الثلاثاء 2018/07/03

آخر تحديث: 10:25 (بيروت)

درعا: "الإدارة الذاتية" و"نمر الجنوب" على طاولة المفاوضات

الثلاثاء 2018/07/03
درعا: "الإدارة الذاتية" و"نمر الجنوب" على طاولة المفاوضات
روسيا ليست اللاعب الوحيد (انترنت)
increase حجم الخط decrease
غاب الطيران الروسي، الإثنين، عن أجواء درعا بعد استئناف المفاوضات بين روسيا والمعارضة في مدينة بصرى الشام، والتي حضرها قادة عسكريون معارضون كانوا قد انسحبوا من مفاوضات اﻷحد مثل أدهم كراد وبشار الزعبي، بالإضافة الى شخصيات من "هيئة اﻹشراف والمتابعة في الجنوب".

و"هيئة الإشراف" هي أشبه ما تكون بحكومة تكنوقراط في الجنوب السوري، وكانت معنية بمتابعة عمل الفصائل المسلحة والمجالس المحلية، وهي التي وقفت خلف "وثيقة العهد".

وجرت مفاوضات الإثنين، بحضور ورعاية قائد "قوات شباب السنة" أحمد العودة، رغم أن قواته كانت قد أعلنت، الأحد، موافقتها على العرض الروسي بـ"المصالحة" في بصرى الشام، وقبلت الشروط الروسية، وسلّمت بعض اﻷسلحة للوفد الروسي كبادرة حسن نية، وإعلان قبول. إلا أن قائد "شباب السنة" أحمد العودة، قام بضرب ضابط من قوات النظام بعدما حاول التدخل في حركة عناصر "شباب السنة" ضمن المدينة، في إشارة فسرها البعض بأن التفاهم مع الروس لا يعني "مصالحة" حقيقية مع النظام، وأن الأيام المقبلة قد تحمل تشكيل فصيل عسكري من فصائل الجنوب المعارضة، موالٍ لروسيا.

وأكد "فريق إدارة الأزمة" في المنطقة الجنوبية، الإثنين، إنسحابه من المفاوضات مبرراً ذلك، بأن بعض الأشخاص يحاولون الحصول على مكاسب شخصية ومناطقية آنية، وأن الفريق لم يكن طرفاً في أي إتفاق حصل ولن يكون في اتفاقات ﻻحقة، ودعا الشباب القادرين على حمل السلاح للتوجه إلى الجبهات وقتال النظام ومليشياته "إلى أن تصدر بيانات أخرى تسمي القيادة العسكرية لحرب اﻹستقلال والتحرير الشعبية".

عودة المفاوضات، الإثنين، تطرح تساؤلات عديدة عن عودة البعض بعد انسحابهم، وما قيل عن تراجع قائد "شباب السنّة" عن اتفاقه مع الجانب الروسي.

وبات واضحاً أن روسيا ليست اللاعب الوحيد في الجنوب السوري، بل هي تحاول إرضاء جميع اللاعبين اﻹقليميين، ومنهم المملكة اﻷردنية التي تخشى من تفاقم الوضع اﻹنساني على حدودها، مع تصاعد الضغط عليها لفتح الحدود بوجه النازحين الهاربين من القصف الروسي، ما بات يسبب حرجاً للحكومة اﻷردنية. الحكومة اﻷردنية قالت إن وزير خارجيتها سيلتقي نظريه الروسي لبحث ما يجري في الجنوب ومحاولة وقف إطلاق النار بشكل عاجل.

من جهة أخرى، بات واضحاً أن روسيا اتفقت مع إسرائيل على إبعاد المليشيات اﻹيرانية لمسافة تزيد على 40 كيلومتراً عن الحدود مع الجولان. الأمر الذي يدفع روسيا لـ"التسوية" مع فصائل المعارضة، وتجنيد عناصرها ضمن قوات "الفيلق الخامس" لسد النقص في صفوف قوات النظام، ومواجهة الخطر اﻹيراني الذي تخشاه اﻷردن وإسرائيل.

وسط هذه التعقيدات في مشهد الجنوب، يبقى الحل اﻷنسب والذي من الممكن أن يرضي جميع اﻷطراف هو "اﻹدارة الذاتية" التي تحدثت عنها دول فاعلة في الملف السوري خلال السنوات الماضية، وهو ما تم طرحه خلال جولة مفاوضات اﻹثنين. وينص الطرح على إدارة مناطق المعارضة من قبل مجالس محلية مدنية من أبناء المنطقة، ومحاربة تنظيم "داعش" بغطاء جوي روسي، وتشكيل قيادة عسكرية للمنطقة تتبع لروسيا قد تكون مشابهة لـ"قوات النمر" ضمن ما يطلق عليه حالياً في معرض التهكم "نمر الجنوب"، وإعادة قوات النظام من ابناء المنطقة إلى الثكنات العسكرية التي كان يتواجد فيها النظام قبل العام 2011.

وطرح "الإدارة الذاتية" في الجنوب السوري قديم يعود إلى عامين، وهو نتيجة توافق إقليمي، يقوم على انشاء 50 ألف وحدة سكنية بتمويل دولة خليجية، وتحويل الشريط الحدودي مع إسرائيل إلى منطقة منزوعة السلاح، ورفض التغيير الديموغرافي بالكامل، باستثناء "جبهة النصرة" و"داعش".

المشكلة في هذا الطرح هي أن روسيا ستكون الضامن الوحيد، وبالتالي فإن قوات النظام لن تلتزم بتنفيذها. فقد سبق وضمنت روسيا اتفاق "خفض التصعيد"، وخرقته من دون مبرر. كما تشترط روسيا أن يتم تسليم كامل السلاح الثقيل، في الوقت الذي تحاول فيه مليشيات النظام التقدم والسيطرة على أكثر من جبهة بالتزامن مع انعقاد جلسات التفاوض. ويتجاهل مشروع "اﻹدارة الذاتية" مصير المعتقلين عند النظام، والذي ما زال مجهولاً، في الوقت الذي تستمر فيه قوات النظام باعتقال أبناء درعا على الحواجز التي تسيطر عليها.

مليشيات النظام التي دخلت قرى وبلدات بصر الحرير والحراك والكرك الشرقي بدأت تعفيش منازل المدنيين وعلى مرأى من أصحابها في بعض المناطق، وسرقة بعض المقتنيات الثمينة خاصة الذهب من بلدات الغارية الغربية والغرية الشرقية والجيزة أثناء عمليات تفتيش المنازل، وهو ما يعزز مخاوف اﻷهالي والمعارضين من عمليات انتقامية في المستقبل.

وتمكنت فصائل المعارضة في ريف درعا الغربي من تدمير 5 آليات ثقيلة، منها 4 دبابات، في محيط مدينة نوى وبالقرب من خربة الطيرة. وتقع خربة الطيرة بين مدينة طفس التي تسيطر عليها المعارضة ومدينة داعل التي سيطرت عليها مؤخراً قوات النظام بعد إجراء "مصالحة" برعاية الشرطة العسكرية الروسية في 30حزيران/يونيو.

وتكبدت مليشيات النظام خسائر في اﻷرواح بعد محاولاتها التقدم على جبهات طفس ونوى في ريف درعا الغربي، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف استهدف المدينتين. وطال القصف قرى وبلدات صيدا والطيبة والمتاعية والنعيمة في ريف درعا الشرقي مع محاولات النظام التقدم على بلدة صيدا من محاور كحيل والغرية والغربية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها