السبت 2018/04/28

آخر تحديث: 13:00 (بيروت)

من يقف وراء الاغتيالات في إدلب؟

السبت 2018/04/28
من يقف وراء الاغتيالات في إدلب؟
لا يمكن وصف الاغتيالات خلال اليومين الماضيين بالعشوائية (انترنت)
increase حجم الخط decrease
انتشرت رقعة الاغتيالات وتوسعت لتشمل مدنيين وعسكريين وقادة في إدلب، بُعيد إعلان اتفاق صلح بين فصائل المعارضة العسكرية والإسلامية في الشمال السوري. وتراوحت الاتهامات بالمسؤولية عن نشر الفلتان الأمني، ما بين "داعش" والنظام. كما أن إشارات متعددة أوحت بضلوع "هيئة تحرير الشام" في ذلك الفلتان، عبر استخدامها تكتيكاً جديداً لقتال الفصائل المناهضة لها، واعتمادها على أسرى من "داعش" كانت قد أطلقت سراحهم لتنفيذ اغتيالات، بغرض نقض اتفاق الصلح.

بعد وقف الاقتتال بين كبرى فصائل الشمال السوري، وبدء إطلاق سراح المعتقلين وتنفيذ بنود اتفاق الصلح، وفتح الطرقات الرئيسية بين المدن والقرى، لم تتمكن المناطق المحررة من تنفس الصعداء، إذ سرعان ما انتقل المشهد إلى فوضى أمنية وتنفيذ عشرات محاولات الاغتيال، خلال الساعات الـ48 الماضية، لربما كان أبرزها محاولة اغتيال الداعية السعودي عبدالله المحيسني، الشرعي السابق في "جيش الفتح".

وأصدرت فصائل عسكرية وفعاليات مدنية قراراً يقضي بمنع ظاهرة اللثام لمكافحة عمليات الاغتيال، وأصدر "المجلس العسكري في جرجناز" شرقي معرة النعمان و"مجلس الشورى في خان شيخون" وقيادة "تحرير الشام" في أريحا و"ثوار الموالي" في ريف إدلب الشرقي بيانات تمنع فيها وضع اللثام على الوجه، واعتبار أي ملثم هدفاً مشروعاً. جامعة إدلب والمجمعات التربوية في المحافظة أعلنت وقف الدوام، السبت والأحد، نتيجة الانفلات الأمني في عموم المحافظة.

مقتل الأمني في "أحرار الشام" عبدالرحمن العلي العناني، أعاد فتح أبواب الخلاف الفصائلي من جديد بين "هيئة تحرير الشام" و"جبهة تحرير سوريا". ونقلت "وكالة إباء" الناطقة باسم "تحرير الشام" تصريحاً عن المسؤول الأمني عبيدة الشامي، إن العناني هاجم حاجزاً لـ"الهيئة" على الطريق الدولي شرقي مدينة أريحا، واستطاعت "الهيئة" ملاحقته وإصابته، ليتبين أنه قد شارك في عملية اغتيال أبو الورد كفربطيخ. "أحرار الشام" نفت ذلك عبر تسجيل مصور لشهود من "الحركة" ومن "تحرير الشام"، وقالت إن حادثة مقتل العناني كانت عن طريق الخطأ.

وأعلنت "هيئة تحرير الشام" القبض على خلايا في مدينة مورك في ريف حماة الشمالي كانت تعد لتنفيذ تفجيرات واغتيالات.

الناشط علاء الإدلبي قال لـ"المدن": "قد نشاهد خلال الأيام القادمة اعترافات لمجموعات على أنها قامت بالتفجيرات في إدلب وتتبع للنظام، لكنها لن تكون إلا كمسرحية شهود الزور بمجزرة الكيماوي في الغوطة. لماذا لم تنشط هذه الخلايا إن كانت تابعة للنظام خلال اقتتال الفصائل لتستغل حالة الفوضى. هذه العمليات بدأت فور إعلان الصلح بين الفصائل، في حين توقفت بشكل كلي خلال قتال الفصائل. هيئة تحرير الشام مسؤولة بشكل مباشر عن الاغتيالات، فهي من أطلقت سراح أكثر من 100 من عناصر داعش كانوا محتجزين لديها لتنفيذ عمليات اغتيال تهدف لزعزعة استقرار المناطق المحررة، واغتيال قيادات في جبهة تحرير سوريا وعناصر من داخل الهيئة ممن تريد التخلص منهم".

غرفة عمليات "دحر الغزاة" المعارضة، لمواجهة تقدم النظام في ريف إدلب الشرقي، كانت قد اعتقلت في مطلع شباط/فبراير ما يقارب 370 عنصراً من "داعش"، بعد فتح النظام والمليشيات الإيرانية الطريق لهم للتمدد في ريف إدلب الجنوبي. وسيطر التنظيم حينها على قرى الخوين الكبير وأرض الزرزور، قبل أن تحررها فصائل المعارضة وتأسر جميع مقاتلي "داعش".

ويبدو أن اتفاق الصلح الإجباري المفروض على الفصائل لن يستمر طويلاً مع تراشق الاتهامات وحالة الاستنفار الأمني في مناطق سيطرة الفصائل وحالة الضغينة بين مقاتلي الفصيلين بعد مقتل حوالي 1000 من عناصر "التحريرين" خلال معارك بسط النفوذ.

مصدر عسكري في "جبهة تحرير سوريا"، قال لـ"المدن": "لا يمكن وصف الاغتيالات خلال اليومين الماضيين بالعشوائية بل تم تنفيذها بطريقة ممنهجة ومدروسة لا يمكن لمرتكبيها إلا أن يكونوا من داعش، فمعظم العمليات تكون على شكل عمليات انغماسية عن قرب. والغريب في الأمر أن معظم العمليات تمت في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام ومن دون القبض على الجناة حتى هذه اللحظة، وتتحمل تحرير الشام مسؤولية الإفراج عنهم وتوجيههم لتنفيذ عمليات تستهدف قيادات من الأحرار والزنكي والصقور".

وأضاف المصدر: "تحاول الهيئة نقض اتفاق الصلح باتباعها تكتيكاً جديداً لقتال جبهة تحرير سوريا وهو حشد الفصائل المتشددة من إخوة المنهج لتصطدم معنا أو تنفذ عمليات خاطفة داخل مناطق تواجدنا، لكن معظم العمليات العسكرية يتم تنفيذها في مناطق سيطرتها وتحت أعينها، في حين لم تشهد مناطق سيطرتنا أية عملية اغتيال باستثناء الطرق الواصلة بين القرى، فهي تحاول السيطرة على مناطقنا دون قتال بتغييب واغتيال قياداتنا عبر تحالفها مع حلفائها وأهمهم حراس الدين وداعش".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها