الأربعاء 2018/06/06

آخر تحديث: 09:30 (بيروت)

"تجربة ربع قرن" تعرضها شكران مرتجى لـ"المدن": إخفاقات ونجاحات

الأربعاء 2018/06/06
increase حجم الخط decrease
تستأثر الفنانة شكران مرتجى بأدوار البطولة للمرة الاولى بعد 25 عاماً من أدوار "البطولة المشتركة". خلال السنوات الماضية، حفرت اسمها بتنفيذ أي دور يوكل اليها، كوميدياً كان أم تراجيدياً، لكنها لم تتمتع بإستقلالية، رغم أنها "بطلة من زمان" بشهادة المخرجين وصناع الدراما العربية. اليوم، تلعب دور البطولة المطلقة "من الجلدة إلى الجلدة" في "وردة شامية" و"ميادة وولادا" (الذي تأجّل عرضه). 

لا تنكر مرتجى انها "ظُلمت" في التجارب الماضية. ظُلمت في شارات المسلسلات، وفي طريقة طرح إسمها وتقدير عملها، كما تقول لـ"المدن"، لكنها تبدو أكثر قناعة حين تقول: "في النهاية لا يصح إلا الصحيح". وتضيف: "نعم تأخرتُ قليلاً كي أصل إلى ما وصلت إليه لكنهُ التوقيت المناسب بالنسبة لي وأتطلع نحو شغفٍ أكبر في الأعمال القادمة".

يتخطى حوارها المطوّل مع "المدن" مساحة الادوار التي تجسدها في موسم رمضان الحالي. تتحدث عن "تجربة 25 عاماً" على الشاشة الفضية. ربع قرن، تتذكر فيها البدايات والاخفاقات والنجاحات. قد تكون جردة حساب لفترة زمنية طويلة قياساً بعمر الممثل، لكنها في النهاية تجربة عمر. 

أوّل ظهور لها كان في "عيلة 5 نجوم" وخلال 25 عاماً كثير من الأشياء تغيرت في شكران. تقول: "نضجتُ أكثر وخياراتي أصبحت أعمق والمسؤولية أمست أكبر". فقد "تعبتُ كثيراً كي أصل إلى ما وصلت إليه وأكبر دليل أنَّ بطولة مطلقة لم أحصل عليها إلا أخيراً"، وتستدرك: "لكنني كما قلتُ سابقاً صنعتُ من أدوار صغيرة بطلة والأمثلة كثيرة، فلقد ظهرتُ في مسلسل "جميل وهناء" (1997) بدور أمل في 60 مشهد فقط وفي مسلسل "دنيا" (1999) ظهرتُ في الحلقة السادسة عشر. والدوران يُعتبران من الأهم في مشواري". وحين تتساءل: "ألم أتعب؟"، تجيب بنفسها: "تعبتُ جداً وظُلمتُ أحياناً وأُنصفتُ في أحيانٍ أُخرى". نسألها:

* في "وردة شامية" تجسّدين شخصية "شامية" المرأة التي عانت من الظلم فانتقمت من الجميع مع أُختها وتوالت جرائم القتل، هل تتعاطفين مع "المظلوم" الذي يرتكب الجريمة؟

** لا أتعاطف مع القاتل بأي شكل من الأشكال ونحنُ في العمل لم نبرّر الجريمة على الإطلاق فهو منطق تلفزيوني بحت لهُ علاقة بالحكاية، لكن لا يمنع من أنَّ يُحرّضنا ذلك للسؤال: لِمَ يقوم أحدهم بارتكاب الجريمة؟ وهنا أُنوّه إلى أنّ "وردة" و"شامية" شخصيتان لم تكونا موجودتين بالأصل في الشام، فالحكاية مُفترضة ومأخوذة من قصة "ريّا وسكينة" وقد أخرجها تامر إسحاق بطريقة رائعة، وبالمناسبة أريد أن أشكره على اختياره لي لأداء دور "شامية" ورأينا كيف أنهُ قدَّم هذا العمل بطريقة مختلفة عن بقية أعمال البيئة الشامية.

* ما المُختلف في "وردة شامية" عن بقية أعمال البيئة الشامية؟

** هذا العمل خرجَ عن المألوف، كنا قد تعوّدنا في أعمال البيئة الشامية أن توكَل البطولة للرجل وأن تظهر المرأة كمساندة لهُ، هذه المرة رأيناها في بطولة مطلقة. كما أنَّ الحارة الشامية في "وردة شامية" ليس فيها الزعيم الذي تعوّدنا عليه في أعمال أخرى، بالإضافة للجوء تامر إسحاق إلى المطر في أكثر المشاهد، ولم نكن نرى مطراً في أعمال البيئة الشامية من قبل!

الشراكة مع سلافة معمار 

* كيف كانت الشراكة مع سلافة معمار التي قامت بدور "وردة"؟ 

** التعامل مع سلافة معمار كان مثمراً ومفيداً بدليل النتيجة الذي خرجَ فيها العمل. والشراكة مع أي ممثل جديد لم يسبق أن تعاملتَ معهُ تحرّضك لإخراج شيء جديد منك، كما أنكَ تتعلّم من الشركاء الجُدد وأنا حاولت أن أتعلّم من سلافة الهدوء وطول البال والمثابرة والعمل بصمت والاجتهاد بصمت، وأتمنى أن تجمعنا أعمالاً أخرى ليس بالضرورة في البيئة الشامية بل في أعمال اجتماعية. 

* إلى جانب "وردة شامية" و"مذكرات عشيقة سابقة" تُشاركين في "الواق واق"..

** "الواق واق" ينتمي إلى نوع الكوميديا السوداء، فهوَ ليسَ كنوع الكوميديا المتعارَف عليها... البعض انتظر أن يرى نسخة أُخرى من "ضيعة ضايعة"، لكنّ "الواق واق" يختلف عن أي عمل آخر. أرضتني التجربة؟ نعم، أرضتني جداً، وإن لم أكن راضية منذ مرحلة قراءة النص لا أشارك في العمل، وبتوقعاتي أنَّ المسلسل سيأخذ فرصته أكثر فأكثر في ما بعد لأنهُ يحتاج للمتابعة بتروّي كي يصل المشاهد إلى كافة الرسائل الموجودة فيه. كما أنَّ تعاوني مع المخرج الليث حجو له خصوصية، فالعمل معهُ بمثابة ورشة عمل في التمثيل، وحين قرأت نص "الواق واق" لـ ممدوح حمادة شعرت وكأني أقرأ كتاب فلسفة.

* أنتِ فنانة "فلسطُسورية" كما تقولين، وتُجاهرين بانتمائك لبلدين على حدٍّ سواء وأرى فلسطينيين مُعجبين بانتمائك لسوريا والعكس لدى السوريين، في حين أنَّ فنانين أخرين مثلكِ في سوريا لا يُجاهرون بانتمائهم إلى بلدٍ آخَر أو أنَّهم تركوا سوريا بعد الحرب. أنتِ كيف استطعتِ أن تحافظي على ثبات هويتكِ المزدوجة؟

** ثبات هويتي المزدوجة سببه سوريا، فأنا تربّيت فيها وحب فلسطين شيء موجود في جينات السوريين قبل الفلسطينيين. بالنسبة لي سوريا وفلسطين وجهان لعملة واحدة وأنا أمثّل تلك المعادلة، ومن الطبيعي أن أُحافظ على هويتي المزدوجة وأنا فخورة بالإنتماء إلى هذين البلدين خاصة وأنَّ القواسم التي تجمعهما باتت أكبر بعد الحرب.

* ما العلاقة التي يُفترَض أن تكون بين الممثلة وأدوات التجميل "الميك آب" خاصة وأنكِ في مشاهد كثيرة تظهرين بدونها؟

** العلاقة المفترضة هي ما يحتمله الدور أو لا يحتمله، فلا يمكن مثلاً أن أُجسّد دور عارضة أزياء ولا أضع "الماكياج"، كما أنهُ لا يمكن أن أظهر بدور سيدة تتعب وتشقى ولا تملك قوت يومها وتستخدم أدوات التجميل، مع أنهُ يمكن أن توجد هكذا نماذج في الحياة لكنها قليلة، والممثل يجب أن يتبع ما هو رائج أكثر بين الناس وما هو أصدق. بالنسبة لي "الماكياج" هو أحد أدوات صناعة الدور وما يتطلبه مني، وحين أشاهد ممثلة تضع "الماكياج" بدون مبرر أكون أول المنتقدين، لكني أنتقد بصمت وألتفت إلى عملي.

 * يغيب عن الشاشة الرمضانية هذا العام عدد كبير من النجوم السوريين، كيف تقرأين هذا التحول؟

** يغيب عنا عدد كبير من النجوم لكن لهم مكانة كبيرة، ولا أحد يمكن أن يحل مكانهم. لن أذكر أسماء لكنني أتوجه إليهم بالتحية وأقول لهم: أنتم تركتم لنا "زوّادة" كبيرة من الأعمال الرائعة وتبقون دائماً في وجداننا. وكما تعلم هناك ظروف خاصة في ما يتعلّق بسوق الإنتاج وتسويق الأعمال، والكأس يمر على الجميع. فأنا في العام الماضي لولا "باب الحارة" لما ظهرت على الشاشة نتيجة تأجيل عرض مسلسلي "وردة شامية" و"مذكرات عشيقة سابقة" اللذين يُعرضان هذه السنة، وهذا العام أيضاً أُجِّل مسلسل شاركتُ فيه هو "ترجمان الأشواق"، وبالتالي في العام القادم ربما أغيب عن الشاشة فلا أحد يعلم ما قد يحصل. في المقابل فإنَّ بعض الممثلين السوريين هم غائبون بقرارٍ منهم، لكن هناك قاعدة وخاصة في الدراما السورية أنهُ لا يمكن لأحد أن يحل مكان أحدٍ أخر، فمن يغيب يترك مكانه فارغاً.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها