الثلاثاء 2017/08/15

آخر تحديث: 12:18 (بيروت)

هل تطبق "كماشة" النظام على "داعش" في عقيربات؟

الثلاثاء 2017/08/15
هل تطبق "كماشة" النظام على "داعش" في عقيربات؟
سيطرت قوات النظام على سبع نقاط رئيسية، تقع على الطريق الواصل بين ريف الرقة الجنوبي وريف حمص الشرق (انترنت)
increase حجم الخط decrease
حققت قوات النظام والمليشيات الموالية، تقدماً ملحوظاً خلال الساعات القليلة الماضية في عمق البادية السورية من ريف حمص الشرقي، بانتزاعها نقاطاً استراتيجية من تنظيم "الدولة الإسلامية"، بعد اقترابها من إحكام السيطرة على مدينة السخنة، آخر المعاقل الرئيسية للتنظيم شرقي حمص.

وخلال ساعات ظهيرة الإثنين أحكمت مليشيات النظام قبضتها على سبع نقاط رئيسية، تقع على الطريق الواصل بين ريف الرقة الجنوبي وريف حمص الشرقي، في مسعى واضح لإطباق الحصار على معقل تنظيم "داعش" في منطقة عقيربات شرقي حماة، ومنطقة جبال البلعاس المجاورة، ورافق ذلك محاولات اقتحام من المحور الغربي للمنطقة، انطلاقاً من مدينة السلمية وما حولها.


(المصدر: LM)

قوات النظام والمليشيات كانت قد أعلنت سيطرتها، الأحد، على مدينة السخنة، وهو أمر غير مؤكد حتى الآن، إذ ما تزال الاشتباكات قائمة شمالي المدينة. وتبع ذلك عمليات في ريف الرقة الجنوبي باتجاه مواقع التنظيم في البادية، إذ سيطرت مليشيات النظام على قرى وتلال الكوم وواحة الكوم وجورة الجمال والعثمانية ونجيران وعين سبخة وأم قبيبة، خلال مواجهات استمرت لساعات.

التنظيم اعترف بدوره بحدة الاشتباكات في المنطقة، معلناً تدمير آليات لقوات النظام بصواريخ حرارية في محيط مدينة السخنة التي باتت خارج حساباته، بعد انتقال المعارك إلى الطريق الصحراوي الواصل بينها وبين جنوب الرقة.

الطريق الصحراوي الذي يعدّ بوابة ريف حماة الشرقي إلى الرقة وديرالزور، ومنها إلى الأنبار العراقية أصبح ضمن حسابات النظام، بعد سيطرته على سبعة مواقع فيه، واقتصار سيطرة التنظيم على نحو 20 كيلومتراً تضم بلدة واحدة وتلال رملية يصعب التمترس بها، ما يرجّح إمكانية حسم المعركة لصالح النظام في غضون الساعات المقبلة، وبالتالي إغلاق منفذ عقيربات نحو ديرالزور والعراق، ووقوعها ضمن حصار كامل من المحاور الأربعة.

نجاح النظام في إطباق الحصار على عقيربات وجبال البلعاس في ريفي حماة وحمص سيدخل تنظيم "داعش" في مرحلة حرجة أخرى، تضاف إلى سلسلة الهزائم التي مني بها خلال العام الجاري شمالي وشرقي سوريا، لكن مكامن قوة ما زال يحتفظ بها قد تؤخر حسم المعركة ضده في المحافظتين، ويجعلها استنزافية قد تستمر شهوراً طويلة. ولا يمكن فصل منطقة عقيربات عن البادية السورية، إذ إنها تشبهها من حيث التضاريس الصحراوية، وتعد امتداداً لها، كما أنها تشكل عقدة تصل بين أربع محافظات؛ حماة وحمص وحلب والرقة، ويملك فيها التنظيم مراكز عسكرية محصنة ضمن الجبال الممتدة من عقيربات وحتى منطقة البلعاس المجاورة في ريف حمص.

الناشط الإغاثي في ريف حماة الشرقي إياد التركي، أوضح لـ"المدن"، أن منطقة عقيربات باتت خالية من سكانها بنسبة 90 في المئة بعدما نزح معظمهم إلى إدلب وريف حماة الشمالي، محذراً من استخدام من تبقى من سكانها حصوناً بشرية أمام الهجمات البرية المتوقعة مستقبلاً.

وقال التركي إن التنظيم لجأ إلى تخزين عتاد وأسلحة ثقيلة وخفيفة في جبال بلعاس المجاورة، التي تحتوي كهوفاً طبيعية، أعطت التنظيم أريحية في تحركه ونشاطه في المنطقة، علاوة على مراكز تدريب وتأهيل أنشأها للمقاتلين القادمين من شمال ووسط سوريا، وتحديداً عناصر لواء "جند الأقصى" المنحل على يد هيئة "تحرير الشام" قبل أشهر.

وسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على منطقة عقيربات مطلع عام 2014، وتضم قرى وبلدات أبرزها: عقيربات وسوحا وأبو دالي وجروح وصلبا وأبو حنايا ومسعود وعكش، وشكّلت منطلقاً لهجمات التنظيم باتجاه بلدات منطقة السلمية، أكثرها دموية كان اقتحام بلدة المبعوجة مطلع نيسان 2015، وقتل إثره نحو 60 شخصاً معظمهم مدنيون، لتتكرر الحادثة في 18 أيار الماضي، حين هاجم التنظيم قرية عقارب الصافية ونفذ مجزرة أودت بحياة نحو 60 شخصاً أيضاً، معظمهم مدنيون.

وتقاتل نحو 20 مليشيا أجنبية ومحلية إلى جانب قوات النظام في بادية حمص، وعلى المحور الغربي لمنطقة عقيربات، أبرزها لواء "فاطميون" الأفغاني و"الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله" اللبناني إلى جانب حركة "النجباء" العراقية ولواء "القدس" الفلسطيني.

المليشيات المحلية التي شكلها النظام في مناطق المصالحات كان لها حضور بارز في معركة عقيربات من المحور الغربي (السلمية)، حيث يشارك "درع القلمون" المشكل من أبناء القلمون ومدينة التل شمالي دمشق، إلى جانب مقاتلين تطوعوا في "الدفاع الوطني" من قدسيا والهامة وحي برزة الدمشقي، علاوة على قوات "النمر" بقيادة العميد سهيل الحسن. وقتل عشرات المقاتلين والقادة في صفوف مليشيات النظام المحلية خلال تموز/يوليو، وآب/اغسطس في محيط السخنة وعقيربات، وفق ما كشفته صفحات موالية للنظام في "فايسبوك".

حصار وقضم بطيء، هي السياسة التي قد يتبعها النظام في عقيربات والبلعاس المجاورة، ليخلو له الطريق نحو ديرالزور من المحورين الغربي والجنوبي، باعتبارها آخر وأهم مناطق نفوذ تنظيم "داعش" في سوريا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها