الأحد 2021/11/28

آخر تحديث: 09:08 (بيروت)

ديناميّات التقارب واللاعنف إبّان الحرب الأهليّة

الأحد 2021/11/28
ديناميّات التقارب واللاعنف إبّان الحرب الأهليّة
"حديقة السماء" شوقي شمعون
increase حجم الخط decrease
ثلاثة أيّام مضمّخة بالعلم والتبادل البحثيّ جمعت عدداً من الدارسات والدارسين والطلبة والمهتمّين حول موضوع «التعايش والتضامن: ديناميّات التقارب واللاعنف إبّان الحرب الأهليّة اللبنانيّة» في المعهد الألمانيّ للدراسات الشرقيّة (بيروت) وجامعة البلمند (شمال لبنان) بين 24 و27 من الشهر الجاري. 
لم يكن من الممكن الإعراض الكامل عن الشكل الافتراضيّ لبعض المحاضرات، ولا سيّما أنّ الخوف من الجائحة ما زال يعصف بلبنان والقارّة القديمة. لكنّ هذا الخوف لم يمنع عدداً من الباحثين والطلبة الألمان، أو المقيمين في ألمانيا، من القدوم إلى لبنان للمشاركة الحضوريّة رغم مشقّات السفر وإجراءات الوقاية المعقّدة. وقد شارك في المؤتمر بحّاثة ودارسون ومهتمّون من ألمانيا وأوستراليا ولبنان وسوريّا ومصر. أمّا العمليّة التنظيميّة، فقد اضطلعت بها مؤسّسات ثلاث هي مركز التاريخ والآثار والتراث المشرقيّ في جامعة البلمند ومركز الدراسات الدينيّة في جامعة مونستر الألمانيّة والمركز الألمانيّ للدراسات الشرقيّة في بيروت، الذي استضاف الجلسة الافتتاحيّة واليوم الأوّل من المؤتمر فيما استضافت جامعة البلمند اليومين الثاني والثالث. وكان هذا التنظيم ممكناً بفضل الدعم المادّيّ الذي قدّمته الهيئة الألمانيّة للتبادل الثقافيّ (DAAD) التابعة للدولة الألمانيّة.

ركيزة هذا المؤتمر البحثيّ كانت مجموعة من المقابلات التي أجراها عدد من الطلبة في جامعة البلمند مع شريحة من الأشخاص الذين انخرطوا، إبّان الحرب اللبنانيّة، بطريقة أو بأخرى، في تقديم نموذج معاكس لثقافة العنف السائدة آنذاك عبر مشاركتهم الفاعلة في مروحة واسعة من المبادرات والأنشطة القائمة على اللاعنف. ولقد وضع المشاركات والمشاركون نصب أعينهم توصيف هذه المادة التي تستلهم مبادئ التاريخ الشفهيّ وتحليلها والتعليق عليها، من دون أن يهملوا الإشارة إلى بعض شوائبها، كالحضور المفرط للرجال فيها على سبيل المثال. فضلاً عن ذلك، تطرّق بعض المحاضرات والمحاضرين إلى جوانب لا تنبع مباشرةً من المادّة المدروسة، لكنّها تتكامل معها من حيث الموضوع، كتسليط الضوء مثلاً على الدور الذي قام به الأب يواكيم مبارك في ترسيخ مبادئ العدالة واللاعنف، أو تناول الجوانب القانونيّة التي ما زالت تشكّل عائقاً أمام انتقال المجتمع اللبنانيّ إلى ثقافة المواطنة الحقّ.

انطوى هذا المؤتمر على محاور عدّيدة لعلّ أبرزها المحور المجتمعيّ والسياسيّ والاقتصاديّ والتربويّ والدينيّ وذاك المرتبط بإشكاليّة الذاكرة. ولفت الحضور الكثيف نسبيّاً للطلبة، ومعظمهم مرتبط بمشروعات واهتمامات بحثيّة في المؤسّسات الأكاديميّة المنظِّمة، فضلاً عن مشاركة بعض المنخرطين بقوّة في الحراك المدنيّ المنبثق من انتفاضة 17 تشرين. كما كان لافتاً أيضاً أنّ بعض المحاضرين كانوا من الطلبة الذين لم ينهوا بعد دراساتهم العليا، بل هم ما زالوا في طور إعداد رسائل جامعيّة في الماجستير أو الدكتوراه، وذلك اقتناعاً من المنظّمين بضرورة إشراك باحثين في مستهلّ مسيرتهم العلميّة في العكوف على المادّة المدروسة والخروج بخلاصات تعكس مقارباتهم وأسئلتهم المسبقة. وقد اشتمل اليوم الأخير من المؤتمر على زيارة لبعض المعالم الأثريّة في طرابلس الفيحاء وللهيكل الرومانيّ في قرية عين عكرين في قضاء الكورة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها