السبت 2019/04/20

آخر تحديث: 11:09 (بيروت)

ادلب: مصالحة "الصقور" و"تحرير الشام".. برعاية هاشم الشيخ

السبت 2019/04/20
ادلب: مصالحة "الصقور" و"تحرير الشام".. برعاية هاشم الشيخ
(انترنت)
increase حجم الخط decrease
عُقِدَ اجتماع سري بين قادة "هيئة تحرير الشام" و"صقور الشام"، قرب الحدود السورية التركية، للتهدئة بعد الاقتتال بينهما الذي رافق تمدد "تحرير الشام" عسكرياً وإدارياً في إدلب. وفي الوقت ذاته، تتجهز وحدات من "صقور الشام" للانضمام لـ"القوات الخاصة" التابعة لـ"الجيش الوطني" في ريف حلب الشمالي.

مصدر عسكري من "صقور الشام"، قال لـ"المدن"، إن الاجتماع عُقِدَ قبل أيام في مقر عسكري لـ"هيئة تحرير الشام" في قاطع الحدود شمال غربي إدلب. وحضر الاجتماع قائد "صقور الشام" أحمد عيسى الشيخ، وقائد "هيئة تحرير الشام" أبي محمد الجولاني، وقادة الصف الأول في الفصيلين، بوساطة من القائد السابق لـ"حركة أحرار الشام الإسلامية" و"هيئة تحرير الشام" هاشم الشيخ، وسط جو من التكتم والسرية.

وخلص الاجتماع، وفق مصدر "المدن"، إلى تصفية كافة الخلافات بين "الصقور" و"الهيئة"، بعد نحو عامين من الاقتتال، وتسهيل حركة مقاتلي "الصقور" على الطرقات الرئيسية التي تنتشر فيها حواجز "تحرير الشام"، وضمان تسهيل عمل الإدارات المدنية في القسم الشرقي من جبل الزاوية وأريحا الخاضعة عسكرياً لـ"صقور الشام". وكذلك فتح صفحة جديدة من العلاقات بين "تحرير الشام" مع ما تبقى من الفصائل في إدلب، بعد أن أنهت "الهيئة" وجود عدد كبير من فصائل المعارضة في إدلب منذ إعلانها الحرب على "أحرار الشام" في العام 2017 وسيطرتها على معبر باب الهوى.

وأكد مصدر عسكري في "هيئة تحرير الشام"، لـ"المدن"، أن الخلاف بين الفصيلين قد تمّ حله، ووردت تعليمات لكافة لحواجز العسكرية التي أصبحت تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام" بعد القضاء على "حركة نور الدين الزنكي" و"أحرار الشام"، بعدم التعرض لعناصر "صقور الشام".

ويفسر الاتفاق حالة الضعف التي تعصف بـ"صقور الشام" بعد خسارة حلفائه العسكريين على يد "الهيئة". أبو عيسى كان قد هدد أكثر من مرة بـ"استئصال رأس الجولاني وزمرته" خلال معارك مدينة أريحا أواخر العام 2018 والتي تسببت بمقتل ابنه.

في حين تسعى "الهيئة" لضمان استقرار إدلب، واستقطاب الفصائل العسكرية التي بقيت وحيدة ومعزولة، بعد موجة الاقتتال الأخير. "الهيئة" كانت قدّ قلمت أظافر "جيش إدلب الحر" و"جيش النصر" و"جيش العزة"، وتفرغت لتنفيذ اتفاق سوتشي. ويمكن أن تكون الخطوة التالية لـ"الهيئة" قتال تنظيم "حراس الدين" أو اخراجه خارج حدود سيطرتها. وكذلك ضمان استقرار المنطقة إدارياً عبر ذراع "الهيئة" التنفيذي؛ "حكومة الإنقاذ"، في مناطق سيطرة "صقور الشام" التي تضم مدينة أريحا والقسم الشرقي من جبل الزاوية وأجزاء من معرة النعمان وريفها الشمالي.

في المقابل، يسعى "صقور الشام"، إسلامي التوجه وأحد مكونات "الجبهة الوطنية للتحرير"، لضمان استمراره بعدما استقطب عشرات الكتائب العسكرية المنشقة عن "أحرار الشام" منتصف العام 2017، وعودته لسياسة التحالفات العسكرية. وبدأ "صقور الشام" التحالفات مع فصائل "الجيش الحر" في إدلب منذ أواخر العام 2011 أثناء تحرير مناطق من جبل الزاوية حتى منتصف 2012، ثم الانضمام لـ"الجبهة الإسلامية"، وبعدها التحالف مع "جيش الفتح" ثم "حركة أحرار الشام الإسلامية"، ثم "الجبهة الوطنية للتحرير". وحقق "صقور الشام" مكاسب عسكرية جراء تحالفه مع الفصائل، حتى خروجه من "جيش الفتح"، إذ بدأت مرحلة الحفاظ عليه، عبر التحالف مع القوى العسكرية المناوئة لـ"تحرير الشام".

وليست هذه المرة الأولى التي تشهد مصالحة "صقور الشام" مع خصومه، بعد الاشتباكات والمعارك. إذ سبق له في العام 2014 أن عقد اتفاقاً مع تنظيم "داعش"، سلم بموجبه آلياته الثقيلة في حقل الشاعر النفطي في ريف حماة مقابل إطلاق سراح القائد العسكري لـ"ألوية صقور الشام" الملقب بـ"أبو حسين الديك". ومع ذلك، فقد سلّمت "داعش" جثة أبو حسين، بعد 3 أيام من الاتفاق، وعليها آثار تعذيب حديثة. وكان الاتفاق قد عُقدَ بعد مشاركة "الصقور" في طرد "داعش" من إدلب.

وفي الوقت الذي يسعى فيه "صقور الشام" لنبذ الخلافات مع "تحرير الشام"، يحاول أيضاً مدّ يده لـ"الجيش الوطني" الموالي لتركيا. ومن المقرر، إرسال 200 مقاتل من "صقور الشام" إلى عفرين للانضمام لـ"كتيبة المهام الخاصة" في "الجيش الوطني" وتدريب العناصر استعداداً لمعارك عسكرية قد تندلع شرقي الفرات.

الصلح بين "صقور الشام" و"تحرير الشام" جاء بعد مقتل ما لا يقل عن 300 عنصر منهما، خلال 3 مواجهات كبرى بينهما. وصدرت عن "الصقور" فتاوى "التكفير والبغي" بحق الجولاني، فيما أفتى شرعي "الهيئة" الملقب بـ"أبو اليقظان المصري" بقتل عناصر "صقور الشام" المشهورة بـ"إضرب في الراس"، أثناء تحالف "الصقور" و"الأحرار" بمواجهة "الهيئة".

ويبدو أن القائد السابق لـ"هيئة تحرير الشام" هاشم الشيخ، قد أصبح عراب المصالحات بين الفصائل العسكرية ذات الصبغة الإسلامية، مستفيداً من علاقاته المباشرة مع قادة الفصائل خلال توليه القيادة العسكرية في "حركة أحرار الشام الإسلامية". وسبق للشيخ حل الخلاف بين "الهيئة" و"جيش الأحرار"، ما أفضى لتسليم قائد "جيش الأحرار" أبو صالح طحان مطار تفتناز العسكري لـ"تحرير الشام"، مقابل الحفاظ على مقراته العسكرية في بلدة تفتناز شرقي مدينة إدلب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها

مقالات أخرى للكاتب