السبت 2018/09/29

آخر تحديث: 10:06 (بيروت)

درعا: اعتقالات متواصلة.. وإيران تقترب من تل الحارة

السبت 2018/09/29
درعا: اعتقالات متواصلة.. وإيران تقترب من تل الحارة
زيارة وفد من "لواء الإمام الحسين" (انترنت)
increase حجم الخط decrease
داهمت قوات من "الأمن العسكري" منازل المدنيين في مدينة الحارة شمالي درعا، الخميس، مطلقة النار بشكل عشوائي، متعمدة خلع أبواب المنازل، وسرقة بعض محتوياتها، ما أعاد عقارب الزمن إلى بدايات الثورة في العام 2011.

وجاءت عملية الدهم بعد محاولة "الأمن العسكري" اعتقال خالد القواريط، بتهمة مبايعة "الدولة الإسلامية". القواريط تمكن من قتل النقيب مقداد شعبان، واثنين من العناصر، من قوات "الأمن العسكري" أثناء المداهمة.

قوات النظام اعتقلت أكثر من 15 شخصاً من أبناء الحارة، خلال الأيام القليلة الماضية، بتهم مختلفة أبرزها دفن مجموعة من قتلى عناصر النظام و"حزب الله" اللبناني بالقرب من تل الحارة بعد سيطرة المعارضة عليه في تشرين أول/أكتوبر 2014. الإعتقال طال صهيب القواريط، المسؤول عن عملية الدفن حينها. كما تم اعتقال رئيس المجلس المحلي في المدينة محمد داود الضاحي، بتهمة المشاركة في عملية اغتيال الطبيب موسى قنبس، عضو "لجنة المصالحة" قبيل الحملة العسكرية الأخيرة على درعا في حزيران/يونيو.

مصادر من الحارة، قالت لـ"المدن"، إن حملة الإعتقالات التي يشنها النظام في الوقت الراهن هي انتقام منظم وممنهج لإعتقال كل المشاركين في الثورة من أبناء المدينة، بتهم الإنتساب لـ"داعش"، أو بحجة دعاوى "الحق الشخصي" التي يرفعها بعض موالي النظام. وأضاف المصدر أن المخاوف ازدادت لدى الأهالي، من مواجهة مصير الإعتقال في المستقبل، خاصة أن النظام قد أحكم سيطرته على المدينة، بعد عودة مفارز "الأمن العسكري" و"أمن الدولة" و"الأمن السياسي" بعد اتفاق "المصالحة".

ويشارك في المداهمات قائد "المجلس العسكري في الحارة" المعارض سابقاً محمد علوش، وتنحصر مهمته بتحديد أماكن سكن المطلوبين للنظام.

قوات النظام اعتقلت بعض القياديين في المعارضة المسلحة من أبناء المنطقة، رغم قيامهم بـ"تسوية أوضاعهم"، ومن دون توجيه تهم لهم، ومن بينهم القيادي السابق في "الفرقة 46" وهيب البرتقالي، والقيادي في "ألوية سيف الشام" سابقاً عبدالحكيم المحمود، الذي كان قد ساهم بدخول "عرابة المصالحات" كنانة حويجة، إلى المنطقة منتصف العام 2017، أثناء مرحلة سيطرة المعارضة.

"الضامن" الروسي لم يُظهر أي إهتمام حيال حملة المداهمات والإعتقالات التي تنفذها فروع الأجهزة الأمنية للنظام، بذريعة أنها تتم بحق منتسبين لـ"الدولة الإسلامية" أو نتيجة دعاوى "الحق الشخصي". وبذلك يكون الضامن الروسي قد أعلن صراحة تخليه عن الوعود التي قطعها، بعدم محاسبة مُعارضي النظام. كما تُبقي تلك الذرائع والتهم الباب مفتوحاً لإعتقال المزيد من المعارضين، بالتهم ذاتها.

من جانب آخر، شهد ريف درعا الغربي في 10 أيلول/سبتمبر، زيارة وفد من "لواء الإمام الحسين" العراقي و"لواء السيدة رقية" التابع لـ"القوة الجعفرية"، برفقة ضابط من "فيلق القدس" الإيراني، وعضو مجلس شعب سوري. وخلال الزيارة، عرض الوفد على أهالي مدينة الحارة ترميم 8 مدارس، وعدد من آبار مياه الشرب التي تغذي المدينة، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ استعادة النظام سيطرته على المنطقة. خطوة تهدف لجذب الأهالي إلى المشروع الإيراني، مع تزايد الحديث عن تجنيد من يرغب من أبناء المنطقة في"فيلق القدس" الإيراني، مقابل تأدية الخدمة العسكرية حصراً في تل الحارة الإستراتيجي وتل الجابية غربي مدينة نوى.

الخطوة الإيرانية قابلها رد فعل روسي، بإتخاذ مجموعة إجراءات، كان أولها إرسال رتل من الشرطة العسكرية الروسية إلى المنطقة، تمركز في تل الحارة، بهدف قطع الطريق على محاولات إيران التسلل إلى المنطقة، حفاظاًً على أمن إسرائيل. كما بدأ الروس العمل على التواصل مع الوجهاء وأهالي المنطقة بهدف الإستماع لمطالبهم وكسب ود الحاضنة الشعبية.

وفي الوقت الذي تسعى فيه إيران لتهديد إسرائيل بالإقتراب من الجولان المحتل، ومحاولات الروس الحثيثة الحفاظ على أمن إسرائيل عبر نشر نقاط مراقبة للشرطة العسكرية، ينحصر دور النظام بإعتقال المزيد من أبناء المنطقة، وتضييق الخناق أكثر على معارضيه.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها