الخميس 2021/03/04

آخر تحديث: 18:43 (بيروت)

الحليب ليس الإشكال الوحيد.. شاهدوا العراك على الزيت!

الخميس 2021/03/04
الحليب ليس الإشكال الوحيد.. شاهدوا العراك على الزيت!
increase حجم الخط decrease
لا يخرج مقطع الفيديو المتداول بكثافة في منصات التواصل الاجتماعي حول الإشكال في سوبرماركت "سبينيس" للحصول على كيس من الحليب، عن سياق التحول اللبناني من الكباش على المواقع السياسية والحرب ضد الفساد، الى حرب على لقمة العيش.
 

قد ينظر كثيرون في العالم الى الواقعة على أنها هامشية، لكنها في الواقع تقع في صلب المعاناة اللبنانية، وتحول الاهتمامات من التغيير ومكافحة الفساد، الى الالتهاء بلقمة العيش وكيفية الحصول عليها في ظل أزمات اقتصادية ومعيشية خانقة أفقدت اللبناني قدرته على مواكبة ظروف الحياة. 


انها حرب الجوع. المعركة الاعنف التي يخوضها اللبنانيون الآن في وجه أبناء بلدهم. وليست معركة ضد طبقة سياسية أمعنت في أذية اللبنانيين وإيصالهم الى ما وصلوا اليه، ولا معركة ضد سيستم اقتصادي جمع الثروات، ولا يزال، على حساب الفقراء والمودعين. يخوض اللبنانيون اليوم معركة الحصول على الرغيف، تماماً كما أيام الحرب، مع فارق بسيط بين ندرته في أيام اشتعال المدافع، وغلاء سعره في زمن الانهيار الاقتصادي. 

ولا تتصدر التفاصيل حول الشريط المتداول، أولوية، ولا بيان "سبينيس" حول التزامه بتوفير الأمن الغذائي للبنانيين. فالمشهد ليس نادراً، وقد شهد جولة أخرى منه صباحاً في سوبرماركت آخر في جبيل، حيث تسابق اللبنانيون على عبوات الزيت المدعوم، واعتراض في متجر آخر حول استحواذ لبناني على أربع عبوات مدعومة من الزيت والاتصال بزوجته وولديه ليحمل كل منهم عبوة. 


وليست مبالغة تصوير مقاتل مدجج بالسلاح، في مواقع التواصل، تحت عنوان أنه ينوي الذهاب الى السوبرماركت للحصول على كيس حليب. فالإشكال هو النسخة المخففة من هذا الواقع الذي لا يستبعد أحد بأنه سيتطور. ذلك أن الحصول على كيس حليب وعبوة زيت، قد يحتاج الى عمل ميليشيويّ في ظل ارتفاع قياسي في أسعار السلع، ولا أفق لحلول مرتقبة.
 

سيتأثر السياسيون بهذا المشهد، وربما تجحظ عيونهم وتنطلق ألسنتهم استنكاراً واستهجاناً وإدانة لتعطيل تشكيل الحكومة، لكنه تأثر لن يغير شيئاً في معادلة التحول في الأولويات. فتجويع الشعب، فرصة لإلهائه عن التغيير، حيث ستنصب اهتماماته على تأمين سُبُل معيشته مع التدني القياسي في قيمة الرواتب، وارتفاع أسعار السلع. 

لبنان على أبواب حرب من نوع آخر. حرب حيازة الخبز. لم نصل الى أدنى مرتبة من مراتب شظف العيش والبؤس الإنساني بَعد. فالآتي أسوأ، ما لم تتحرك القوى السياسية لمعالجة وضع متدهور وآخذ في الانحدار في هاوية بلا قعر.
 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها