الخميس 2020/02/06

آخر تحديث: 19:03 (بيروت)

"جرائم المعلوماتية" السورية تخترع "التشهير برمز من رموز السلطة"

الخميس 2020/02/06
"جرائم المعلوماتية" السورية تخترع "التشهير برمز من رموز السلطة"
increase حجم الخط decrease
كشفت مواقع سورية موالية للنظام السوري، أن السلطات الأمنية اعتقلت محامياً تحدث عن "الكارثة" التي يواجهها المعتقلون والسجناء والموقوفون في سجن عدرا المركزي.

وفيما تم تجاهل خبر اعتقال المحامي محمد عبد الحميد العيسى، تحدثت وسائل إعلام موالية عن إطلاق سراحه، مساء الأربعاء، بعد توقيفه لمدة شهر كامل، من قبل فرع جرائم المعلوماتية بجرم "التشهير برمز من رموز السلطة"، وهي تهمة جديدة باتت تلاحق السوريين في مناطق سيطرة النظام السوري، من ناشطين وأشخاص عاديين، يتحدثون علناً عن مظهر من مظاهر الخلل في "الدولة السورية".

وبحسب المعلومات المتداولة، نشر العيسى الشهر الماضي، منشوراً عبر صفحته الشخصية في "فايسبوك"، حذفه لاحقاً، طالب فيه وزير العدل في حكومة النظام ‏هشام محمد ممدوح الشعار، العدل بالنزول إلى سجن عدرا بريف دمشق، واللقاء مع الموقوفات والموقوفين والاطلاع على مطالبهم إذا كانت فقط بالمحاكمة، وأن يأخذ معه كبار القضاة و المحامين العامين ويشرف شخصياً على الكارثة.

بعد ذلك، تم اعتقال العيسى، بتهمة التشهير بوزير العدل الذي رفع دعوى بحق العيسى، أدت لاعتقاله بشكل فوري، وحصل ذلك في وقت شهد جدلاً في سوريا بعد مناشدة عددة من السجينات لأسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، لزيارة سجن عدرا من أجل الاطلاع على أوضاعهن، حيث تطول حالات الاعتقال، ومن ضمنها الاعتقال التعسفي، من دون تحويل القضايا الشخصية إلى القضاء.

والحال أن حالات الاعتقال هذه، باتت ظاهرة متكررة بعدما كثف النظام خلال العامين الأخيرين تضييقه على حرية التعبير في البلاد، وحصل ذلك تدريجياً، فصدرت قوانين صارمة للجريمة الإلكترونية، وفُرضت قيود مشددة على النشاط في مواقع التواصل الاجتماعي، وألغت ظاهرة المراسلين الحربيين والعسكريين، واعتُقل بعض الناشطين الموالين، مثل وسام الطير صاحب شبكة "دمشق الآن"، وأُسكت ناشطون آخرون بالتهديد. وطاول القمع أسماء ذات شهرة واسعة لدى الموالين للنظام، مثل مراسل التلفزيون السوري في حلب شادي حلوة، وفنانين مثل شكران مرتجى وأيمن زيدان وأمل عرفة وعابد فهد، من الذين خالفوا سردية النظام بطريقة أو بأخرى.

ولا يكتفي النظام بملاحقة الأسماء المشهورة أو تلك البارزة في مواقع التواصل، بل يطاول القمع الأشخاص العاديين، الذين يعبرون عن تفاصيل حياتهم اليومية، وتحديداً أولئك الذين يمس عملهم شيئاً من السيستم العام في البلاد، كحال المحامي العيسى. وتبرز هنا حالة اعتقال لمدرس رياضيات بسيط في مدينة اللاذقية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بسبب منشورات في "فايسبوك" حول الفساد وتدهور سعر صرف الليرة السورية، بالإضافة إلى اعتقال الناشط البارز نبيه نبهان، العام الماضي أيضاً، قبل إطلاق سراحه في آب/أغسطس الماضي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها