الأربعاء 2019/06/19

آخر تحديث: 20:26 (بيروت)

مرسي.. لا عزاء دولياً

الأربعاء 2019/06/19
مرسي.. لا عزاء دولياً
Getty ©
increase حجم الخط decrease
على الرغم من العزاء الذي قدمه ستيفان دوجاريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة لعائلة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي ومحبيه، ومطالبة المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة روبرت كولفيل، بتحقيق مستقل في وفاة مرسي أثناء محاكمته، إلا أن ردود الأفعال الدولية على المستوى الرسمي والدبلوماسي جاءت باهتة تماماً، وتحاشت كل الدول، بإستثناء قطر وتركيا، أن تقدم العزاء لعائلة مرسي، ناهيك عن العزاء للدولة المصرية باعتبار مرسي كان رئيساً للدولة.

رد الفعل الأميركي أثار دهشة كثيرين، فقد جاء باهتاً تماماً على الرغم من الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة الأميركية في الشؤون المصرية والشرق الأوسط، حيث تجنب الرئيس دونالد ترامب والبيت الأبيض ذكر وفاة محمد مرسي، في حين قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس، إن الإدارة الأميركية "ليس لديها تعليق على وفاة محمد مرسي". مشيرة إلى أنهم علموا بالخبر من الإعلام ووكالات الأنباء.

محمد المنشاوي الباحث والخبير في الشؤون الأميركية، فسر هذا الموقف بالقول، إنه "بالنظر إلى الشخصيات الرئيسية صانعة السياسة الأميركية اتجاه الشرق الأوسط ومصر، فإنهم جميعا من اليمين الأميركي الذي يرى في الإسلام السياسي كله ومن ضمنه جماعة الإخوان، خطراً".

وفصل المنشاوي ذلك لـ"المدن"، بالإشارة إلى مواقف عديدة لترامب خلال حملته الرئاسية السابقة حينما هاجم خصومه السياسيين كأوباما وهيلاري كيلنتون عبر اتهامهم بـ"الانحياز للإسلام السياسي أو تخاذلهم في التعامل معه"، أما ثاني الشخصيات وزير خارجيته مايك بومبيو، فلفت المنشاوي إلى أن مواقفه خلال تاريخه المهني في المخابرات المركزية الأميركية واعتباره أحد صقور اليمين، الذين أشارت التقارير الإخبارية خلال الأشهر الماضية إلى موافقته على تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية يوضح بجلاء موقف وزارته؛ في حين أن الشخص الثالث في الدائرة الضيقة جون بولتون، يعد من الصقور اليمينية في إدارات جمهورية عديدة، ولعب أدواراً معروفة في العداء للإسلام السياسي بأكلمه منذ حرب العراق. أما ديفيد شينكر مسؤول ملف الشرق الأوسط في الخارجية الأميركية، وأحدث المعينين في إدارة ترامب منذ أسبوع فإنه لا يختلف عن رئيسه في العمل، فقد سبق وأن عمل مديراً لمركز دراسات الشرق الأدنى اليميني ويعد أحد أكبر الموالين لإسرائيل في واشنطن، والذي تدعو جميع كتاباته إلى الوقوف ضد جماعة الإخوان وعدم التعامل معها.

ويضيف المنشاوي أنه بجانب خلفية هؤلاء الأشخاص، يبرز دور التحالفات السياسية بين الولايات المتحدة والقاهرة وأبو ظبي والرياض، فجميع هذه العواصم تناصب الإخوان العداء وتصنفها كجماعة إرهابية ومن ثم لا ترغب أميركا أن تعكر صفو علاقتها معها، لا سيما مع حالة التوتر الموجودة في الشرق الأوسط، فهي تعتمد على هذه الدول في تنفيذ استراتيجيتها هناك.

لم يقتصر غياب التعليق الأميركي على الإدارة الرسمية فقط، لكنه غاب أيضاً عن نواب في الكونغرس وعن مسؤوليين سابقين، تعاملوا مع مرسي أثناء فترة رئاسته.

سباق الانتخابات الرئاسية، ربما يصلح مدخلا لتفسير الصمت، وفق باحثين ومتابعين للشأن الأميركي تحدثت إليهم "المدن"، فلا أحد من السياسيين يريد أن يغامر بإتخاذ موقف مضاد تماما للإدارة الحالية في أحد القضايا الخارجية التي تعد هامشية جدا للمواطن الأميركي، لاسيما مع أخذها طابعا حساساً يتعلق بأحد قيادات أكبر جماعة إسلامية في الشرق الأوسط، لطالما استخدمها اليمين كدليل على عدم مراعاة خصومه لأولويات الأمن القومي الأميركي.

يعلق المنشاوي على هذا الأمر بالقول، إن "الإخوان ليس لهم أي أصدقاء أو حلفاء في واشنطن، لا يريد أحد أن يغامر ويضع نفسه في خانة واحدة معهم الآن".

مرسي بدا وأنه مرفوض أيضاً من محيط إقليمي ودولي، وليس فقط من نظام السيسي في مصر، في محيط تلعب فيه التحالفات والتوازنات دوراً أكبر من البروتوكلات الدبلوماسية. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها