الخميس 2021/12/09

آخر تحديث: 12:02 (بيروت)

عادل الأسطة عن فيلم "أميرة": الإنسان في النهاية قضية

الخميس 2021/12/09
عادل الأسطة عن فيلم "أميرة": الإنسان في النهاية قضية
increase حجم الخط decrease
كل شيء في الأردن على ما يرام، فليس هناك أي قضية تشغل بال الفنانين في الوطن السعيد، ولأن بعض الفنانين يبحثون عن مزيد من الإنجازات، فلا بد من أفكار.

شهدت وسائل التواصل الاجتماعي، في الساعات الأخيرة، جدلاً واسعاً حول الفيلم "أميرة" الذي يسعى الواقفون وراء إنتاجه إلى الحصول على جائزة(المخرج مصري، والممثلون من فلسطين والأردن)، ويقوم الفيلم على المسّ بالأسرى الفلسطينيين ممن أنجبوا عن طريق "النطف المهربة".

ثمة طفلة ولدت كانت لنطفة ضابط إسرائيلي، لا لأسير فلسطيني يفترض أنه هو والدها. 
ماذا سيلمّ الآن بأكثر من مئة مولود فلسطيني ولدوا بالنطف المهربة ويقبع آباؤهم في السجون؟
أعتقد أن الأمر أكبر من فكرة طريفة مثيرة. إنه يدخل في باب التشكيك في النسب، وهذه قضية حساسة جداً، مع أننا منذ قرأنا رواية غسان كنفاني "عائد إلى حيفا" (1969) نكرر ما ورد فيها: "الإنسان في نهاية الأمر قضية".

صار خلدون الفلسطيني، حين ربّته عائلة يهودية، جندياً في الجيش الإسرائيلي، علماً بأنه عرف في فترة متأخرة أنه من صلب أبوين فلسطينيين. وقياساً عليه، فإن نطفة الضابط الإسرائيلي المزعومة في الفيلم، حين تُربَّى تربية فلسطينية لأبوين يعانيان الاحتلال الإسرائيلي، ستنضم إلى المقاومة الفلسطينية وتحارب الضابط الإسرائيلي وقد تقتله.

أقفرت الأفكار لدى بعض الفنانين في الأردن السعيد، وقد يكون هؤلاء من أصول فلسطينية طرد أهلهم من بلادهم وعاشوا في الخيام أيضا، فلا فرق.

كل شيء في الأردن سعيد كما يراه هؤلاء الفنانون، كل شيء تمام التمام ولا شيء يثير، ولكي يفوزوا فلا بد من أفكار لافتة، ولا يهم إن كانت تشكك في الأنساب، وللأسف فإننا تحت الاحتلال لا نختلف، ففينا مثل ما في الأردن السعيد من دون أن نكون سعداء، فليس كل شيء في فلسطين، كما كل شيء في الأردن، تمام التمام.

أقفرت الأفكار في الأردن السعيد، ولا بد من ناقة يمتطيها بعض الفنانين للوصول إلى الجائزة.
كان محمود درويش كتب في قصيدة  "سرحان يشرب القهوة":
"وما القدس والمدن الضائعة 
سوى ناقة تمتطيها البداوة 
إلى السلطة الجائعة".

(*) مدوّنة نشرها الكاتب الفلسطيني عادل الأسطة في صفحته الفايسبوكية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها