الثلاثاء 2021/03/16

آخر تحديث: 15:06 (بيروت)

ترشيحات أوسكار 2021: "مانك" يتصدّر و"نومادلاند" يتأهّب

الثلاثاء 2021/03/16
increase حجم الخط decrease
مرّ وقت طويل، لكنها وصلت أخيراً. بعد تأخيرات بسبب الوباء، أعلنت الممثلة والمنتجة بريانكا تشوبرا والمغني نيك جوناس، صباح الاثنين، ترشيحات الفئات الـ23 من النسخة الـ93 لحفلة توزيع جوائز الأوسكار، والتي سيتم الإعلان عن الفائزين بها خلال حفلة هجينة - جزء منها افتراضي، وفقاً للقيود الصحية - والمقررة في 25 نيسان/أبريل، أي بتأخير شهرين عن تاريخها المعتاد بين منتصف شباط/فبراير وأوائل آذار/مارس.

على الورق، يقود سباق الجائزة، فيلم "مانك" لديفيد فينشر، بعشرة ترشيحات، بما في ذلك أفضل فيلم، أفضل مخرج، أفضل ممثل وأفضل ممثلة مساعدة. يليه في المركز الثاني، وجميعهم بستة ترشيحات، "يهوذا والمسيح الأسود" للمخرج شاكا كينغ، و"نومادلاند" لكلوي تشاو، و"محاكمة شيكاغو 7" لآرون سوركين، و"ميناري" للمخرج لي إيزاك تشونغ، و"الأب" لفلوريان زيلر، و"صوت الميتال" لداريوس ماردر. 
تشكّل العناوين السبعة الأكثر ترشيحاً مع فيلم "امرأة شابّة واعدة"، الأفلام الثمانية المختارة للمنافسة على جائزة أفضل فيلم، وهي الفئة الأهم في هذه الليلة. مع ذلك، سيكون التركيز الكبير هذا العام على فئة الإخراج. فمهما حدث في غضون 40 يوماً، فإن جوائز الأوسكار للعام 2021 أضحت تاريخية بالفعل، إذ لم يحدث من قبل أن تواجدت سيدتان في هذه الفئة. ورغم أن قادتها يحبّون قول غير ذلك، إلا أن أكاديمية هوليوود المانحة للجائزة كانت دائماً نادياً ذكورياً وأبيض. خمس مخرجات فقط تمكنّ من الفوز بمكانٍ في ترشيحات فئة الإخراج حتى صباح يوم الإثنين، ولم تفز سوى كاثرين بيغلو بالتمثال اليتيم في العام 2009 عن فيلمها "ذا هارت لوكر". خمسة جوائز في 92 سنة، بمعدل واحدة كل 18 سنة. بالطبع، أحيط الناخبون علماً بالاستبعاد الصارخ لغريتا غيرويغ وفيلمها "ليدي بيرد" في العام 2017، وأعادت الأكاديمية تسويق صورتها بتلوين وتنويع أعضائها في العام الماضي، فظهرت النتيجة في العام التالي في صورة خماسية مختلطة جيداً. وسينضم كل من الأميركية-الصينية كلوي تشاو (نومادلاند) والإنكليزية إيميرالد فنيل (امرأة شابّة واعدة)، إلى تلك المفاجأة من خارج كلّ الحسابات المتمثلة في الدنماركي توماس فينتربيرغ (جولة أخرى)، فضلاً عن الأميركي ابن المهاجرين الصينيين لي إيزاك تشونغ (ميناري)، وأخيراً مرشّح أميركي بالكامل هو ديفيد فينشر (مانك).

ستكون هذه الفئة أيضاً صداماً بين وافدين جدد ومحاربين قدامى. تنتمي تشاو، التي في رصيدها حتى الآن فيلمان روائيان سابقان، والممثلة فنيل، التي وقفت وراء الكاميرا لأول مرة في فيلمها المرشّح، إلى المعسكر الأول. من ناحية أخرى، يأتي ترشيح تشونغ بعد جلوسه على معقد الإخراج 4 مرّات. المرشّحان الآخران خلفهما مسيرة وخبرة، رغم افتقار رصيدهما لجوائز الأوسكار. بالعودة إلى التسعينيات، كان توماس فينتنبرغ أحد القوى الدافعة وراء حركة "دوغما 95"، لكن الآن فقط، في سن الـ51، سيظهر لأول مرة في أهم حفلة في الصناعة، نظراً لأن "جولة أخرى" من بين المتنافسين الخمسة للتمثال الصغير لأفضل فيلم دولي. في المقابل، يعرف فينشر بالفعل ما تدور حوله جوائز الأوسكار، بعد ترشيحه من قبل مرّتين عن "الشبكة الاجتماعية" و"الحالة الغريبة لبينجامين بوتون". تعويل فينشر على حظّه الناجع في مرّته الثالثة لن يفيد شيئاً في مواجهة طريق ممهَّد لتتويج كلوي تشاو في فيلم يقدّم كلّ شروط الجائزة في صورتها الجديدة.

وكما هو الحال عادة، يظهر جميع المرشحين تقريباً في الفئة الأكثر أهمية بين العشرة المتنافسين في فئة السيناريو الأصلي والسيناريو المقتبس. في الأولى يأتي "يهوذا والمسيح الأسود"، و"ميناري"، و(امرأة شابّة واعدة)، و"صوت الميتال"، "ومحاكمة شيكاغو 7"، في حين تضمّ الأخيرة يضم "نومادلاند" و"الأبّ" جنباً إلى جنب مع "ليلة في ميامي" و"النمر الأبيض" و"بورات 2"، وهذا الأخير يأتي ترشيحه امتداداً لفوزه قبل أسبوعين بجائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم كوميدي. للمفارقة، الفيلم الوحيد في سباق الجائزة الرئيسية الذي لم يظهر في فئة السيناريو هو "مانك"، الذي بطل حكايته هيرمان مانكيفيتش بذاته، كاتب سيناريو فيلم "المواطن كين" أعظم فيلم سينمائي وفقاً لكثيرين.

لم تكن هناك مفاجآت كبيرة في فئات التمثيل، مع وجود فئة واحدة على الأقل من الفئات الأربع محسومة سلفاً. والحديث هنا عن فئة أفضل ممثل رئيسي، حيث من المنتظر أن يصفّق ريز أحمد (صوت الميتال) وأنتوني هوبكنز (الأبّ) وغاري أولدمان (مانك) وستيفن يون (ميناري) من أجل الراحل تشادويك بوسمان، الذي سيفوز بتمثاله الصغير عن دوره في فيلم "المؤخرة السوداء لمَا رايني". من غير المحتمل أن تفوّت الأكاديمية النجاح التجاري الذي قد يعنيه حصول ممثل أسود يتمتع بشعبية هائلة بين الشباب على جائزة أوسكار بعد وفاته (توفي بوسمان في آب/أغسطس الماضي بسبب السرطان)، فضلاً عن كسبها نقاطاً في زخم النضال دفاعاً عن حقوق الأميركيين الأفارقة. تحبّ هوليوود ذلك كثيراً، وتستخدمه لإعادة إحياة نفسها وتطويل عمرها وسطوتها. وبالحديث عن الأميركيين الأفارقة، من النافل القول بأن الناخبين صوّتوا على جوائز التمثيل مع كتالوغ التنوّع في متناول يدهم، فتضمّنت لائحة المرشحين الخمسة، ثلاثة ممثلين ملونين: دانيال كالويا ولاكيث ستانفيلد (يهوذا والمسيح الأسود) وليزلي أودوم جونيور (ليلة واحدة في ميامي) ضد القوقازيين ساشا بارون كوهين (محاكمة شيكاغو 7) والاستثنائي بول راسي عن فيلم "صوت الميتال" الاستثنائي بالقدر ذاته.

فئة الممثلة الرئيسية قدمت كما هي من ترشيحات غولدن غلوب، مع فرانسيس مكدورماند (نومادلاند) وفيولا ديفيس (المؤخرة السوداء لمَا رايني) وفانيسا كيربي (شظايا امرأة) وكاري موليغان (امرأة شابّة واعدة) وأندريا داي (الولايات المتحدة ضد بيلي هوليداي). وفيما ذهبت جائزة الغلوب إلى الأخيرة، يبدو من الصعب عليها التكرار هنا، نظراً لأنها الوحيدة بينهن التي لم تُرشَّح حتى لجائزة نقابة ممثلي الشاشة (SAG). تتمتع ماكورماند حتى الآن بكفاءة مثالية في هذا القسم، مع وجود تمثالين في جعبتها من ترشيحين سابقين عن فيلمي "فارغو" و"ثلاث لوحات في إيبينغ، ميسوري". ليس من غير المعقول لها أن تستمر في خطّها التتويجي، حتى مع وجود أداءات قوية لمنافساتها، خصوصاً كاري موليغان وفانيسا كيربي. وفي فئة الممثلة الداعمة، تتمتع أوليفيا كولمان بكفاءة مثالية، وهي واحدة من القلائل الذين، مثل ماكدورماند، حصدت أوسكارها الأولى في أول ترشيحاتها، بفضل عملها في فيلم "المفضّلة" (2019). ستذهب الآن للحصول على تمثال صغير ثانٍ عن دورها في فيلم "الأبّ"، بعدما تتمكّن من التغلّب على منافساتها، ماريا باكالوفا (بورات) وغلين كلوز (هيلبيلي إيليجي) وأماندا سيفريد (مانك) ويون يوه -جونغ (ميناري).

أخيراً، تبدو حظوظ تتويج فيلم التونسية كوثر بن هنية في فئة أفضل فيلم دولي، ضئيلة. الفائز المحتمل في هذه الفئة سيكون غالباً فيلم "جولة أخرى" لتوماس فينتبرغ، المتوّج لتوّه بالغولدن غلوب ومن بعدها بحفنة من جوائز الفيلم الأوروبي. الفائز الأكثر احتمالاً تالياً هو الفيلم الروماني "كوليكتيف" لألكسندر نانو الذي يعود إلى كارثة حريق نادي كوليكتيف الليلي في أكتوبر 2015 في بوخارست، وهو مرشّح أيضاً في فئة الفيلم الوثائقي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها