السبت 2022/11/19

آخر تحديث: 15:15 (بيروت)

"خبز ونت".. تحديات لبنانية وهواجس عربية

السبت 2022/11/19
"خبز ونت".. تحديات لبنانية وهواجس عربية
increase حجم الخط decrease
أكثر من 500 مشارك ومتحدث، طرحوا ملفات الحقوق الرقمية وهواجس القطاع على مدى ثلاثة أيام في ملتقى "خبز ونت" في بيروت، والذي نظمته منظمة "سميكس"، وبات مساحة سنوية لدعم الحقوق الرقمية في الدول الناطقة باللغة العربية.
الملتقى مصمم خصيصاً للناشطين والتقنيين والصحافيين والمحامين والأكاديمين ورواد الأعمال والمدافعين عن حقوق الإنسان، حول العالم. جمع الملتقى المئات، وهو رقم صادم للمنظمين، الذين رأوا أن العالم متعطش لعودة التشارك والتلاقي خصوصاً بعد جائحة كورونا. 

يتشارك العاملون في قطاع الانترنت، الهواجس والتحديات والإنتهاكات نفسها، وتتقاطر مصالحهم. فقد أصبح المجتمع المدني يعتمد أكثر على الشبكات والأدوات الرقمية للمناصرة وحشد الدعم، لكن المزايا التي توفرها هذه الشبكات والأدوات تقلصت في المنطقة العربية بسبب عوامل عديدة ومنها القوانين المتشددة، والرقابة الجماعية، وإنتشار حملات التضليل، وقمع الحريات. 

إستطاعات ملتقيات "خبز ونت" السابقة، إنشاء مجتمع للحقوق الرقمية وتوسيعه في المنطقة، عبر توفير مساحة مفتوحة وآمنة للمشاركين من أجل مناقشة قضايا مختلفة التي تترواح بين رقابة الدول وإدارة المحتوى وإنتاج المعرفة ضمن مجتمع الحقوق الرقمية. 

وينطلق ملتقى "خبز ونت" من الغنى الجغرافي والمعرفي الذي إحتواه الملتقى كالتجربة التي خاضها كل فرد من المتحدثين في مختلف القضايا المتعلقة بالدفاع عن الحقوق والحريات، وإتخذ الحيز القانوني حيزًا من النقاش. وتناولت الجلسات التي ناهز عددها المئة، موضوعات رقمية مثل الخصوصية البيانات وأمنها والرقابة عبر الإنترنت، والتخوف الرقمي، والمضايقات من قبل الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية، وحجب الإنترنت، وعمليات التجسس، ومكافحة التضليل الإعلامي، وواقع القوانين المتعلقة بالإنترنت أو بالمجال الرقمي كقوانين جرائم المعلوماتية وحماية البيانات في العديد من  الدول العربية، وبالإضافة إلى المبادرات التي يقودها المجتمع المدني لمواجهة التهديدات الرقمية، وواقع حرية الإعلام في العام 2021 في الأردن وفلسطين ولبنان والعراق وتونس والمغرب، وغيرها. 

الفضاء الرقمي العربي
يقول مدير المحتوى الرقمي في "سميكس" عبد قطايا في حديث لـ"المدن" إن نسبة المشاركة المرتفعة في الملتقى "تعود الى تعطش الناس إلى الالتقاء والتفاعل وتبادل الخبارات والهموم نفسها خصوصًا بعد جائحة كورونا. بالإضافة إلى وجود وجه جديد في مجال الحقوق الرقمية وتقاطع بين التكنولوجيا وحقوق الإنسان، والعمل الصحافي.

ويشير قطايا، إلى أن واقع القوانين المتعلقة بالفضاء الرقمي في البلدان العربية كانت له حصة كبيرة من الجلسات، بالإضافة إلى تزايد الإهتمام في قضايا النساء التي بات لها حضور واسع على منصات التواصل الإجتماعي، وهم أكثر فئة تتعرض لإنتهاكات في الفضاء إلكترونية. 

بالرغم من معاناة لبنان في قطاع الإنترنت والإتصالات، إلا أن تواجد الكم الهائل من النشطاء والحقوقين العرب والأجانب يعيد تسليط الضوء على دور لبنان وتمتعه بهامش حرية مختلف عن الدول العربية.

فالصحافي محمود غزيل المواظب على حضور الملتقى منذ خمس سنوات، يقول إن المؤتمر فريد من نوعه في العالم العربي، بسبب الجلسات المتلاحقة والمتنوعة التي يعرضها، فعلى المستوى الإعلامي كان مجالًا للتشبييك بين الصحافيين والتقنين، والمهتمين بتطوير مهاراتهم بعلم البيانات لكونه سيكون أحد أهم أبواب مجالات الإعلام قريباً. 

ويعتبر غزيل أن إقامة مثل هذا الملتقى في بيروت "يمثّل تحدياً كبيراً بعد الأخبار الشائعة عن الأزمة اللبنانية، وإنهيارت القطاعات كافة كالإتصالات وغيرها، فهو إيجابي أن تستقطب بيروت الطاقات الفكرية والشبابية، لتكون بيروت بنظر الأشقاء العرب مركزاً للقضايا المطروحة في المؤتمر، التي ما زالت محجوبة أو حساسة في العديد من البلدات العربية".

ويرى طالب الإعلام الرقمي محمد بزي، أن العالم العربي بحاجة ماسة لهكذا لقاءات، تذوب الأفكار الخاطئة والحواجز في الإعلام العربي، وتزيد من من فرص التعاون الإعلامي. 

الملتقى التفاعلي، الذي كان أيضًا يستضيف مشاركين من بُعد، إعتبرته منسقة البرامج في الجمعية الأردنية للمصدر المفتوح "جوسا"، سينا ميس، أنه يوفر كماً هائلًا من المعلومات، ومجالاً للتشبيك وفتح فرص التعاون بين المهتمين في المجالات المطروحة، لافتةً إلى أن الشكل غير التقليدي، وحرية إختيار الجلسات من قبل المشاركين تبعد فكرة الملل أو المعلومات المكررة في مدخلات المتحدثين التي تشهدها المؤتمرات الرسمية الجافة. 

في المقابل، يرى التونسي شريف القاضي محلل سياسيات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن المسألة الحقوقية ما زالت متراجعة في العالم العربي، فمن المتوقع أن يكون الحال أصعب على صعيد الحقوق الرقمية وحقوق الإنسان التي تنتج بسبب السياسات السلطوية للحكام. ويرى الشريف أن قوانين الإعلام الرقمي ومكافحة جرائم المعلوماتية "هي قوانين لكمّ الأفواه وتتشابه في  معظم الدول العربية". ويتطلع القاضي أن يكون الملتقى تجسيد لمقاولة "الإتحاد قوة"، بسبب ضعف التمثيل العربي في قطاع المعلومات والتكنولوجيا، فمن الممكن أن يوفر الملتقى فرصة تشبيكية ومنطلقاً للعمل حقوقي ورقمي عربي ضاغط. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها