الجمعة 2018/07/13

آخر تحديث: 18:28 (بيروت)

الأتراك يهللون لاعتقال "أوكتار".. الداعية سجَّان النساء ومُغتصبهن

الجمعة 2018/07/13
الأتراك يهللون لاعتقال "أوكتار".. الداعية سجَّان النساء ومُغتصبهن
increase حجم الخط decrease
طَغى خبر اعتقال الداعية التركي عدنان أوكتار، على المشهد الإعلامي في تركيا، وسط احتفاء العديد من المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الخطوة التي شكّلت في نظر كثيرين "ضربة قاضية مُنتظرة منذ زمن".
وألقت الشرطة القبض على أوكتار إلى جانب العشرات من أتباعه في مداهمات شملت مناطق مختلفة من تركيا، يوم الأربعاء.

ويُواجه أوكتار المعروف باسم "هارون يحيى"، مجموعة اتهامات بينها تأسيس تنظيم لارتكاب جرائم، واستغلال الأطفال جنسياً، والاعتداء الجنسي، واحتجاز الأطفال، والابتزاز، والتجسس السياسي والعسكري. كما يواجه تُهماً أخرى، منها استغلال المشاعر والمعتقدات الدينية بغرض الاحتيال، وانتهاك حرمة الحياة الخاصة، والتزوير، ومخالفة قوانين مكافحة الإرهاب، والتهريب.

وأجمعت ردود الأفعال التركية عموماً على اعتبار "العملية" مقدّمة لحملة تستهدف الجماعات الدعويّة و"التنظيمات المشابهة التي تشكل خطراً على الشباب"، لكن من دون أن تخلو التعليقات من التساؤل عن مصير فتيات ارتبطن بصورة هذا الداعية، وعُرِفنَ من خلال ظهورهنّ معه باسم "القطط". ويَعكس ذلك، بشكل أو بآخر، أهمية الحضور النسائي في تسويق "أوكتار" وأفكاره، وجَعْلِهِ لفترة طويلة محور اهتمام وتجاذب بين مؤيدين ومعارضين تَجمعُهم متابعة "محاضراته" وصولاً إلى مناقشة مضامينها رغم ما يحيط بها من ابتذال وتكرار. 

واعتاد أوكتار الظهور عبر منابر إعلامية مختلفة ليسّوق نفسه كمفكر وصاحب رؤية في مجالات الحياة وقضاياها الإشكالية، مع تركيزه على تقديم تصورات ومواقف جدليّة كما في موضوع "ظهور المهدي" وآخر الزمان"، فضلاً عن ثيمته الأبرز ألا وهي نقد نظرية داروين حول التطور. 

لكنّ أكثر ما جَعَلهُ شخصية مثيرة للجدل هو ظهوره الثابت خلال سنوات عبر قناته التلفزيونية (A9TV) حيث اعتاد أن يلقي مواعظه عن الإسلام "العصري" ضمن برامج "حواريّة" تمثّل فيها الفتيات عامل الجذب الرئيسي بالإثارة والرقص والاستعراض الجسدي.

ولِفترةٍ طويلة بقيت مسألة ضمّ الفتيات -المُصطلح على تسميتهِنّ إعلاميّاً بـ"المُريدات"- إلى جماعة أوكتار لُغزاً تدور حوله معلومات قليلة عن وسائل ترغيب وإجبار يجري اعتمادها.

ومما كان يُشاع عن أوكتار سابقاً أنه يوفّر السكن للطالبات والطلاب الجامعيين، لكنّ صحيفة "حرييت" أفادت، في أحدث المعلومات المنشورة بهذا الشأن، باكتشاف وجود 95 منزلاً تابعاً للجماعة "يَسكُن فيها رجال ونساء ضمن شروط من المراقبة الدائمة عبر كاميرات تنتشر في كل زاوية"، وذهبت الصحيفة إلى القول بأنه كان يتم إحضار نساء وبنات ممّن ينتمين للطبقات الغنية إلى هذه المنازل، لتُلتقط لهنّ صور في أوضاع "غير أخلاقية" ليجري لاحقاً ابتزازهن بها. وتابعت الصحيفة "أن الفتاة التي تخالف الأوامر كانت تتعرض للاغتصاب عقاباً لها".

يُضاف إلى ذلك ما وَردَ، ضمن التحقيقات التي تجري حالياً، على لسان أحد الشهود حينَ ذكرَ أنه "كان يتم التعامل مع النساء كمحتجَزات لا يُسمح لهن بالخروج أبداً".

وكان لافتاً تزامن اعتقال أوكتار، مع ظهور إعلامي لفتاة تُنسب إلى"جماعته"، تدعى جيلان أوزغال، سَبق لها أن أثارت جدلاً قبل أشهر عندما حاولت انتقاد هذه "الجماعة" في منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حُذِفت لاحقاً من دون أن تتّضح ملابسات ذلك.

وفي حديثها لصحيفة "صباح" التركية، قالت أوزغال إن "جماعة أوكتار كانت تحاول أن تُظهِر للمنضمّين والمنضمّات إليها وَجهاً متحضراً وعصرياً، وتؤكد لهم أنهم الوحيدون الذين يتبعون المنهج الصحيح. وأنّ كل من يخالف منهجهم هو بعيد من الإسلام". وأشارت إلى أنهم "كانوا يحافظون على ولاء الفتيات عبر الترهيب والتقاط صور وفيديوهات غير لائقة لهنّ، يتم الاحتفاظ بها. إضافة إلى امتلاك الجماعة قِسماً مؤلفاً من 20 شخصاً يعملون في وسائل التواصل الاجتماعي ومهمتهم الوحيدة هي التشهير والقيام بحملات إعلامية ضد معارضيهم والمنفصلين عنهم". 
وتحدثت أوزغال عن محاولتها الهرب في العام 2013، لكنها فشلت، وتمكّن الحراس من القبض عليها حسب قولها، وباتت مراقبة بشكل دائم. وعقب نقلها إلى بيت بعيد، استطاعت الإفلات من قبضتهم في العام 2017 وتقدمت بشكوى ضد أوكتار إلى جانب أشخاص آخرين.

ووصفت الفتاة هذه الجماعة بـ"المصنع حيث التحرش بالفتيات الصغيرات اللاتي يُجبَرن على أن يكنَّ روبوتات عند أوكتار بعد فترة من الزمن". 

وختمت بالقول إن "عدنان أوكتار يرى نفسه أكثر من نبي، وأنه وبالرغم من رفضه العلني لفكرة أنه مهدي إلا انه يعتقد بالفعل أنه المهدي"، بحسب تعبيرها.

وضمن موجة التعليقات والآراء التي اجتاحت وسائل الإعلام برزَ ما قالته صحيفة "يني سوز" التركية حين قدّمت خلاصة تختزل الموقف العام من ظاهرة أوكتار، واعتبرت الصحيفة أنّ خطورة هذه الظاهرة تتمثل في "استخدام المرأة كسلعة جنسية" في قضايا ومسائل فكرية ودينية كما هو الحال مع كل منتَج أو علامة تجارية.

والجدير بالذكر أن عدد الشكاوي ضدّ أوكتار ازداد مطلع العام الحالي، ووصل خلال شهرين ونيف، إلى 444 شكوى. وعقب ضغوط متزايدة، اضطرّ أوكتار إلى تغيير أسلوبه، فبات حضور برامجه الحوارية في الأشهر الماضية يقتصر على الذكور، مع الابتعاد عن أسلوب الاستعراض والإثارة السابق المعتمد على النساء.

يُشار إلى أن أوكتار درَس فرع العمارة الداخلية بجامعة معمار سنان، ولم يكمل الدراسة، فانتقل الى جامعة اسطنبول لدراسة التاريخ والفلسفة، لكنه ترك الجامعة بعد سنتين أيضاً. وقد أسّسَ وَقْفاً للأبحاث العلمية يهدف إلى"نشر السلام والحب في جميع انحاء الأرض"، بحسب قوله، وله العديد من المنشورات والكتب التي يستخدم فيها اسم "هارون يحيى" بدلاً من اسمه الحقيقي. اتُّهِم العام 1991 بتعاطي الهيرويين، لكن تمّت تبرئته في العام 1994. وفي العام 1999، اعتُقل مع 95 شخصاً من وَقْفِه بتهمة تشكيل عصابات، وقضى تسعة أشهر في السجن.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها