الجمعة 2019/06/14

آخر تحديث: 13:53 (بيروت)

عباس بيضون يوقّع "الحِداد لا يحمل تاجاً"

الجمعة 2019/06/14
عباس بيضون يوقّع "الحِداد لا يحمل تاجاً"
increase حجم الخط decrease
يوقّع الشاعر اللبناني عباس بيضون، مجموعته الشعرية الجديدة "الحداد لا يحمل تاجاً" (دار الساقي) في مقهى "الدار" (الحمرا- بيروت)، بين الخامسة والسابعة، من عصر الأربعاء 19 حزيران الجاري. والمجموعة تحتوي 11 قصيده قصيرة في رثاء شقيقة الشاعر، وقصائد أخرى منها "قبور الشعراء"، "قلامة ضرس"، "كثير علي"، "زليخا ومارلين" و"النخب".
من المجموعة:

كثير علي...
رسائل الى نجلا
1
صوتك الذي تقطع بعدما ابتعدت
جعلني بصوتين
احدهما يخرج من رئتي
لقد بات مسنونا وفي كل قطعة منه
ما كنت اخافه بعد ان صار صدرك قفصا
وهوى على اضلاعك
هذه الأخوة المقسومة نصفين
والتي لا تعرف كيف يمكن لجرح أن يصير أباً 
وأن يستمر أباً تحت الأحشاء
كيف يمكن لهذا الحب المهاجم 
أن يأكل نفسه
لهذا الجسد الذي غص بالمهدئات
أن ينفجر دون صوت
بعد ان نزف بصعوبة في السماعة
بعد ان خرج بصعوبة من كومة الاحشاء
3
الكلمات التي كدستها في جيوبك وجواربك
كانت كثيرة عليك
لم تعرفي كيف تصير آلاما
وكيف تتفتح في وجهك
كيف تصير أسرارا
وكيف تصير فوق الفهم
وأنت تكتبينها للريح
وترسلينها في الأعياد
الى نفس الكرسي ونفس الشجرة ونفس الموعد
بطاقات صغيرة لتقراها الريح
اعترافا دون اي كلمة
اعتذارا دون اي كلمة
اعتذارا بريئا كمهجة
ذلك العمر الذي كبر على الكرسي
ولم تكبري
احتجت الى حياة ثانية لتفعلي
6
حضرت ولادتك وفكرت اني ولدتك
كنا صغيرين. قطعنا شوطا معا
وللحال ابتعدت
....
...
كانت هذه بقية العائلة 
اصطادونا في اكياس
وانت كتبت قصائدك بخيوط ثخينة
والقيتها خارج الخيام
كتبت قصائدك بزيت السيارات
ورميتها خارج الخيام
لم يكن هناك من يخيطها في الوسائد
من يمتص دخانها
كتبتها بمشايك السياج
ورميتها في العراء
 ***
للسماء عملتها ايضا
المطر والطقس وحتى الزلازل
مدفوعة سلفا
الحياة ليست مجانا
صلاة واحدة عن كل خسارة
هكذا نبدأ النهار بخيانةواحده
غلطة صغيرة كسقوط تفاحة
او كنزول الثلج
واذا استدنت من الله عمرا ثانيا
فبأي قطع ترده
__________________________________________
عليك ان تضيف ملاكا
الى الخردة الباقية
ان تدس فيها ازرارا واسلاكا
وارواحا فاسدة
ان تعيد صناعتها بالكذب الصافي
بالريح الكاملة
بدم الشيطان
_____________________________________________
الشهداء يختفون اولا
انهم يصدرون عن الاب الكبير
الذي لا يورث ولا يلد ولا يتكلم
هذا الفاغر الذي يشعر باستمرار
اننا نرمي فيه سمكة
او نصعد اليه على كتف ملاك
____________________________________________
اودع عندك ما أنساه
ما كان يعد من الذكريات
ما صار وقتا فحسب
اودع فيك ما سميته حياتي
دون ان اعرف من سلمنيها
ومن ائتمنني عليها
اترك لك القصائد التي تصلك بيضاء تماما
صنعتها كما يصنعون السراب والاشباح
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها