الإثنين 2022/08/29

آخر تحديث: 12:22 (بيروت)

المرتزقة السوريون في ليبيا: خائفون..يلحّون على العودة

الإثنين 2022/08/29
المرتزقة السوريون في ليبيا: خائفون..يلحّون على العودة
أسفرت اشتباكات العاصمة الليبية يومي الجمعة والسبت عن مقتل العشرات (غيتي)
increase حجم الخط decrease
تفاقم استياء المقاتلين السوريين "المرتزقة" في ليبيا، بعدما تلقوا وعوداً لم تُنفذ بإعادة دفعات منهم إلى سوريا، وخصوصاً الذين مضى على وجودهم في المعسكرات الليبية فترة قاربت العامين، وفي الوقت ذاته تبدي عائلاتهم تخوفها من الاشتباكات العنيفة بين أطراف ليبية شهدتها طرابلس يوم الجمعة الماضي.

ويتذرع القائمون على المقاتلين بعدم وجود رحلات جوية إلى تركيا، كما قال مقاتل منهم لـ"المدن"، ويتواجد في معسكر قريب من العاصمة طرابلس. ويتقاضى المقاتل الذي ينحدر من حلب راتباً شهرياً قدره 600 دولار أميركي، يُنفق منها 100 دولار في المعسكر، ويدفع منها مبلغاً يتراوح بين 40 و50 دولار لقاء تحويل المتبقي إلى عائلته في سوريا.

وأوضح لـ"المدن" أنه على مدار الشهور الأخيرة، تلقى أكثر من مرة وعوداً بإعادته إلى سوريا، مضيفاً: "في كل مرة نُجهز فيه أغراضنا للسفر، تؤجل العودة لأن الرحلات الجوية غير متوفرة، هكذا يقولون". 

ولم يُفصح المقاتل عن مكان تواجده بالضبط، مكتفياً بالإشارة إلى أنه في معسكر مغلق "لا يسمح فيه للمقاتلين مغادرته أبداً". 

مقاتل آخر، مضى على وصوله الى الأراضي الليبية 7 أشهر، يريد العودة أيضاً، "لكن الإجازات ممنوعة"، كما يؤكد أحد المقربين منه لـ"المدن"، مبيناً أن قريبه يتقاضى راتباً يعادل 300 دولار أميركي شهرياً.

وتحاول تركيا من خلال محدودية عمليات تبديل المقاتلين السوريين في ليبيا، تجنّب إثارة هذا الملف "المسكوت عنه" إعلامياً. وفي المقابل، تتحدث مصادر عن صعوبة تعويض المقاتلين بآخرين جدد، بسبب امتناع غالبية عناصر الفصائل السورية الموالية لتركيا عن الذهاب إلى ليبيا، بعد تخفيض الرواتب وصعوبة الحصول على إجازة.

وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان" قد أكد في تموز/يوليو 2022، أن تركيا استأنفت عملية تبديل المقاتلين السوريين في ليبيا بعدما تقرر في وقت سابق وقفها حتى نهاية العام.
ورصد "المرصد" إعادة نحو 250 من المقاتلين إلى سوريا عبر تركيا، غالبيتهم من المقاتلين المصابين والمرضى وينتمون إلى تشكيلات "السلطان مراد" و"فرقة الحمزة" وغيرها من الفصائل الموالية لتركيا.

تورط في الاقتتال الليبي
من جانب آخر، تحدث بسام الأحمد المدير التنفيذي لمنظمة "سوريون من أجل العدالة والحقيقة"، وهي المنظمة المُهتمة بملف المقاتلين السوريين خارج الحدود، عن تورط المقاتلين السوريين في الاشتباكات التي شهدتها طرابلس أخيراً، حيث ساندت مجموعات منهم القوات التابعة لـ"حكومة الوحدة" الليبية التي يترأسها عبد الحميد الدبيبة ومقرها طرابلس في الاشتباكات ضد القوات الموالية لرئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا.

ويشير الأحمد إلى تعرض بعض المقاتلين لإصابات خلال الاشتباكات الأخيرة، لكن "المدن" لم تستطع التحقق من ذلك.

ووفق مصادر حكومية ليبية، بلغت حصيلة ضحايا اشتباكات طرابلس 32 قتيلاً و159 مصاباً، وهي الاشتباكات التي اندلعت في طرابلس الجمعة، قبل أن تستعيد العاصمة الهدوء الأحد.

ويُقدر الأحمد أعداد المقاتلين السوريين في ليبيا حالياً بنحو 3 آلاف مقاتل، مؤكداً أن عددهم تراجع مؤخراً، لكنه يعتقد أن "الانتهاء من ملف المرتزقة السوريين في ليبيا لن يتم قبل التوصل إلى اتفاق سياسي في ليبيا، حيث تحاول كل دولة متدخلة في ليبيا حماية مصالحها من خلال هؤلاء المرتزقة، حيث أرسلت روسيا عدداً كبيراً من المرتزقة السوريين إلى الشرق الليبي لمساندة خليفة حفتر". 

وينتقد الأحمد ما اعتبرها "قوننة للارتزاق" من قبل أطراف دولية، ومنها تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وروسيا "ذات السمعة السيئة"، داعياً إلى الانتهاء من هذه الظاهرة "الخطيرة" التي بدأت من ليبيا وانتهت بأوكرانيا مروراً بأذربيجان.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها