الجمعة 2017/10/20

آخر تحديث: 14:11 (بيروت)

القضاء والشارع يواجهان قرار ترامب ب"حظر المسلمين"

الجمعة 2017/10/20
القضاء والشارع يواجهان قرار ترامب ب"حظر المسلمين"
"لا للجدار لا لحظر المسلمين" (المدن)
increase حجم الخط decrease
قبيل ساعات من دخول النسخة الثالثة من مرسوم ترامب الرئاسي، بحظر دخول مواطني 8 دول من بينهم 5 ذات أغلبية مسلمة، حيّز التنفيذ، الأربعاء، أصدر القاضي الفيدرالي ديريك واتسون، حكماً يقضي بتعليق العمل بهذا المرسوم أو القرار. وهو ما أيده، لاحقاً، قاضٍ فيدرالي آخر في ولاية ميرلاند. واستند القاضيان في تعليقهما القرار على أن نسخته الثالثة تشابه في فكرتها النسختين السابقتين اللتين تحتويان على تمييز على أساس الجنسية ولا تستند إلى أدلة كافية بأن المواطنين من هذه الدول يشكلون خطراً على أميركا. وهو الأمر الذي أبدى البيت الأبيض استياءه منه معلناً لجوءه للمحكمة العليا.

تعليق القرار لم يمنع ما يزيد عن 200 شخص تقريباً من المسلمين وغيرهم من إتمام مسيرتهم ومظاهرتهم التي دعت إليها مجموعة "لا لحظر المسلمين"، والتي بدأت من الحديقة الخلفية المواجهة للبيت الأبيض مروراً بالبيت الأبيض ثم فندق ترامب ثم الهيئة الخاصة بتنفيذ وتطبيق قرار الحظر. وذلك لمناهضة القرار في اليوم الأول والذي تحول عند البعض لإحتفال جزئي بسبب قرار القاضيين ثم قرار وزارة الخارجية بإستئناف إستصدار التأشيرات لست دول هي سوريا والصومال واليمن وليبيا وإيران، وتشاد، بينما أبقت على كوريا الشمالية وفنزويلا التي يمنع حظر حصول بعض القيادات فيها على تأشيرات للولايات المتحدة الأميركية.


(المدن)

واعتبر المتظاهرون أن إدراج كوريا الشمالية وتشاد وفنزويلا ضمن النسخة الثالثة، ورفع السودان، هو مجرد "مناورة من ترامب لإثبات أنه لا يستهدف الدول الإسلامية مثلما كان القرار في نسختيه السابقتين اللتين علّق العمل بهما القاضي الفيدرالي في هاواي".

وردد المشاركون في المسيرة والذين جاؤوا من ولايات نيويورك وميريلاند وفرجينيا وكارولينا الشمالية وميتشغن وغيرها، هتافات تقول "لا للجدار لا لحظر المسلمين"، و"مرحبا باللاجئين" و"تحيا أميركا"، رافعين شعارات مؤيدة للتعديدة والتنوع ومناهضة لسياسات ترامب.

وخلال المسيرة التقت "المدن" عدداً من المشاركين، من بينهم كاتلين، 25 عاماً، وهي صبية أمريكية من أصول مكسيكية، جاءت خصيصاً من ولاية كارولينا الشمالية مع أصدقائها المسلمين للمشاركة في المظاهرة لأنها "ضد التمييز"، معتبرة أن تضامنها اليوم هو "تضامن مع قضاياها أيضا كفتاة من أصول لاتينية يريد ترامب أن يبني جدار بين أميركا وبين الدولة التي تمثل أصولها".

وترى كاتلين أن "حقوق المسلمين لا تخلتف عن حقوق الهجرة وعن كافة حقوق الأقليات في المجتمع"، وترى أن في كل قضية تخص فئة ما يجب على الفئات الأخرى التضامن معها، حتى لا يشعر الناس أن المسألة تخص مجموعة صغيرة.

بيينيت ويلوكس، 20 عاماً، هو شاب أميركي جاء من مدينة بالتيمور عاصمة ولاية ميريلاند المجاورة، مرتدياً قبعته اليهودية رافعاً لافتة تضامينة بالإنكليزية والعبرية. ويرى ويلوكس المنتمي لمؤسسة "اتحاد اليهود من أجل العدالة" التي يقع مقرها في العاصمة واشنطن، في حديثه لـ"المدن"، أن "المجتمع أصبح مهدداً بالخطر، وسيكون غير متماسك إن لم تتكاتف الناس وتتضامن مع بعضها". ويرى ويلوكس أن وجوده في هذه المسيرة "جزء من مسؤوليته تجاه المخاطر التي تواجها الأقليات والفئات الأضعف في المجتمع كالمسلمين وأصحاب البشرة السوداء وغيرهم".

أما أيمن، 29 عاماً، فهو أميركي من أصول سودانية، جاء للمسيرة على الرغم من رفع اسم السودان من دول الحظر، ويشرح لـ"المدن"، سبب حضوره قائلا: "المسلمون في أميركا الآن يعيشون تحت ضغط قرارات ترامب، ومن ثم يجب المشاركة في أي فاعلية لفك هذا الضغط". واعتبر أن مشاركة فئات كثيرة من غير المسلمين هو تعبير عن وعي الأطراف المحيطة بالأزمة التي قد تلحق بهم، مرحباً بقرار القاضي الذي "يستدعي الاحتفال والاحتفاء به".

ويبدو أن ترامب ما زال يواجه صعوبات في تنفيذ كافة المراسيم التي يصدرها والقرارات الإدارية والتنفيذية، بسبب بعض القضاة الفيدراليين، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً، وهو يقترب من الذكرى السنوية الأولى لانتخابه. ورغم هذه المعوقات، فإن الأقليات ما زالت تشعر بالخطر، وتترقب معركة ترامب القضائية التي لم تحسم نهائياً بعد. الأمر الذي يجعلهم في دائرة الترقب دائماً.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها