السبت 2018/08/18

آخر تحديث: 12:51 (بيروت)

ليلى سمّور لـ"المدن":ظلَمتني شِلَلية الدراما السورية..وعائدة لدمشق

السبت 2018/08/18
increase حجم الخط decrease
قبل عام ونيف، حزمت الفنانة السورية ليلى سمور، أمتعتها، تاركةً منزلها في دمشق، واتجهت برفقة زوجها جورج حدّاد إلى باريس حيثُ يقطن وحيدها طارق مع زوجته. ومنذ ذلك الوقت، تقيم في فرنسا، وقال البعض إنّها "تركت الدراما السورية"، لتطل اليوم عبر "المدن" وتوضح كل تلك التفاصيل.

في رحلة تنقلها بالقطار ضمن باريس، من محطة "ميزون لافيت" إلى محطة "سان لازار"، تتحدث ليلى سمور عن مشوارها الفني الذي بدأته مطلع التسعينات، عبر أعمال حُفرت في الذاكرة، مثل "مرايا"، و"جريمة في الذاكرة"، "CBM"، و"باب الحارة"، كما تُقيّم تجربتها في التمثيل التي تشارف على الثلاثين عاماً. وهنا نص الحوار...

* بدايةً، هل هجرت ليلى سمّور الدراما السورية نهائياً، كما كتبَ البعض ونعاكِ فنياً بعد سفرك إلى فرنسا؟

** طبعاً لم ولن أغادر الدراما السورية. عبر "المدن"، يهمُني أن أنفي ما كُتِبَ في هذا الخصوص ولا أعرف ما مصلحتهم في ذلك. كل ما في الأمر أنّي في فرنسا ضمن زيارة عائلية فقط. سافرت مطلع العام 2017 من أجل زيارة ابني في باريس، ولن يطول الغياب. قريباً سأعود، بعد أن أحصل على الإقامة الفرنسية التي تخوّلني زيارة فرنسا بشكل دائم. 

* أليس تراجع عروض التمثيل في السنوات الأخيرة هو ما أبعدكِ عن الشاشة؟

** يمكن قول ذلك، فطوال السنوات الماضية كنتُ أعيش وحيدة في منزلي بدمشق، بسبب  انشغال زوجي بالعمل وسفر ابني... الوحدة كادت تقتلني، وأُضيفَ إليها الابتعاد عن الفن، فأنا لم أتلقَّ أي عرض يليقُ باسمي في الأعوام الأخيرة. بعد كل هذه الوحدة من أكثر من جانب، دعمني أقاربي للحصول على تأشيرة إلى فرنسا، كي أستريح قليلاً. أنا اليوم في رحلة استكشاف جديدة لنفسي وللحياة.

* بشكل عام، هل أنتِ مظلومة لناحية عدم الحصول على فرص التمثيل التي تُقنعكِ؟

** نعم، عانيتُ الظلم... وأكثر من ذلك، لا أفهم أحياناً لماذا كانت تحصل معي مواقف ظالمة، ولستُ الوحيدة، بل غيري من الزملاء أيضاً لا يتلقّون أي فرصة للعمل خلال عام بأكمله، فيما فنانون آخرون يحصلون على عدد كبير من الفرص في الموسم ذاته! ثمّ لا يقتصر الأمر على قلة الفرص، بل على سحب اللقمة من الفم في اللحظة الأخيرة، أو حتى بعد البدء بتصوير العمل. مثلاً، كنتُ قد تلقّيتُ عرضاً للمشاركة في مسلسل يتم تصويره في الخارج، ووقّعت العقد، لكن، وبينما كنت أنتظر الحصول على تأشيرة السفر، فوجئت بأنهم استبدلوني بممثلة أخرى من دون علمي! وهذه المواقف تتكرّر معي!

* كيف؟

** وقفتُ أمام عدسة المخرج نجدت أنزور، وقدّمتُ أربعة مَشاهد لأحد الأدوار، ثمّ فوجئت باعتذاره مني ليستبدلني بممثلة أخرى. التقيتُ به بعد سنوات وقلتُ له: ما فاتَ قد مات، لكن سؤالي لك: لِمَ ظلمتني؟ فما كان منه إلا أن قال: "سوء تفاهم ومضى". كذلك، بعد تقديمي موسماً واحداً في "CBM" عبر قناة MBC، كنتُ الوحيدة التي تمّ استبعادي من البرنامج وأيضاً من دون مبرِّر وبشكل مجحف جداً! هذا كله بسبب الشِّللية في الوسط الدرامي.

* تتحدّثين عن الشِّللية في الدراما السورية، فكيف لعبت ضدك؟ وهل هي ظاهرة طارئة أم قديمة في الدراما السورية؟ 

** عموماً أنا فقيرة في علاقاتي الاجتماعية وكيفية هندستها، وربما هذا هو سبب عدم حصولي على عروض مناسبة. ربما أنا لستُ على مزاج البعض في الوسط... هذه الشِّللية ظهرت في الدراما السورية مع العام 2003 تقريباً، أمّا قبل ذلك فكنتُ أجلس في منزلي وأنتظر عروض التمثيل وأختار ما يناسبني. لكن بعد ذلك، أصبحت شركات الإنتاج تجارية، وصارَ التفكير بأن نأكل بعضنا البعض!

* ثمة أدوار ساهمت في تنميطكِ في شخصية الممرأة المتسلطة. فلو عاد بك الزمن، هل كنت سترفضين تلك الأدوار؟ 

** قبل كل شيء، أنا في شوق بالغ للعودة إلى الشاشة، لذا سأفكّر كثيراً قبل رفض أي عمل، لكني من ناحية أخرى، أعمل بمزاج، لا من أجل الظهور. فمن المؤكد أني لن أسمح بتنميطي مجدداً... وبين حبي للعودة، وتخوفي من التنميط، معضلة حقيقيقة، لكني سأعمل على حلِّها لأني مشتاقة للشاشة.

* ما الذي يبقى في ذاكرتك من أعمالك السابقة؟

** أعمال عديدة، لكن مشاركتي في مسلسل "مرايا" كانت التجربة الأفضل بالنسبة لي، فأنا أتذكر الدور وأجدواء العمل أثناء التصوير. ياسر العظمة شخص مثالي للتعامل معه في موقع التصوير، كنّا حين نذهب الى العمل كأننا في زيارة إلى منزله، يضفي جواً من الرقي والاحترام لا مثيل لهُ... كذلك أحن لتجربتي في برنامج CBM عبر قناة MBC. 

* ألا تحنّين إلى "باب الحارة"؟ 

** (تضحك) ما لا يعرفه الجمهور أني قدّمت جزأين من "باب الحارة" في شخصية فوزية "أم بدر"، لكني أكره ذلك الدور رغم اعتزازي بالمشاركة في العمل. ففي البداية، قلتُ لبسام الملا أني لم أحب الدور ومع ذلك جسدّتهُ في جزأين لأني كنت معجبة بتجربة الملا في تقديم البيئة الشامية في أعمال سابقة لهُ.

* وماذا عن التقدّم بالعمر، ألا تخشين من تنميط آخَر في المستقبل في دور الأم والدراما؟

** أرفض هذا التنميط أيضاً، فخالد تاجا، مثلاً، بقي في التمثيل حتى آخر يوم من حياته، ولم يتم تنميطه في دور الأب. أنا أحب الأدوار المركّبة، وكذلك تقديم الشخصيات خفيفة الظل والمَرِحة، وسأهرب من أي تنميط مهما كان.

* باعتباركِ عايشتِ فترة التسعينات والألفية الجديدة في الدراما، ما تقييمك للدراما السورية خلال هذه المراحل؟ 

** فترة التسعينات كانت المرحلة الذهبية في الدراما السورية، أعمال وصل صداها إلى أميركا وأوروبا، لكن بعد ذلك تراجعت تدريجياً لأنّ الإنتاج غلَب عليه الشق التجاري. وبعد الأزمة السورية، بُتنا نعاني مشكلة هجرة الكتّاب والمخرجين والفنانين، بالإضافة إلى مشكلة التوزيع.

* هل تابعتِ ما قدّمتهُ الدراما السورية خلال السنوات الأخيرة؟ وكيف تنظرين إلى وضعها اليوم وأنتِ خارج دائرتها؟ 

** للحقيقة لم أتابع أي عمل، لكني اكتفيتُ بمشاهدة بعض المشاهد عبر "يوتيوب" من ضمنها لوحات "بقعة ضوء". وللمناسبة نحنُ بحاجة الى هذا النوع من الكوميديا السوداء، وللكوميديا بشكل عام، يجب أن تعود إلى واجهة الدراما السورية. عدم متابعتي لآخر الأعمال يرجع إلى عدم ملازمتي المنزل بشكل كامل، فأنا أستثمر وقتي في باريس بأنشطة كالرياضة والقراءة ومشاهدة الأفلام الأجنبية. ثمّ لا أخفي عليك شعوري بالحسرة والظلم حين أتابع الأعمال السورية، لأني محرومة من مهنتي ومن بلدي... وهذا شعور قاسٍ جداً. 

* ما هي خطة العودة اليوم؟ 

** سأعود إلى دمشق فور حصولي على الإقامة الفرنسية، أي خلال الشهور المقبلة... وسأنتظر الفرص المناسبة في التمثيل... كما أُخطّط فور عودتي للعمل في الدوبلاج والأعمال الإذاعية لأنها تمرّن أدوات الممثل بشكل دائم.
من جهة ثانية، أكشف عبرَ "المدن" عن فيلم قريب، تنتجه مجموعة من الأصدقاء، سيتولى الأمور الفنية فيه ابني طارق الذي أفتخر بنجاحه في فرنسا في صناعة السينما، هذا الفيلم سنذهب به من باريس إلى المهرجانات الدولية وسأقوم بدور البطولة فيه. كنتُ أقول دوماً أني غير راضية عن مشواري الفني، وأعتقد أنّ ما قدّمته في الماضي هو لا شيء بالمقارنة مع ما أطمح إلى تقديمه في المستقبل.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها