الأحد 2018/06/17

آخر تحديث: 19:25 (بيروت)

معتصم النهار لـ"المدن": موانع السياسة والجنس تحرمنا متعة الدراما

الأحد 2018/06/17
معتصم النهار لـ"المدن": موانع السياسة والجنس تحرمنا متعة الدراما
لا شك في أنّ الحرب أثّرت على الإنتاج السوري
increase حجم الخط decrease
يُنظر في أروقة الصناعة الدرامية السورية الى معتصم النهار، بوصفه "نجم الشباب السوري" و"وسيم الشاشة السورية"، وتعزز هذه المقولة قاعدة كبيرة من المعجبين والمعجبات على مواقع التواصل الاجتماعي. 

ومع أن هذا التقديم يقود تلقائياً الى الاعتقاد بأن معتصم محترف الادوار الرومانسية، الا أن تجربته الأخيرة في المسلسل التاريخي "المهلّب بن أبي صفرة"، بدت مغايرة للانطباع السائد. وبين التصوّر المسبق، والواقع الحالي، ينفذ معتصم قفزات كبيرة باتجاه أدوار البطولة المطلقة، في وقت يرى المتابعون للدراما السورية ان الاسماء فيها باتت متآكلة، ولم تخرج الدراما نجماً جديداً منذ أكثر من عشر سنوات، ويكاد نجومها الشبان يختصرون بثلاثة أو أربعة اسماء تشارك في الدراما المشتركة. 

لا يخفي معتصم في حديث لـ"المدن"، أن هناك موانع موضوعية تحول دون طرح اشكاليات إجتماعية مهمة، يحاول صناع الدراما السورية العبور الى جانبها، من غير طرحها بالعمق. ومنها، يتحدث عن تجربته الأخيرة ورؤيته للدراما السورية. 
* هل توافق القول السائد إنّ "لا فائدة اليوم من تقديم الأعمال التاريخية"؟ 
** بكل صدق، ألتقي بكثيرين من الممثلين والمخرجين والمنتجين وأستشفّ منهم المكانة الكبيرة للدراما التاريخية لديهم، وأنا شخصياً أحبها جداً. قد يعتقد البعض أنّ الناس صارت تميل للطريقة المباشرة في طرح المشاكل التي نعيشها اليوم، لكني أرى أنه في المقابل قد يتسبّب ذلك بتخمة لدى الجمهور الذي عليه أن يُبحر بالماضي أيضاً، ويرى شكل العلاقات الإنسانية والحكم السياسي حينذاك، ويُسقط ذلك على واقعه اليوم. 

*تتحدّث عن القضايا التي تطرحها الدراما، أين تقع مهمتها تحديداً؟
**يكمن دور الدراما في طرح المشاكل فقط وإبرازها، وليس دورنا أن نقدّم حلولاً. كثيرون من الفعاليات الاجتماعية لا يُؤخذ بحلولهم اليوم، فكيف لي درامياً أن أتبنّى حلاً وأقوم بطرحه؟ لكل شخص حلوله الخاصة تجاه المشكلة. على سبيل المثال بعض الأهالي حين يعلمون بتعاطي أولادهم للمخدرات، البعض يُرسلهم إلى مصحّ والبعض قد يبلّغ السلطات والبعض يتبرأ منهم... لكل فرد طريقته بالتعامل مع المشكلة. كما أنّ هناك مشاكل لو تناولناها لحصلنا على دراما أكثر متعةً، أي الحديث في السياسة والدين والجنس، لكن لاعتبارات نعرفها، لا نستطيع الاقتراب كثيراً من هذه المواضيع.

*ما هي الطريقة المثلى للالتفاف على الموانع؟
** يمكننا أن نحفر الى جانب هذه المشاكل كما يفعلون في هوليوود، لا بتقديمها بطريقة مباشرة. وهناك كتّاب ومخرجون سوريون لديهم القدرة في الالتفاف على المشكلة. على سبيل المثال، من الكتّاب يمكنني تسمية نجيب نصير وإياد أبو الشامات، ومن المخرجين: الليث حجو وحاتم علي ورامي حنا.

*هل لقناعاتك في تقديم الادوار المرتبطة بالمشاكل الاجتماعية بجدية، هي سبب ابتعادك عن الكوميديا؟
** بعض المنتجين والمخرجين لا يرونني في الكوميديا أبداً، لكني لا أوافقهم في ذلك فأنا أرى نفسي في الكوميديا بشكل كبير، وعلى ثقة بأنّه سيأتي مخرج ليُخرج مني طاقاتي في هذا المجال. لكني لا أخفي أن الأعمال الكوميدية السورية، في الفترة الأخيرة تُعاني من أزمة نَص، فنحنُ نحتاج لموضوعات قيّمة مكتوبة بطريقة جميلة كما في السابق.
تيم حسن، عابد فهد وباسل خياط  

* كاد الجمهور العربي في موسم رمضان الأخير أن يختصر النجوم السوريين بتيم حسن وعابد فهد وباسل خياط. ألا تخشى أن يُضر بك وبممثلين من جيلك؟
** أنا فخور بهؤلاء النجوم الثلاثة، أولاً لأنهم سوريون، وثانياً، لأنّهم مُنِحوا الفرصة وقاموا باستثمارها بشكل صحيح. فبعض الممثلين يُعطون الفرصة ولا يستثمرونها... لا أخفي أن نجاح تيم حسن وعابد فهد وباسل خياط، مع فارق عمر التجربة بيني وبينهم، يستفزني كي أكون في مكانهم العام المقبل، وأنا في رحلة بحث مع ذاتي لفعل ذلك. 
* أين وصلت حتى الآن في هذه الرحلة؟ 
** أسأل نفسي: ما الشكل المطلوب توافره كي أكون في مكانهم؟ ولا أقصد الهيئة الخارجية فقط. أقوم الآن بتطوير أدواتي كممثل، لناحية البنية الجسدية والمرونة... الممثل لا بدّ له أن يطوّر نفسه كي يستمر ويتقدّم. 

الدراما السورية والمشتركة

* ثمة وجهة نظر تقول إن الدراما السورية بالأساس سيئة، لكنَّ الحرب عرّت هذا السوء. ما رأيك؟ 
جوابي يكون بالسؤال: ماذا لو سُحبت العناصر السورية من ممثلين وكتّاب ومخرجين من الأعمال المشتركة مثلاً؟ ماذا يبقى منها؟ هذا دليل على أنّ الدراما السورية مستمرة وهي ليست سيئة، بل على العكس ممتازة، لأنّ عناصر نجاحها من ممثلين وكتّاب ومخرجين لاتزال متوفرة، وهم الذين يمثّلون الدراما السورية أينما وجِدت. لا شك في أنّ الحرب أثّرت على الإنتاج السوري، لكن بتضافر الجهود ستعود الأعمال السورية كما كانت وأفضل.

* تحدّثت عن الأعمال المشتركة، لماذا لم تشارك بها حتى الآن؟
** أرى أنَّ الدراما المشتركة تجربة جيدة وبشكل خاص حين تتضافر عناصر القوة بين لبنان وسوريا، ففي لبنان أيضاً هناك ممثلون جيدون جداً، لكن يجب أن يتوفر تبرير درامي لوجود شخصيات لبنانية وسورية معاً في ذات السياق، فنشاهد أنّ الأب لبناني والإبن سوري دون تبرير ذلك! واشير الى عروض حصلت عليها للمشاركة في أعمال مشتركة لكنها لم تكن مناسبة.

* ما المعايير التي تنتظر توافرها لأدوار الدراما المشتركة؟
** هناك معايير عامة، بصراحة أتطلع بالمستقبل للتركيز على أدوار البطولة فقط، بالإضافة لتكامل عناصر العمل المعروفة من نص وإخراج. أما بالنسبة للدراما المشتركة بشكل خاص، فالأجر المادي ضروري فيها، لأني حين أعمل في سوريا أتقاضى أجراً يختلف عن العمل في الخارج... وأنا اليوم بصدد قراءة ثلاثة نصوص لأعمال مشتركة، لاختيار ما يناسبني منها. 
* هل تُشكّل أدوار البطولة في مرحلة ما هاجساً لدى الممثل؟
** البطولة ليست هاجساً بالنسبة لي بقدر ما هي حق لأي ممثل لطالما أنهُ يستحقها بالفعل. وهي مسؤولية، فأثناء تقديمي مشاهدي الأولى في "المهلّب بن أبي صفرة"، تمنيتُ لو لم أكن وحدي وأن أجد مَن يشاركني بطولة العمل لنتقاسم المسؤولية معاً، لكن سرعان ما ضاعفتُ قوّتي وأكملتُ التحدّي. في كل الأحوال، تعوّدنا في سوريا على شكلَ البطولة الجماعية، وأخيراً على شكل البطولة الفردية، وكلاهما سليم بحسب ما تقتضيه قصة المسلسل.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها