الجمعة 2022/05/27

آخر تحديث: 14:41 (بيروت)

"قبر الرمال" للهندية جيتانجالي شري تفوز بـ"بوكر الدولية"

الجمعة 2022/05/27
"قبر الرمال" للهندية جيتانجالي شري تفوز بـ"بوكر الدولية"
جيتانجالي شري
increase حجم الخط decrease
فازت الكاتبة الهندية، جيتانجالي شري، بجائزة البوكر الدولية للرواية المترجمة للعام 2022، عن روايتها "مقبرة الرمال" التي ترجمتها إلى اللغة الإنكليزية ديزي روكويل.

وذكر أعضاء لجنة تحكيم الجائزة، حيثيات فوز الرواية بالجائزة الكبرى، وذلك لأنها "مضحكة وممتعة بشكل غير عادي". وفي الوقت نفسه مثلت احتجاجًا عاجلاً ضد التأثير المدمر للحدود سواء بين الأديان أو البلدان أو بين الجنسين. وهي أول رواية هندية يتم الاعتراف بها رسمياً من قبل الجائزة، وتحصل على جائزتها.

ووفقاً لأعضاء لجنة تدور أحداث رواية "مقبر الرمل" في شمال الهند، وتتبع مغامرات امرأة تبلغ من العمر 80 عامًا، وتكتسب بشكل غير متوقع حياة جديدة وغير تقليدية للغاية. وبحسب التعريف بالرواية، تقدم الكاتبة واقعاً ملموساً للشيخوخة عند تعرضها لاختبار الفقد، فبطلة الرواية امرأة تجاوزت الثمانين تفقد شريك حياتها، ويكون عليها التعامل مع هذا الواقع. روايات كثيرة قدمت فكرة المرأة الأرملة، لكن شري تضع بطلتها العجوز في مواجهة شرسة مع لحظة الحاضر، ومع الأعراف والتقاليد، والأهم مع ابنتها التي أصبحت العلاقة معها شكلاً من أشكال التحدي. فالرواية تطرح فكرة بناء الهوية الذاتية، والفروق المفروضة على أساس الدين والنوع.

وشهدت الجائزة منافسة بين ست روايات غلبت عليها النساء، وهي:
- رواية "سماء" تأليف ميكو كاواكامي، ترجمة صموئيل بيت ديفيد بويد.
- رواية "إيلينا تعرف" تأليف كلوديا بينيرو، ترجمة فرانسيس ريدل.
- رواية "اسم جديد: علم السبعولوجيا السادس والسابع" تأليف جون فوس، ترجمة داميون سيرلز.
- رواية "قبر الرمال" تأليف جيتانجالي شري، ترجمة ديزي روكويل.
- رواية "أسفار يعقوب" تأليف أولغا توكارتشوك، ترجمة جينيفر كروفت.
- رواية "أرنب ملعون" تأليف بورا تشونغ، ترجمة أنطون هور.

وجائزة البوكر الدولية منفصلة عن جائزة بوكر التي تُمنح للروايات المكتوبة باللغة الإنكليزية. في العام 1997، أصبحت الكاتبة الهندية، أرونداتي روي، أول هندية تفوز بجائزة بوكر عن روايتها "إله الأشياء الصغيرة". وستقتسم شري والمترجمة القيمة المالية وقدرها 50 ألف جنيه إسترليني (63 ألف دولار)..

وقالت جيتانجالي شري في كلمة ألقتها عقب فوزها إنها لم تتوقع يوماً الفوز بجائزة مثل "البوكر" إذ اقتصر الهدف من الكتابة على الاستمتاع بها والتعبير عن أفكارها وآرائها. وعبرت عن امتنانها للمترجمة التي ساعدت على وصول عملها الأدبي إلى منصة "البوكر"، وأهدت الجائزة إلى والدتها المسنة صاحبة الـ95 عاماً، وزوجها وابن أختها وابنة شقيقها. وأشارت إلى أن الفائز بجائزة البوكر لا يحصل على لقب الأفضل، وتقول: "يجلس هنا معنا العديد من الكتاب الأفضل مني في الكتابة، لكنه حظي الجيد الذي سمح لي بالفوز، أنا فخورة ومحظوظة وسعيدة".

وقالت شري في أحد حواراتها، عقب وصول روايتها إلى اللائحة القصيرة "يجب على الكاتب أن يكتب، ببساطة وإصرار، في الأوقات السيئة والأوقات السعيدة، مع وصوله للبوكر، أو من دون ذلك". وقالت في حوار ترجم منعم علي مقتطفات منه ونشره في فايسبوك: "أنا في غاية السعادة لكتابة التاريخ. فخورة بعملي، لا ككاتبة فحسب، بل كهنديّة أيضاً. يؤدي ذلك لتسليط الضوء على الأدب الهندي واللغات الهندية الأخرى. إنّنا بحاجة إلى أن يعرف النّاس أنّ ثمّة الكثير من الكتب التي تنتظر من يكتشفها".

أضافت: "الترجمة هي الحوار والتواصل الذي يؤسّس صداقةً جديدة بين النّصين - النص الأصلي والمترجم. كما هو الحال في التواصل، ثمّة شيء حيّ وكهربائيّ في ما يقوله المرء وفي تلقّي الآخر له، ليس كائناً ميّتاً تتلقّفه الأيدي، بل كائنٌ حيّ وزئبقيّ ينتقل من مكان إلى آخر. يصبح النّص المنسّق ثريّاً بشكل مختلف. يجد انتماءً جديداً في بيئة ثقافيّة جديدة. كما أنه يمنح للوطن الجديد -إذا جاز لي التعبير- مدخلات ثقافيّة من حيث أتى في الأصل. كما للأمر علاقةٌ بالحوار بين الثّقافات الذي يعطي للطريقتين الجديدتين رؤيةً ووجوداً وتعبيراً".

وقالت: "لحسن الحظ، من الطبيعي أن يكون الهنود متعدّدي اللغات [الألسن]. مأساتنا هي أنه بدلاً من الاستفادة من ذلك، فإنّنا اللغة الإنكليزية هي التي تشرف على ترتيب اللغات داخل رؤوسنا وقلوبنا. صارت اللغة الإنكليزية هي لغة النجاح والتنقل في العالم. هذا شيء محمود، لكنه لا يعني التّخلي عن اللغات الأخرى المتاحة لنا. امتلاك أكثر من لغة لم يؤذِ أحداً قطّ، بل هو بالأحرى، مصدر إثراء كبير، بالنظر إلى الثروة الموجودة في كل منها، والتي تعود إلى قرون. ينبغي أن نحتفل بالتعدديّة اللغويّة والتعدديّة الثقافية في العالم وفي بلدنا بدلاً من الانحراف نحو الثقافة الأحادية، بمنطقها الشمولي. لذا، بينما وأنا في حَيرة من التساؤل والتّجول بين اللغتين للتعبير عن مكنوناتي، كتبت باللغة الهنديّة إلى حدّ ما بل وبشكل طبيعيّ وبديهي. أقول هذا دون ضغينة ضدّ اللغة الإنكليزية - فجميعنا نكتب باللغة التي نشعر براحة أكبر فيها".

وقالت: "إنّ المتعة تأتي من ردود أفعال القراء؛ لأنّهم يقدّمون للكاتب قراءات رائعة. ما تقوله معنى رائع بالنسبة لي. إنّ عمليّة الكتابة لها سحرها الخاص. تبدأ كما لو كنت أنت المسيطر ولكن العمل ميت حتى تنفخ في أنفاسه وروحه الحياة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها