يسلّط كل عمل من هذه الأعمال الفنّية الضوء على المعتقدات والطقوس الدينية من مختلف العصور والمناطق، إضافة إلى أوجه التشابه والاختلاف بينها. فتمثال امرأة تصلي هو تمثال نادر جداً، نظراً إلى أن التماثيل التي تم ابتكارها في تلك الحقبة كانت تقتصر على الرجال وهم يصلون ولم تشمل النساء. أما المبخرة على شكل قط، فهي تبيّن أن شكل القط لطالما حمل العديد من المعاني في مختلف الثقافات، وهي معانٍ بدأنا مؤخراً في تحليلها. وقد تم عرض هذا العمل الفني في قاعات العرض إلى جانب إبريق لغسل اليدين على شكل أسد من بدايات القرن الثالث عشر في ألمانيا. فقد كانت رموز الحيوانات أشبه بلغة مشتركة بين مختلف الشعوب، وغالباً ما كان القط رمزاً للقوة.
الأعمال الجديدة المُعارة
تشمل الأعمال الجديدة المُعارة من متحف أورسيه مجموعة من أبرز اللوحات من الحقبة الانطباعية الجديدة، إلى جانب صور من القرن التاسع عشر.
في نهاية القرن التاسع عشر، شهد العالم تغيّراً بوتيرة سريعة، فمن خلال لوحتيّ "القارب في جيفرني" و"أكوام قش، نهاية الصيف" لكلود مونيه، المُعارتين من متحف أورسيه، يمكن للمشاهد أن يرى كيف أدت الثورة الصناعية إلى تحوّل العالم. ففي هاتين اللوحتين لا تبرز فقط قدرة مونيه على تجسيد أجواء اللحظة وضوئها، بما يشبه عاداتنا الحالية على مواقع التواصل الاجتماعي، بل تظهر تغييرات طفيفة في ضربات فرشاة الرسّام. فما بين عامي 1890 و1891، ابتكر مونيه سلسلة من اللوحات ضمت حوالي 25 لوحة تمحورت جميعها حول أكوام القش.
بعرض لوحة "جسر تشارينغ كروس" المُعارة من مجموعة خاصة في الدولة، يكون اللوفر أبوظبي قد قدّم لزواره ثلاث لوحات لكلود مونيه، تسلط كلها الضوء على دقته العلمية في تجسيد أثر الضوء على الألوان. ففي هذه اللوحة، يبيّن مونيه الأجواء الناتجة عن حركة الضوء على الرغم من كثافة الضباب.
إضافة إلى ذلك، تُعرض لوحة "كهل أمام قبور أطفال" لعثمان حمدي بيك إلى جانب لوحة "أمير شاب أثناء الدراسة" الشهيرة من مجموعة اللوفر أبوظبي للفنان عينه. وعلى الرغم من أن الشخصيتين المصورتين في اللوحتين مختلفتان جداً، فالأولى تفيض بالمشاعر السلبية، فيما الثانية مفعمة بالأحاسيس، إلا أنهما تتشاركان نقطة شبه واحدة، فهما من ابتكار فنان تركي تدرّب في فرنسا وسعى إلى تصوير الحقيقة عبر تجسيد أدق التفاصيل.
كما تُعرض حالياً لوحة "مقطورات، مخيم بوهيميين على مشارف آرل" للفنان فينسنت فان غوخ إلى جانب لوحة "البوهيمي" لإدوار مانيه. فقد صوّر فان غوخ الضوء والمناظر الطبيعية القاسية في رحلاته عبر كامارغ، في جنوب فرنسا، حيث صادف العديد من الحجاج الرومانيين في ذلك الوقت. ويمكن لمن يتأمّل لوحاته أن يلتمس المغامرة والإثارة اللتين شعر بهما لمغادرة الاستوديو والرسم في الطبيعة ولقاء الآخرين.
الجدير بالذكر أن الأعمال المُعارة لهذا العام تشمل عدداً من الخرائط والنصوص المقدّسة والعلمية من المكتبة الوطنية الفرنسية. إذ إن النصوص المقدّسة التي تُعرض في قاعة الأديان العالمية في اللوفر أبوظبي تعود إلى الديانات الإبراهيمية، أي الإسلام والمسيحية واليهودية. وفي إطار عملية تغيير المعروضات، سيجد الزائر إلى جانب نص خاص بالأبراج الهندوسية القطع التالية:
أما الأعمال المُعارة الأخرى والتي أُضيفت إلى قاعات عرض المتحف فتتضمن:
ويتزامن عرض القطع الفنّية الجديدة في اللوفر أبوظبي مع الذكرى السنوية الثالثة لافتتاحه، والتي أُطلِق في إطارها أول فيلم قصير من إنتاج المتحف بعنوان "نبض الزمان"، إلى جانب ندوة عالمية عقدها المتحف من 16 إلى 18 نوفمبر بعنوان "المتاحف بإطارٍ جديد" والتي جمعت رواداً من عالم الفن والثقافة لمناقشة مستقبل المتاحف في ظل الوضع الراهن.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها