السبت 2021/03/13

آخر تحديث: 17:47 (بيروت)

نقيب المحررين لـ"المدن": لن نسكت على المماطلة بتلقيح الإعلاميين

السبت 2021/03/13
نقيب المحررين لـ"المدن": لن نسكت على المماطلة بتلقيح الإعلاميين
أكثر من ثلاثة آلاف صحافي سجّلت أسماؤهم لتلقي اللقاح ضد كورونا
increase حجم الخط decrease
"يا فرحة ما تمّت".. هو لسان حال بعض الصّحافيين الذين انتظروا لقاح كورونا ولم يحصلوا عليه، بعدما كانوا قد وُعدوا بإدراجهم ضمن الفئات التي ستحصل على اللقاح في مرحلة مبكرة.

وعدٌ، استفزّ فئة واسعة من اللبنانيين، رأت أنّ الصحافيين، بمن فيهم المراسلون في الصّفوف الأماميّة، ليسوا أكثر عرضةً للإصابة بالفيروس من باقي العاملين في وظائف تحتّم الاختلاط، معتبرين الأمر بمثابة رشوة من المسؤولين للصحافة.

ووصل النّقاش إلى الصّحافيين أنفسهم، وخلق جدلاً واسعاً في مواقع التّواصل الاجتماعي، بين زملاء رأوا أنّه في وقت يعمل فيه موظّفون من منازلهم بدوام محدّد، يعمل المراسلون على مدار السّاعة مجرّدين من سبل الوقاية في معركة كورونا، حيث كانوا الجنود المجهولين على الأرض وداخل المستشفيات، بينما عارض صحافيون إدراجهم ضمن الفئات الأحقّ باللقاح، خصوصاً من يعمل منهم من منزله خلف شاشة الكومبيوتر فحسب.

وهنا، اتصلت "المدن" بنقيب المحرّرين جوزيف القصّيفي، لسؤاله عن المنحى الذي سلكته قضيّة لقاح الصحافيين، وحقيقة ما يشاع عن أنّ القيّمين على حملة التلقيح تراجعوا عن إدراج العاملين في مهنة الإعلام في لائحة الأولويّات، بعد الضجّة التي أثارها تلقيح السّياسيين.

وعاد القصّيفي إلى أصل الاتّفاق الذي جرى مع وزير الصحّة في حكومة تصريف الأعمال د.حمد حسن، عندما بدأ الحديث عن إدخال اللقاح إلى لبنان في شهر كانون الأول/ديسمبر 2020، فقام أعضاء من مجلسي نقابة المحرّرين والصّحافة بزيارة الوزير. وفي سياق الحديث عن خطّة الدّولة لمواجهة جائحة كورونا، أبلغ حمد ضيوفه أنّه سوف يستقدم ما يزيد عن المليون لقاح، وأنّه سيتمكّن أيضاً من تأمين مئات الآلاف من اللقاحات كهِبة من أجل توفير قاعدة واسعة من المحصّنين من أجل تمنيع المجتمع في وجه الجائحة.

وأوضح القصيفي أنه سأل الوزير خلال الاجتماع عن موقع الصّحافيين والإعلاميين والمصوّرين من هذه الخطّة، فردّ: "لكم الأولويّة فوراً بعد الطّاقم الصحّي من أطباء وممرضين ممن هم على تماس مباشر مع المرضى، وأنتم مدرجون في لائحة Front Liners في تراتبيّة منظّمة الصحّة العالميّة، فشكرناه وتوافقنا على أن يبقى هناك تنسيق في ما بيننا لترتيب اللقاح".

وقبيل وصول اللقاح، أفاد القصّيفي بأنّه راسل الوزير حسن في هذا الخصوص، لكنه تلقّى اتصالاً من وزيرة الإعلام منال عبد الصمد، قالت خلاله بأنها بحثت الموضوع مع وزير الصحّة واللّجنة الوطنيّة للقاح كورونا واتفقت على أن تكون هي المنسّقة بين الإعلام وبين هذه اللجنة.

وتابع القصيفي: "نحن نريد أن نأكل عنباً، لا أن نقتل النّاطور. ولهذا قلنا لها أننا مستعدّون لأيّ تعاون". وبعد الاتصال، عُقد اجتماعٌ في وزارة الإعلام، بحضور عبد الصمد والقصيفي وورئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، ونقيب الصحافة عوني الكعكي، وعضو نقابة المحررين واصف عواضة. وتمّ الاتّفاق على أمرين: الأول، أن تزوّد النّقابات الوزيرة بأسماء أعضاء هذه النّقابات الرّاغبين بتلقّي هذه اللقاحات، والفئة العمريّة. والثّاني أنّ تكون هنالك إلزاميّة في التّسجيل عبر المنصّة، لأنّ ذلك يقتضي إيراد معلومات شخصيّة عن الشّخص والأمراض التي يعانيها.

وبعد الاجتماع، عادت الوزيرة ووسّعت البيكار، فشمل هذا الإجراء العاملين في وزارة الإعلام والمراسلين العرب والأجانب والمصوّرين والمخرجين وحتى رابطة خرّيجي الإعلام في الجامعة اللبنانية ونادي الصحافة، ثم شمل كل المؤسّسات الإعلاميّة من دون استثناء.

وفي هذا الصّدد، أوضح القصيفي: "نحن قمنا بما علينا، النّقابة تحوّلت إلى خليّة نحلٍ، ثمّة مئات الأسماء وردتنا، فرزنا ما هو عائد للمواقع الإلكترونيّة والمرئي والمسموع إلى المجلس الوطني للإعلام، والمكاتب التمثيليّة للمراسلين العرب والأجانب إلى دائرة المراسلين في وزارة الإعلام، والمصورين إلى نقابة المصورين، واستبقينا في لائحتنا أسماء المنضوين في النّقابة والصحافيين المعروفين بمزاولتهم المهنة من دون أن يكونوا منتسبين إلى النّقابة".

3 آلاف صحافي تسجّل لتلقّي اللقاح
في السياق، أوضح القصيفي أن مجموع الزملاء الذين تسجّلوا للحصول على اللقاح تجاوز ثلاثة آلاف زميل، لافتاً إلى أنّ النّقابة قدّمت لائحة بـ630 اسماً، مشيراً إلى أنّ النقابة قدّمت اللوائح وانتظرت دورها على أنّ اللقاح سيأتي في وقتٍ قريب. وبعد مدّة، راجع في الأمر فقيل له أنّه على الإعلاميين الانتظار بعض الشّيء، وتابع: "ثم طالعنا وزير الصحّة حمد حسن بتصريح في مستشفى تل شيحا في زحلة قال فيه أنّ الأسبوع المقبل سيكون دور الإعلاميين. كان هذا قبل أكثر من شهر، واتّصل بنا مستشاره وقال حضّروا زنودكم للأسبوع المقبل، فقلنا له سنصدر بياناً بهذا المعنى وحصلنا على موافقتهم على إصدار البيان، وبعدها صرّحت وزيرة الإعلام بأنّ هذا الخبر غير دقيق، ما أثار لغطاً".

وتابع القصيفي: "بعد ذلك أجرينا اتصالات باللجنة الوطنية للقاح ولم نتلقّ أجوبة واضحة، وبعد مدّة ذكرت مواقع إلكترونيّة أنّ هنالك إصراراً من رئاسة الحكومة ومن رئاسة لجنة كورونا بشخص الدكتور عبد الرحمن البزري، بأنّه بعد ما حصل في مجلس النوّاب، لا وجود لأولويّات حالياً خارج الأطقم الطبيّة والتمريضيّة، لأنّ البنك الدّولي رفض رفضاً تاماً أي أولويّة خارج إطار الجسم الصحّي، وأنّ هذا الكلام واضح بالنسبة لصندوق النّقد الدّولي، علماً أنّ وزير الصحّة ووزيرة الإعلام ردّدا أكثر من مرّة أنّ الإعلاميين هم في الخط الامامي ومُدرجون في لائحة الأولويات".

وتحدث القصيفي عن تبريرات وزير الصحة للغط الحاصل بخصوص الوعود للصّحافيين باللقاح ثم النكث بالوعد، موضحاً: "عقدنا اجتماعاً مع الوزير وتحدّثنا في هذا الموضوع، فأورد لنا العديد من الأسباب التي أدت إلى تأخير في تلقّي الصّحافيين اللقاح، واعداً بأن يرى المخرَج المناسب"، مشيراً إلى تطورات إيجابيّة، اليوم: "مازلنا في انتظار إجابة في أسرع وقت لنبني على الشيء مقتضاه، لأنّنا لن نسكت تجاه ما حصل مع الإعلام. هم قالوا لنا قدِّموا الأسماء، ونحن قمنا بما علينا، فليقوموا بما عليهم".

المؤسّسات الإعلاميّة تنتظر
إلى ذلك، علمت "المدن" أنّ عدداً من المؤسّسات الإعلاميّة سجّل أسماء العاملين لديه ضمن لوائح أرسلها إلى نقابة المحرّرين، التي أرسلتها بدورها إلى وزارة الإعلام. وبالتّوازي مع إرسال اللوائح، طُلب ممّن سُجّلت أسماؤهم أن يقوموا بالتّسجيل على المنصّة الخاصّة لتلقّي اللقاحات. وشدّدت اللوائح على فصل الصحافيين العاملين على الأرض، خصوصاً في المحطات التلفزيونيّة، عن الصحافيين العاملين من منازلهم.

ومنذ شهر تمّ إبلاغ المسجّلين أنّهم سيحصلون على اللقاح في غضون أيّام، لتتبخّر الوعود في ما بعد.

صحيفة "النهار" كانت في طليعة المؤسّسات التي وصلها اللقاح، عن طريقة مبادرة قام بها رجل الأعمال حسن أسميك، الذي تبرّع بلقاحات "سينوفارم" الصينيّة للعاملين في الصّحيفة تم استقدامها من الإمارات العربية المتحدة، فتلقى عدد من الزملاء اللقاح في مستشفى القدّيس جاورجيوس.

زميل في "النهار" رفض الكشف عن اسمه، قال أنّ الزملاء تلقّوا الجرعة الأولى، بانتظار الجرعة الثانية لتكوين مناعة، وبعدها يمكن الحديث عن إعادة العمل من قرب في الصحيفة بعدما بات معظم الصحافيين يعملون من منازلهم. وأضاف الزميل أنّ عدداً من الزّملاء رفض تلقّي اللقاح، لأنّ هذا الأمر لم يكن إلزامياً، إلا أنّه أكد إنّ النسبة الأكبر هم ممن أخذوا اللقاح.

في أروقة مؤسسات إعلامية، يتمّ الحديث عن نيّة المؤسسات شراء لقاحات لموظّفيها بعدما أرهقتها فحوصات "pcr" ، خصوصاً للعاملين في مجال إنتاج البرامج ونشرات الأخبار، إذ يخضعون للفحص مرّة كل أسبوع، مع ما يكلّفه الأمر من أعباءٍ ماديّة ونفسيّة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها