تشيلي بلد منكوب يطارده شبح، وهذا الشبح اسمه أوغستو بينوشيه. قبل خمسين عاماً، بدأت دكتاتورية الجنرال، الذي مارس عهد الرعب بالقتل والتعذيب. حين انتهى حكمه، وجّهت إليه تهم، ولكن لم يمثل أمام المحكمة لأسباب صحّية، وبالتالي لم يُدن أبداً. هذا هو الإرث الذي اختاره بابلو لاراين لفيلمه، الفائز أخيراً بجائزة السيناريو في مهرجان البندقية السينمائي، والذي بدأ عرضه عالمياً في "نتفليكس" في الخامس عشر من الشهر الجاري، أي بعد أربعة أيام من الذكرى الخمسين للانقلاب الذي أوصل بينوشيه إلى السلطة.
"الكونت" فيلم رعب وكوميديا سوداء، بطلها بينوشيه، الذي يستحيل هنا مصّاص دماء، لم يمت أبداً. بعد سنوات من رؤية ما جنته أفعاله على عائلته ونسبه وإرثه، قرّر الديكتاتور التشيلياني أن الوقت قد حان ليموت ويغادر هذا العالم. خايمي فاديل، الذي عمل بالفعل مع لاراين في مناسبات أخرى، يعيد الحياة إلى الجنرال، ويتولّى دوراً يمكن بسهولة تخيّله أحد تلك الأدوار التي يدور الحديث عنها كثيراً لنهاية العام. هنا، يعيش بينوشيه معزولاً في مزرعة نائية، حرفياً في نهاية العالم. هو لا "يحيا" حقاً، بالمعنى الدقيق للكلمة، بل يعيش مخلّداً كمصّاص دماء. يمتد أثر دمائه عبر التاريخ، بدءاً من فرنسا في عهد لويس السادس عشر. في وقت لاحق، ينجذب إلى أميركا الجنوبية، حيث يختار تشيلي مقاماً.
مسيرة بينوشيه يرويها صوت نسائي باللغة الإنكليزية متدفق من خارج الشاشة. بخلاف ذلك، تتحدّث شخصيات الفيلم الإسبانية بشكل عام. وباقتراب نهايته، تنكشف هوية الصوت الإنكليزي.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها