الثلاثاء 2021/02/16

آخر تحديث: 13:46 (بيروت)

"للحديقة عينُ طِفلة" مختارات من شِعر دانييل بولانجيه

الثلاثاء 2021/02/16
"للحديقة عينُ طِفلة" مختارات من شِعر دانييل بولانجيه
increase حجم الخط decrease
عن "منشورات حِبر"، التي تُقَدّم خاصّة إصدارات شِعريّة رقمية، ظهرت مختارات شِعريّة للفرنسيّ دانييل بولانجيه، بترجمة الشاعر والمترجم المغربي مبارك وساط.

ودانييل بولانجيه Daniel Boulanger (2014 - 1922) هو روائيّ وكاتب قِصّة قصيرة وشاعر وكاتب مسرحيّ وممثّل سينمائيّ (في 10 أفلام) وكاتب سيناريوهات، وُلِدَ في مدينة كُومْپيينْ بفرنسا سنة 1922. في سنة 1983، أصبح د. بولانجي عضواً في لجنة تحكيم "جائزة غونكور"، وفي 2008، استقال منها. ممّا صدر لهُ، في مجال الرّواية: "مِرآة من هنا"، "الباب الأسود"، "الأرعن"... وفي نطاق الشِّعْر: "تْشاديات" "أيّتها النّافذة يا سفينتي"، "ضاحية الجِنّيات"، "من صوفٍ ومن حرير"، "فندق الصّورة"، "لمسات" (أو رتوشات)...

تتميّز قصائد دانييل بولانجيه بقِصَرها، وبأنّها تحمل عناوين يبدأ كلّ منها بِ: «لَمْسَةٌ على...» (بمعنى: "رُتُوش" ل...). ويبقى أن نُشير إلى أنّ  المترجم استقى عنوان هذه المختارات، "للحديقة عين طفلة "، من إحدى القصائد المُدرَجة ضِمنها.

من القصائد التي تتضمنها "للحديقة عينُ طفلة": 

لمسة على الإغواء
رغبتي بِخُطى ذئبة
تمضي رفقة القمر
حتّى النّوافذ غير المُحْتشِمة
ظلمة الليل التي تتدلّى منها يَد شاحبة
تنُوسُ على سريرٌ مُعَلَّق
وأنفاسُها على رقبتي

لمسة على الحرارة
تلك التي تتعرّى
بين المرايا
النّهار ذو العينين الواسعتين
ينهشُها بنظراته
أَيادٍ أُخْرى غير يديها
ستستطيع اجتيازَ الجداول والرّوابي
سَتُزيّنُها بقليل من الليل

لمسة على الضّوء المعاكس
تنزل الشّمس من عربةِ أَحْصِنة
جنْبَ البحر الهامد
قفافيزُ من جِلْد رقيق تلعبُ متظاهرةً
بأنّها طيور
ضَحْكةٌ تُفْرِغُ أعماقَ السّماء
فيبقى أثَرُ شفتين
تتذكّر الرّوحُ ولادتَها العسيرة
قَيْصَريّةَ الكآبةِ الأولى

لمسةٌ على الشَّفَق
قُرْبَ جدولِ الماء تَسْهَر نجمةٌ ثُمّ تغطِس
كاسِرٌ التقفَ الضّوء المُتَشَكّي
ها هو صِياح الدّيَكة الذي يُدْمي الليل
الخوفُ يَفْصِلُ مَشْهَداً حادَّ الزّوايا
حيثُ نَسْمعُ النّدى يُولَدُ مُرْتَعِداً

لمسة على الحاضر
تُقْلِعُ ذِكْرى
من مَدْرَجِ الذّاكرة الطّويل
وتَسْقُطُ وتَتحطّم

لمسة على العزلة
ليل تُعَدُّ خطاه
حول البيوت التي من دون حُبّ
المرايا تنتظر
متواجهةً
موتَ مصباح

لمسةٌ على الشُّؤْم
للسّماء التي تُوَجِّهُ عيونها
صَوْبَ أزهار الصّباح
وجهُ طِفل
الرّيحُ تُخْرِجُ قططها
لماذا تأتين أنتِ خرساءَ مبهورةَ النَّفَس
أيّتُها الكآبة
الشّبيهةُ بأولئك العجائز اللواتي ينظُرْنَ إليك
من عتبات الأبواب
والسّواد الملازم لهنّ
لا يموتُ أَبَداً

لمسة على الحِداد
الأرملة تجلس في حقل الخشخاش
يُصبح للأزهار في يَدِها
ارتعاشُ ذاكرتها
يُضيفُ الموتُ حَجَرَه
إلى جِدار الحُلْم

لمسة على الهُدنة
مُصْفَرَّةً من الغيرة
تنتظرُ تُفّاحةٌ على المائدة
مجيء الصّباح
قُرْبَ الرّجل والمرأة النّائمَيْن

لمسة على صلاة المساء
يا نجمةً تتنقّلُ من شجرة إلى أُخْرى
غازِلةً نَشيدَها الخفيف
البيتُ أبحرَ صوب عُرْض البَحر
والأطفال في النّافذة
يُشِيرون بالإصبع إلى نُقطةٍ في السّماء
أكثرِ رِقّةً من شفتين
وُلِدَتْ بينهما الكلمات

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هنا رابط ملفّ "منشورات حِبر"، ويمكن تحميل أي من إصدارات المنشورات المذكورة باعتماده:  ـ إصدارات "منشورات حِبر" ـ

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها