الثلاثاء 2020/06/23

آخر تحديث: 12:53 (بيروت)

"طرابلس الشرق، المدينة التعدّدية" لهدى قساطلي

الثلاثاء 2020/06/23
increase حجم الخط decrease
نظرًا للظروف الراهنة في لبنان، تقدم غاليري أليس مغبغب – بيروت المعرض الفني الافتراضي "طرابلس الشرق، المدينة التعدّدية"، عبر الإنترنت، للفنّانة هدى قساطلي من 23 حزيران إلى 30 تموز 2020...

تعرّف قساطلي معرضها انطلاقاً من عبارة لميلان كونديرا تقول "الثقافة إنّما هي ذاكرة الشعوب، والوعي الجماعيّ للاستمرارية التاريخية، وأسلوب التفكير والعيش". وطرابلس المدينة التعدّدية في المعرض- من الإغريق إلى العثمانيين، مرورًا بالرومان والفرس والصليبيين والمماليك، نجح أبرز الغزاة في تاريخ المشرق في التعامل مع طرابلس الشام، التي أطلق عليها الأوائل اسم تريبوليس، وقد تحوّلت المدينة على التوالي من مقاطعة رومانية، إلى عاصمة بيزنطية، ثمّ مرزبة فارسية، فناحية صليبية، فجُند مملوكيّ ثمّ ولاية عثمانية. وعلى مرّ العصور، جرى تكريم طرابلس وتنميقها بمعالم مدنية ودينية تليق بمكانة المدينة ومنزلة غزاتها على حدّ سواء. 

من هذا الماضي المجيد، احتفظت طرابلس بحيويّتها العالميّة، متجسّدةً في مدينة تلتقي وتتعانق فيها الديانات والثقافات والإثنيات والتقاليد المتدفّقة من شواطئ أخرى واقعة على البحر الأبيض المتوسّط، من داخل بلاد الشام إلى عتبة آسيا الوسطى. ولكن كيف لهذه الأرض الخصبة بالحضارة أن تكون قد وجدت ما تستحقّه في مهلكة "العاصمة الثانية للبنان"؟ مع قيام لبنان الكبير، تحوّل الانزعاج إلى شعور عميق بالغُبن والظلم، عزّزته محاولة الجمهورية الحديثة أن تقدّم نفسها كدولة- وطن، ما أحال طرابلس إلى دور ثانويّ، على غرار اسطنبول والاسكندرية ونابلس في القرن العشرين. ولم تكن فترة الانتداب ولا حتّى السنوات "الثلاثون المجيدة" لتعيد للمدينة مجدها الآفل؛ بل على العكس، فقد رمت عليها حرب 1975 بثقل شناعاتها، وليس أقلّها الديكتاتورية الشرسة لميليشيا البعث المتواجدة على مقربة منها.

أمّا اليوم فتجسّد طرابلس، وريثة ثروات هندسية وإنسانية وثقافيّة لا تُحصى ولا تُعدّ، مثالًا على إهمال دولة مفسلة. ولو أنّ سنوات إعادة الإعمار المزعومة لم تكن أكثر من شاهدة على الدمار، والإفقار، والإذلال، فأكبر ثروات لبنان قد جُمعت على يد رجال أعمال انتهازيّين طرابلسيّين، متخفّين خلف أقنعة السياسة. وبالكاد نجحت حفنة المشاريع السياحيّة المخصّصة لاستقطاب الزوّار إلى الأحياء التاريخية في إخفاء الكارثة الاجتماعية والحضريّة والاقتصادية والإنسانية المتفشّية في ضواحي المدينة، والمدعومة من شتّى أنواع الاتجار؛ كارثة مدوّية لقنبلة موقوتة تُحدق بجوهرة من جواهر التاريخ والعيش المشترك، "طرابلس الشرق، المدينة التعدّدية". 
المعرض الافتراضيّ – في هذا المعرض الثالث من سلسلة معارض "هدى قساطلي، 365 صورة فوتوغرافية"، التي تنظمها غاليري أليس مغبغب مكرِّسةً العام 2020 كاملًا لأعمال الفنّانة، تعود المصوّرة لتلقي الضوء على المعالم الهندسية التعدّدية، والمهارات، والفنون الحرفية الحيّة، والنكهات المتعدّدة الخاصّة بطرابلس الشرق. من خلال 41 صورة فوتوغرافية التُقطت بين العامين 1990 و2020 وتُعرض اليوم للمرّة الأولى، يفتح المعرض نافذة للتفكير والتأمّل حول ذاكرة مدينة، حول حاضرها ومستقبلها.

سلسلة معارض هدى قساطلي، 365 صورة فوتوغرافية
• 30 كانون الثاني – 21 آذار: دالية، الشاطئ المعرّض للخطر.
• 14 نيسان – 23 أيار: مخيّمات اللاجئين في لبنان، عبء العوز والحرمان. (معرض إفتراضيّ)
• 23 حزيران – 25 تموز: طرابلس الشرق، المدينة التعدّدية.(معرض إفتراضيّ)
• 15 أيلول – 31 تشرين الأول: أشجار مقدّسة، أشجار منتهَكة.
• 10 تشرين الثاني – 26 كانون الأوّل: بيروت، أيقونات الغياب.
ضمن المعرض الافتراضيّ من السبت 04 تموز ظهرًا إلى الأحد 05 تموز منتصف الليل، وبالشراكة مع "مهرجان بيروت للأفلام الفنّية الوثائقية"BAFF عرض الأفلام الوثائقية التالية على موقع الغاليري الإلكتروني:
Love & War on the Rooftop (حبّ وحرب فوق السطح) لبنان، 2015، 42 دقيقة، إخراج سامر غريّب. صوت مرافق، وترجمة إنكليزية. في آذار 2015، قبِل مقاتلون من جبل محسن وباب التبّانة، وهما حيّان من أحياء طرابلس، المشاركة في تحضير وتقديم مسرحية كوميدية مستوحاة من صلب حياتهم. مشروع إنهاء الصراع هذا الذي تديره وتشرف عليه جمعية MARCH، يحكي قصّة أولئك المقاتلين، ألدّ الأعداء، وقد تحوّلوا إلى ممثّلين ثمّ أصبحوا فيما بعد أصدقاء. يسلّط هذا الوثائقيّ الضوء على الأمل بحياة أفضل لأولئك الذين يقاسون حروب الآخرين. 

MAR10- I’m Bored. Aren’t You Bored? – (MAR10 – أنا ضجِر. ألستَ ضجرًا؟) لبنان، 2018، 15 دقيقة، إخراج فراس حلّاق، باللغة العربية، ترجمة إنكليزية. يعود فراس حلّاق، من خلال منحوتة ماريو سابا التذكارية “Le Tourbillon”(الإعصار)، ليسلّط الضوء على حياة الفنّان الطرابلسيّ وأعماله، وقد فارق الحياة عن عمر 49 عامًا. 

(نيماير للأبد) لبنان، 2018، 30 دقيقة، نيكولا خوري/BAFF، باللغة العربية مع ترجمة فرنسية أو إنكليزية. يستعيد هذا الفيلم تاريخًا مؤثّرًا لمعرض طرابلس الدولي؛ "المدينة الشبح"، المكوّنة من مليون متر مربّع، ومئة ألف متر مربّع من الإنشاءات التي لم تبلغ أبدًا الهدف الذي من أجله أقيمت. هذا المعرض، الذي قام بتصميمه في ستّينيات القرن الماضي أوسكار نيماير، الاسم اللامع في عالم الهندسة الحديثة وباني العاصمة برازيليا، يقبع اليوم مغمورًا بشعور هدوءٍ غريب، بل مقلق أحيانًا يخفي بين طيّاته ذكريات مريرة.
من السبت 10 تموز ظهرًا إلى الأحد 11 تموز منتصف الليل، وبالشراكة مع "مهرجان بيروت للأفلام الفنّية الوثائقية" BAFF، عرض الأفلام الوثائقية التالية على موقع الغاليري الإلكتروني:
طرابلس، كان يا مكان
Casa de Trablous
قبل فوات الأوان
وتُنظم طاولة مستديرة سيتم الإعلان عن تاريخها قريبًا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها