مناظرة الرئاسة الأميركية: الديموقراطيون يطلقون النار على بعضهم

تغريدتان ساخرتان علق بهما الرئيس الأميركي دونالد ترامب على المناظرة الأولى للمرشحين المحتملين من الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهي المناظرة التي عقدت في فلوريدا على مدى يومي الأربعاء والخميس بين 20 مرشحاً، قسّموا على اليومين، وكتب ترامب كلمة "ممل" خلال اليوم الأول من المناظرة، بينما شارك فيديو ساخر يُظهر أنه سيكون رئيسا لأميركا مدى الحياة.

التغريدتان عكستا الأجواء العامة التي تشهدها الولايات المتحدة، فعلى الرغم من تعدد الموضوعات التي طرحت للنقاش في المناظرات، ولا سيما ما يتعلق فيها بالقضايا الداخلية، كالتأمين الصحي والضرائب والاجهاض وديون الطلاب وغيرها، إلا أن النقاش بين الناخبين تركز حول أي الشخصيات أقدر على هزيمة ترامب.

ترامب أيضا اتهم الديموقراطيون في آخر تغريداته، ليل الخميس، بأنهم يرفعون أيديهم لإعطاء الملايين للغرباء غير المقيمين بشكل قانوني من أجل تأمين صحي بلا حدود، متهماً إياهم بأنهم لا يهتمون بالمواطن الأميركي.

استثناء الرعاية الصحية
تمثل قضية الرعاية الصحية حالة الاستثناء في الاجماع الذي يظلل المرشحين، مع اختلاف التفاصيل، فالانقسام حولها كان واضحاً خلال يومي المناظرة؛ فريق يقوده بيرني ساندرز وإليزبث وارن يدعو للرعاية الصحية الشاملة لكل المواطنين، بينما هناك فريق ضد ذلك على رأسه السيناتور من ولاية مينيسوتا إيمي كلوبتشر وجون ديلاني العضو السابق في مجلس النواب عن ولاية ميريلاند.

وهي إحدى النقاط التي يستخدمها الجمهوريون للهجوم بقوة على الديموقراطيين ويتهمونهم فيها بعدم الواقعية. ويظهر ذلك حالة التباين في المعسكر الديموقراطي الذي بات يصنف المرشحين في مساحة الوسط، أو اليسار طبقاً للموقف من هذه القضية، والتي دُفعت للواجهة أكثر مع إعلان ترامب المتكرر رغبته في إلغاء برنامج الرعاية الصحية "أوباما كير".

السياسة الخارجية: اتفاق على إيران واختلاف حول الصين
كانت مساحة السياسة الخارجية واحدة من أقل المساحات الممنوحة وقتاً في المناظرة على مدى اليومين، وجاءت الاجابات فيها مختصرة بشكل كبير، إلا أن الحديث عن الأزمة مع إيران وتهديدات الصين احتلت المساحة الأكبر، نظراً لإرتباطها بالملفات الأكثر سخونة حالياً.

الاجماع على تجنب الحرب مع إيران وعدم السعي لها كان المسيطر كوجهة نظر نهائية يصل إليها المرشحون بعد التأكيد على أهمية عدم امتلاك إيران لأسلحة نووية، إلا أن ما يقرب من نصف المرشحين اعتبر أن الصين هي الخطر الاستراتيجي الأكبر على الولايات المتحدة الأميركية.

حديث بالأسبانية
ظاهرة لافتة سجلت خلال المناظرة الأولى، وهي تحدّث 3 من المرشحين باللغة الإسبانية، على رأسهم بيتو أورورك السيناتور عن ولاية تكساس، وجوليان كاسترو الوزير السابق في إدارة أوباما وكلاهما ينحدر من أصول لاتينية.

حديثهما الذي فاجأ الجميع اعتبره متابعون رغبة في استمالة أصوات المهاجرين، خاصة من أصول لاتينية ومحاولة للفت الانتباه الى أهمية قضية الهجرة التي تسيطر على أحاديث الساسة والمجتمع منذ أعلن ترامب رغبته في بناء الجدار مع المكسيك، ثم موت المواطن السلفادوري وابنته وهما يحاولان عبور النهر على الحدود الأميركية. وتعد فرص الرجلان متوسطة داخل قائمة المرشحين العشرة.

من الأوفر حظاً؟

إليزبيث وارن وبيرني ساندرز هما الأوفر حظاً حتى الآن، فقد قدما آداءً متماسكاً بحسب المؤسسات الكبرى التي تابعت إحصاءات المناظرة وحللتها، في حين تراجع جو بايدن الذي كان متصدراً لاستطلاعات الرأي قبل المناظرة أمام زميلته كمالا هاريس السيناتور عن ولاية كاليفورنيا، والتي استطاعت مهاجمة بايدن على خلفية مواقف اتهم فيها بالعمل جنبا إلى جنب مع عنصريين سابقاً، ويحل بعدهما السيناتور كوري بوكر الذي كان ثاني أكثر المتحدثين في اليوم الأول بعد وارن.