الثلاثاء 2019/07/16

آخر تحديث: 15:10 (بيروت)

سوريا المحروقة في "تطبيق الأسد"

الثلاثاء 2019/07/16
سوريا المحروقة في "تطبيق الأسد"
أنقاض المسجد الأموي في حلب (إنترنت)
increase حجم الخط decrease
خلال الأيام الماضية، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى مأوى للمسنين مع انتشار تحدي "#FaceAppChallenge" عبر تطبيق "فايس آب" الذي يعتمد على خاصية الذكاء الصناعي، لتقديم هيئة متخيلة لما يمكن أن يصبح عليه وجه الإنسان، في مرحلة لاحقة من العمر.


لكن استخدام التطبيق المسلي في سوريا أخذ منعطفاً مظلماً بإجراء محاكاة لواقع البلاد نفسها بفعل الحرب التي يقوم بها نظام الأسد ضد الشعب السوري منذ 8 سنوات.

وتداول ناشطون سوريون، في "فايسبوك" تحديداً"، صوراً لمعالم مختلفة في سوريا، قبل الثورة السورية وبعدها، لإظهار كيف أسهمت سياسة الأرض المحروقة التي قام بها النظام في تحويل سوريا ككل إلى رقعة من الدمار.

وأطلق الناشطون على هذا النوع من المشاركات تسمية "أسد آب" (تطبيق الأسد)، في محاولة للاستفادة من التريند العام بغرض إيصال رسالة هامة للعالم، وهي "كيف لرئيس دولة أن يحول تلك المعالم لدمار وركام بعد سنين الحرب التي شنها ضد شعبه".

وتناولت الصور معالم بارزة في سوريا منها قلعة حلب والمسجد الأموي في دمشق وسوق الحميدية ومدينة حمص ومعالم تاريخية مهمة ورمزية للشعب السوري، حولها الأسد إلى ركام وقتل فيها كل ما فيها من خصائص وميزات حضارية وتاريخية بطائراته ودباباته ومدافعه.



والحال أن هذا الأسلوب في تقديم الواقع السوري ليس جديداً، فطوال سنوات الثورة السورية، تم تقديم الحدث السوري للعالم بالاستفادة من المواضيع الرائجة في مواقع التواصل الاجتماعي، مثل الحملة التي أجرت محاكاة للحدث السوري بأسلوب لعبة "بوكيمون غو" الشهيرة التي حققت نجاحاً ساحقاً العام 2016 باستخدام تقنية الواقع المعزز حينها.

وكانت دراسة أعدها معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، كشفت في شهر آذار/مارس الماضي، عن أكثر المدن السورية التي تعرضت للدمار جراء قصفها بالطائرات الحربية والقذائف المدفعية والصاروخية. وتضمنت مسحاً شاملاً لـ 16 مدينة وبلدة في سوريا، اعتمد على تحليل الأضرار الظاهرة بواسطة الأقمار الصناعية وتحديد المباني المدمرة أو المتضررة بشكل كلي أو جزئي.

وجاءت مدينة حلب في المرتبة الأولى من بين المدن التي تعرضت للدمار، حيث بلغ عدد المباني المدمرة فيها 36 ألف مبنى، تليها الغوطة الشرقية بـ 35 ألف مبنى، ومن ثم مدينة حمص بأكثر من 13700 مبنى، والرقة بـ 12700 مبنى مدمر.

يذكر أن النظام السوري وحلفاءه تعمدوا قصف وتدمير أكبر قدر ممكن من المنازل والمنشآت الحيوية، بهدف السيطرة على المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد، واستخدمت الطائرات الحربية السورية والروسية كافة أنواع الأسلحة المحرمة دولياً.

وأدى ذلك، بشكل مقصود أو عرضي، بالإضافة لأنشطة جماعات أخرى في الحرب السورية مثل تنظيم "داعش"، إلى تدمير عدد واسع من المعالم الأثرية والحضارية في البلاد، والتي كانت مدرجة ضمن لوائح "يونيسكو" للتراث الإنساني، ومن بينها معبدا بيل وبعل شامين في تدمر، والمدرج الروماني الكبير في بصرى، والمسجد الكبير في حلب.


increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها