجنبيات لثقافة الدولة القطرية المضيفة، في حين أخذت بعض الأجنبيات حيزاً مستقلاً لهن، نشرن مَشاهده في صفحاتهن في "انستغرام" و"تيك توك".

View this post on Instagram

A post shared by Ivana Knöll (@knolldoll)


تصدر المحتوى السياسي الصور واللقطات والتقارير على هامش التغطيات الرياضية، وكان أبرزها استصراح وسائل الاعلام الاسرائيلية للمشجعين العرب، وهو ما أثبت وقائع مختلفة عما تحاول تل أبيب البحث عنه.. فضلاً عن تصدّر مباراة جمعت منتخبي الولايات المتحدة وإيران، لائحة الاهتمام العالمي، على ضوء الخلافات السياسية بين الطرفين. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها