الأربعاء 2021/12/22

آخر تحديث: 21:20 (بيروت)

حزب الله يحاذر باسيل

الأربعاء 2021/12/22
حزب الله يحاذر باسيل
increase حجم الخط decrease
لا ينطوي ردّ فعل جمهور "التيار الوطني الحر" على طُعون "المجلس الدستوري" إلا عن خفة سياسية لا تستند الى واقع، لجهة الحديث عن "حلف رباعي" لن يتكرر في العام 2022، أو عن فض العلاقة مع "حزب الله" و"حركة أمل"، وهو خطاب مكرر، لا يُصرف عند الحزب، ولا عند التيار.
روّج "التيار" لـ"حلف رباعي" جديد، أراد فيه الايحاء بأن تكتلاً سياسياً يتألف من قوى سياسية اسلامية ومسيحية تكتلت ضد التيار، تكراراً للتحالفات الانتخابية في العام 2005 بعد اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، وانخرط فيها "تيار المستقبل" وحزب "القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" و"حزب الله" و"حركة أمل"، في مواجهة "تسونامي" العماد ميشال عون. 

والبناء على هذه النظرية، التي تنطوي على الكثير من الأوهام، يريد منها التيار إظهار نفسه في موقع "المظلوم" و"المعزول". لا يحتاج الى خطاب مظلومية أكثر وقعاً من الخطاب الحالي بغرض شد العصب المسيحي انتخابياً. فقد بدأ هذه الحملة بعد اشتباكات الطيونة للتصويب على خصمه السياسي "القوات اللبنانية". ورمى خصمه في النظام السياسي القائم، الرئيس نبيه بري، بالتهمة، لاستدراج "قلوب وعقول" المسيحية الى "عزلته" السياسية، واستثمارها انتخابياً. 

وجمهور التيار، هو الاداة المثلى لترويج نظرية مشابهة. لا يأخذ في الاعتبار ما جرى العام 2005، ولا تطورات اليوم. حتى هذه اللحظة، لما زال التحالف "المهتزّ" مع "حزب الله" قائماً، ويفرض قانون الانتخاب تفاهمات وتوافقات في أكثر من دائرة. وفي المقابل، تحطمت أي فرص لتسوية بين "حزب الله" و"القوات اللبنانية" منذ 17 تشرين 2019، وتعمقت الأزمة بينهما في حادثة الطيونة. وبالتالي، أي حلف رباعي يتحدث عنه جمهور "التيار"؟ ومن المقصود به؟ 

على غرار مفاصل سابقة لم يراعِ فيها "حزب الله" رئيس التيار جبران باسيل في الملفات الداخلية، يذهب التيار الى اتهام الحزب والتلويح بفضّ العلاقة. في السابق، كان الحزب ينفعل، ويذهب الى الدفاع عن نفسه، أما الآن، فإنه لم يحرك ساكناً. لا تصريح ولا تلميح. يحاذر الاشتباك العلني مع باسيل، ويتجاهل تصريحاته بالكامل. هي اللعبة الاعلامية التي أدارها بين حلفائه، ويكرسها عند كل اشتباك سياسي حين يتباين هؤلاء الحلفاء، يختلفون ويتبادلون الاتهامات، على مرأى منه. 

يدرك الحزب واقعاً أن التصعيد الاخير، يشبه الى حد بعيد تصعيد باسيل ضد حليف الحزب، الرئيس بري، قبل انتخابات العام 2018. أضاف اليوم باسيل الحزب نفسه الى لائحة "الأعدقاء". فهو خصم، في ملفات داخلية، لكنه لم يخرج من لائحة "المتفاهمين" بعد. الظروف تبدلت بعد 17 تشرين، وتغير المزاج المسيحي باتجاه الحزب. يتجنب التصعيد المقابل، وهو ما يُستدل اليه في تغريدات الناشطين المقربين من الحزب الذين لم يذهبوا الى الرد على رئيس التيار. كل مرحلة لها ظروفها، وهم الأدرى بأن "الحلف الرباعي" مجرد تهمة، لا يمكن صرفها في التفاهمات السياسية ما بعد 17 تشرين، وفي ظل قانون الانتخاب القائم. 

أقصى ما يريد باسيل الحصول عليه الآن، تفاهمات انتخابية مع "الثنائي" في دوائر مختلطة. وهو ضغط يمكن التعامل معه، بالصمت والتفاهم، منعاً لكسر الجرّة بين الحزب وباسيل، كما حصل بين جمهوري "أمل" و"التيار". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها