السبت 2020/02/22

آخر تحديث: 13:48 (بيروت)

"شيطان" علاء زريفة

السبت 2020/02/22
"شيطان" علاء زريفة
increase حجم الخط decrease
صدر حديثاً عن دار الدراويش في مدينة بلوڤديڤ البلغارية، المولود الشعري الثالث للشاعر السوري علاء زريفة، بعنوان "شيطان" وهو يقع في(113) من القطع الأوروبي المتوسط.

كتاب "شيطان"، يستقي من فعل الرفض الثوري جدواه المحاكية لواقع بائس مخلوق على الخطيئة واللعنة المسبقة. ويحاول أن يقدم نصوصاً أشبه بالصفعات المدوية التي تنتهي بارتكاب الجريمة الإبداعية الأجمل بقتل الآب ببُعديه المادي والمعنوي، محاولاً الاتكاء حسب آرثر رامبو على جماليات القبح و أنسنة الموجود أو "الديزاين"- الكائن الانساني، وتقديسه على حساب السماوي الذي مات واندثر! من دون أن يدعي معرفة ثابتة مطلقة ولا أن يكون تطهيرياً بالمعنى الأرسطوي أو انفعالاً تسجيلياً لمصير مأساوي لبطل تراجيدي، بل التطهير الذي ينجم عن مشاهدة العنف يشكل عملية تنقية وتفريغ لشحنة العنف الموجودة مما يحرره من أهوائه، ويبث فيه روح التغيير الواعي، الذي يعززه الحضور الجمعي لذوات متعددة حرة. وي حاول أن أرتدي قناع الفطري العنيف.

شيطان يختلف عن "المسيح الصغير" وهو الديوان الأول للشاعر عن الدار البلغارية نفسها، والذي يبدو دعوة للثورة بمعناها الخاص والفكري واستخراج المدلول من وحي الكلمة التي تحيي وتميت. ومخالفاً لـ"شوكولا"، الإصدار الثاني عن دار دلمون للطباعة والنشر في دمشق العام 2018، الذي كان فسحة ضوء أخيرة في سرداب عالم يبدو أنه نزع ورقة التوت الرومنسية. في "شيطان" صراخ بطولي منفرد. بحيث يعيد الشاعر مرافعة ذُرية قابيل وما بعدها، وهناك معارضة لكل شيء، بدءاً من قدس الأقداس السماوي مروراً بكل ما هو فلسفي وديني وسياسي. فهو لا يعترف بأي شيء أو فكرة، ويقف على حافته الفردية ناظراً نحو الهاوية. ورغم أنه يرتكس على الفعل الشيطاني مختصراً بمفردة "لا"، لكنه يجعلها لا نهائية ومواجهة للعدم ولظلم الولادة والحياة مع خطيئة تلاحقنا حتى الموت. مواجهة مع السلطة الأبوية الجاثمة! ورفض أيضاً لمقابلها الأنثوي المتواطئ مع هذا المقدس. عوالم هذا الكتاب "شيطان" أكثر وعورة وجرأة، لأنها تشهر سيفها لغوياً محاولة إنهاء عصر الغيبية الفكرية، وهو بمثابة جريمة ترتكب في وضح النهار.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها