الإثنين 2018/07/02

آخر تحديث: 11:30 (بيروت)

"رجال الكرامة" تدين التعفيش: على الباغي تدور الدوائر

الإثنين 2018/07/02
"رجال الكرامة" تدين التعفيش: على الباغي تدور الدوائر
البقرة بـ100 ألف ليرة سورية (انترنت)
increase حجم الخط decrease
أصدرت "حركة رجال الكرامة"، مساء الأحد، بياناً استنكرت فيه ظاهرة "تعفيش" ممتلكات مهجّري قرى الريف الشرقي في محافظة درعا، بسبب القصف والأعمال الحربيّة التي شنّتها قوّات النظام وحلفاؤها على المنطقة، وبيع تلك المسروقات في أسواق محافظة السويداء.

وجاء في البيان: "اللهم ارزقنا من فضلك رزقاً حلالاً طيباً. في وقت تجري به الأمور لا رادع ولا محاسب إلا الضمير الحي، تستنكر حركة رجال الكرامة، قيادة وأفراداً، الأسواق التي أنشأتها بعض النفوس الضعيفة للتجارة بأرزاق وأثاث وممتلكات المواطنين المسروقة التي فر أصحابها بسبب أحداث العنف التي تعصف بالمنطقة الجنوبية". وأكّد البيان على أن "هذه التصرفات لا تمت للعادات والتقاليد المعروفية الأصيلة، ولا تعبر عن أخلاق أهل الجبل وكرامتهم والبيئة التي نشؤوا فيها، وأن هذه التصرفات لا تمثل سوى الأشخاص الذين يمارسونها".

وحذرت حركة "رجال الكرامة"، في بيانها، أبناء جبل العرب من "الانجرار خلف هذه التجارة القذرة الملطخة بالدماء"، وقالت أنّ "على أبناء العشيرة المعروفية الأصيلة مقاطعة كل من تاجر بالممتلكات المسروقة وعدم إدخالها إلى منازلهم تحت أي عذر؛ فعلى الباغي تدور الدوائر".

وطالب البيان "الجهات المعنية في محافظة السويداء من قيادات سياسية وأمنية بأخذ دورهم في كبح هذه الظاهرة"، محمّلاً "هذه الجهات المسؤولية الكاملة عن انتشار هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمع السويداء"، معتبراً أنّ في هذا الأمر تهديداً للسلم الأهلي وللنسيج الاجتماعي.

وقد لاقت ظاهرة التعفيش استنكاراً واسعاً من أبناء محافظة السويداء؛ وأطلق ناشطون في المحافظة حملات مناهضة لهذه الظاهرة في مواقع التواصل الاجتماعي، كما صمم ناشطون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحت اسم "لا تعفّش شايفينك"، ونشروا من خلالها صوراً لأسواق البضائع المسروقة، وبعض باعة المسروقات.

في قرية عرمان جنوبي السويداء هاجمت مجموعة شباب أحد متاجر التعفيش وأغلقوه عنوة.

ولا تزال شريحة واسعة من أهالي السويداء تطالب المؤسسة الدينية الرسمية الممثلة بـ"مشيخة عقل الموحدين الدروز"، بإصدار حرم ديني يحرّم هذه الظاهرة ويجرّمها، إلّا أنّه لم يصدر أي بيان عن مشيخة العقل حتى الآن، بحسب مراسل "المدن" همام الخطيب.

وانتشرت أسواق "التعفيش" في مناطق متفرقة من المحافظة، أكبرها في مدينة السويداء على طريق الرحى ومساكن الخضر، وفي بلدات وقرى عريقة ونجران وتعارة والنادي الرياضي في بلدة الثعلة. وتباع المسروقات بأسعار بخسة؛ فالخروف يباع بـ4 آلاف ليرة سورية بينما سعره الحقيقي يتجاوز 40 ألف ليرة سورية، والبقرة بـ100 ألف ليرة سورية، بينما سعرها الحقيقي يصل إلى مليون ليرة سورية.

وتدخل المسروقات عبر معبر أم ولد-خربة سمر-عرى، ومعبر الأصلحة-كناكر، وتحملها إلى السويداء سيارات عسكرية تابعة لمليشيات "قوات النمر" وغيرها. وبحسب أحد المصادر، فإنّ هناك عملية "تعهّد" تجري بين "المعفّش" والضابط المسؤول عن المنطقة؛ يطلب الضابط المسؤول فيها مبلغاً مالياً بحسب عدد البيوت أو مساحة الأراضي المزروعة، أو عدد الماشية والحيوانات الداجنة.

كما تقوم المليشيات المحلية في المحافظة، المتعاقدة أصلاً مع جهات أمنية ومسؤولة عن عمليات التهريب والخطف والتشبيح، بالتعاقد مع الضباط الأمنيين والعسكريين على تصريف المسروقات في سوق محافظة السويداء، ومن ثم تقاسم الغنائم. كما تحصل الحواجز، التابعة لقوّات النظام المنتشرة على المعابر، على "إكرامية" مقابل تمرير سيارات "التعفيش"، هذا عدا عن الأتاوات التي تفرضها على النازحين القادمين من محافظة درعا إلى محافظة السويداء، والتي تخطّت في بعض الأحيان مبلغ 200 دولار على السيارة الواحدة.

وبدأ التعفيش بعد دخول قوات النظام والمليشيات الرديفة إلى الريف الشرقي والشمالي الشرقي في محافظة درعا. وتركزت السرقات على المناطق التي "أمّنتها" قوّات النظام، ومنها مدينة الحراك وبلدات بصر الحرير ومليحة العطش والكرك الشرقي وأم ولد وغيرها. وطالت السرقات أثاث المنازل والمفروشات، وبضائع المتاجر، والآليات الزراعية كالحصادات والتركتورات وغيرها، وآليات النقل، كالسيارات والدراجات النارية، وقطعان الماشية، والحيوانات الداجنة، والمحاصيل الزراعية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها