السبت 2020/04/04

آخر تحديث: 20:32 (بيروت)

باسيل يعيد تياره الى مؤسِّسه

السبت 2020/04/04
باسيل يعيد تياره الى مؤسِّسه
increase حجم الخط decrease
أعاد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل تياره الى الموقع العائليّ. أهمل، بعبارتين، إرث التيار، كحالة يفترض أنها مدنية وعابرة للطوائف والأسماء و"الإقطاع"، وحاضره، كقاعدة جماهيرية تزنّر الحكم وتحميه. 

وباسيل، الذي يترأس تياراً يتمثل في البرلمان بأكبر كتلة نيابية، ويتمتع بنفوذ في مجلس الوزراء، وفوق ذلك، وهو الأهم، يترأس مؤسِّس تياره الرئيس ميشال عون، يعيد نفسه إلى الحالة التأسيسية الأولى. وبذلك، قزّم تياره الى مستوى الالتصاق العائليّ، تكريساً لعُرف السلطة في لبنان الذي يبغضه باسيل، كما يدّعي، وهو الاقطاعية. 


فقد أطلق باسيل برنامج "العونة العونية". هو حساب تبرّعات نقديّة وعينيّة أطلقه التيار، وفتح خطاً ساخناً في غرفة العمليات المركزية لكل مساهمة، معلناً "اننا سنلجأ الى مفهوم العونة". علماً أنها مبادرة شبيهة بالمبادرات التي أطلقتها الأحزاب الأخرى لجمع التبرعات وتقديمها على الحالات الأشد فقراً وخسرت مصدر كسبها خلال أزمة "كورونا". 

قد يكون اللوذ بالـ"عونية" كحالة إنقاذية في الأزمة الحالية، إدراكاً منه بأن التيار، باسم عون، أقوى وأكثر نفوذاً وأوسع حيثية.. أو تجاهلاً للحاضر كتيار يرأس، عبر مؤسِّسه، السلطة السياسية، وجزءاً من السلطة التنفيذية حين يضع توقيعه على مراسيم وقرارات مجلس الوزراء. 

وتجاهل الحاضر، يعود الى سببين. أولهما التماثل بالآخرين، أحزاباً وتيارات منافسة، استفادت من الواقع القائم لإعادة تعويم نفسها لدى جمهورها، بعد تدهور شعبية كثيرين منهم إثر انتفاضة 17 تشرين الاول، والأزمات المالية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد. فلم تجد تلك الأحزاب منقذاً لشعبيتها إلا جمع التبرعات من المناصرين الأغنياء، وتوزيعها على المناصرين الفقراء، لتُقطف ثمارها في الانتخابات المقبلة. 

أما السبب الثاني فيتمثل في التنكر لموقع التيار المؤثر في السلطة، أو الايحاء بذلك في أقل تقدير، للقول بأن الحكومة مفلسة، وأن التيار الوطني الحر لا يمتلك نفوذاً في السلطة، ويقدم لجماهيره وفقراء آخرين من صندوق تبرعاته وليس من الحكومة، تكريساً لـ"شفافية" تطغى على تجربته في الحكم. وبذلك، يفصل بين التيار والعهد، للمرة الأولى، عندما يقارب ملف التبرعات، وسيستخدمه كدليل له في الانتخابات المقبلة للقول بأنه تيار شفاف لا يقرب المال العام. 

من هنا، يأتي مصطلح "عون العونية". فهو يتضمن إشارة لا لُبس فيها بأن التقديمات يمّولها العونيون، وسيجري توزيعها على الفئات كافة، كهِبة من التيار. وهي إشارة لا تلقى تصديقاً، فقد عالجها الناشطون في مواقع التواصل بسخرية، رداً على تغريدة باسيل، وهو ما عبّر عنه الناشط والمخرج المسرحي لوسيان بورجيلي بالقول:

"التيار حزب حاكم اليوم وبالسلطة: يعني مفروض تكون مسؤوليته ما ستقدمه الدولة/الحكومة للشعب، مش ما سيقدمه هو كحزب بلباسه الأورنجي والكراتين المصبوغة بعلامته التجارية. بكفي استغلال للأزمة الصحية حزبياً/انتخابياً.. شي مرة كونوا عقدر المسؤولية وخلي السلطة تقوم بواجباتها يلي مقصرة فيها!".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها