الإثنين 2016/04/04

آخر تحديث: 13:29 (بيروت)

درعا: المعارضة تسيطر على جميع مواقع "المثنى"

الإثنين 2016/04/04
درعا: المعارضة تسيطر على جميع مواقع "المثنى"
قتل في معركة "النهروان حوران"، عدد من قيادات الصف الأول لـ"حركة المثنى" (جيش اليرموك)
increase حجم الخط decrease
تتواصل المعارك في ريف درعا الغربي بين "الجبهة الجنوبية" و"جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام" من جهة، و"حركة المثنى" و"لواء شهداء اليرموك" المتهمتين بمبايعة تنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة ثانية. الاشتباكات الأعنف وقعت الأحد، بعدما شنت فصائل الجيش الحر الممثلة في "الجبهة الجنوبية" هجوماً هو الأكبر من نوعه، واستعادت مناطق كانت تحت سيطرة "حركة المثنى".

وتمكنت فصائل "الجبهة الجنوبية" من استعادة السيطرة على مواقع مهمة كانت حتى وقت قريب مراكز رئيسية لـ"حركة المثنى"، ومن بينها مساكن جلين وقرية جلين، و"الشركة الليبية"، و"مركز البحوث"، وقريتي المزيرعة والطيرة، وحاجزالطيرة، و"الحاجز الرباعي" وقرية الشيخ سعد، و"كتيبة الدبابات"، و"الكتيبة 26"، وتل عشترة بالقرب من عدوان.



وقتل خلال تلك المعارك، التي أطلقت عليها "الجبهة الجنوبية" اسم معركة "النهروان حوران"، عدد من قيادات الصف الأول لـ"حركة المثنى" ومنهم أبو حسين التل وأبو عمر مندي وأبو عيسى الجيزة وأبو وليد الجيزة.

قائد "فرقة فجر التوحيد" أبو حمزة الحوراني، قال لـ"المدن"، إن المعارك انطلقت في ريف درعا الغربي، بعد الانتهاكات المتزايدة لاتباع تنظيم "الدولة"، وكان آخرها اعتقال وخطف عناصر وقاده للجيش الحر، وظهور أتباع التنظيم علناً وإعلان نيتهم إقامة إمارة هناك.
وبدأ ظهور أتباع التنظيم، من مدينة انخل، بحسب الحوراني، الذي أضاف: "بعدما قاموا بالتكشير عن أنيابهم ومحاولة قتل عناصر حاجز تابع للجيش الحر في إنخل، تم انذارهم ولكنهم لم يستجيبوا، وبدأت المعارك ثم تبينت نيتهم القيام بأعمال عدائية واغلاق المناطق أمام الجيش الحر بعد اعتقال عدد منهم اعترفوا بعمليات اغتيال سابقة، وبيعتهم لتنظيم الدولة".

وبعد عمليات التطهير التي قام بها الجيش الحر، تحشدت قوات "المثنى" و"شهداء اليرموك" في معاقلهما، في ريف درعا الغربي، وقطعت الطرق أمام المعارضة، عبر حاجز مساكن جلين والشيخ سعد. ومن هناك، بحسب الحوراني، تم التجهيز والتوافق بين فصائل الجيش الحر، والعمل لاستعادة كل المناطق التي استولى عليها مبايعو التنظيم، وبدأت العمليات من محاور حاجز مساكن جلين والشيخ سعد وعين ذكر.

وبدأت المعارك على المحاور الثلاثة، بشكل متزامن، صباح السبت، وتم اقتحام حاجز مساكن جلين والسيطرة عليه، ثم اقتحام قرية الشيخ سعد، من ثلاثة محاور، ودارت الاشتباكات حتى مساء السبت.

صباح الأحد قامت "المثنى" بارسال انتحاريين إلى "برج السيرياتيل"، عند حاجز مساكن جلين، إلا أنهما قاما بتفجير نفسيهما قبل الوصول إلى هدفيهما. وهذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها "المثنى" بتنفيذ عمليات انتحارية، وهو أمر لم تفعله في معاركها مع قوات النظام. وبدأ بعد ذلك هجوم المعارضة المعاكس من حاجز جلين والطيرة والشيخ سعد وعين ذكر، فانهارت وبشكل سريع دفاعات "المثنى".

وفي السياق، أصدرت قيادة العمليات لمعركة "نهروان حوران" بياناً أعلنت فيه مشاركة 27 فصيلاً من الجيش السوري الحر في المعركة، واستعادة السيطرة على 19 موقعاً. وبعد هذه الانتصارات والتقدم الكبير، أعيد فتح الطرق بين بلدات نوى وحيط والجيدور وطفس والمزيريب، بعد قطعها بحاجز جلين.

وأضاف الحوراني أنه نتيجة تلك المعارك العنيفة، تمكن الجيش الحر من اغتنام عتاد وذخائر من "المثنى" و"لواء شهداء اليرموك"، وقتل العشرات منهم، ومن أبرزهم الأمني الأول في "المثنى" الملقب أبو عيسى الجيزة. كما تم طرد "المثنى" إلى قرى يسيطر عليها "شهداء اليرموك"، ويتم تحضير العمل الآن، لطردهم منها بشكل نهائي.

وشارك في معركة "النهروان حوران" كل من "فجر التوحيد"، وفصائل نوى، و"جيش المعتز"، و"شباب السنة"، و"جبهة ثوار سوريا"، و"جيش اليرموك"، و"فرقة فلوجة حوران"، و"ألوية الفرقان"، و"لواء العز"، و"جبهة انصار الإسلام". والحملة جاءت تحت اسم "دار العدل"، وهي تعتبر قوة تنفيذية لمحكمة "دار العدل" التي أسسها الشيخ أسامة اليتيم، قبل اغتياله، وتوجيه الاتهام إلى الحركة بالمسؤولية عن ذلك.

وأسهم التقدم الكبير الذي حققته فصائل "الجبهة الجنوبية" في فك الحصار عن بلدة حيط، بعدما حاصرتها "المثنى" و"لواء شهداء اليرموك"، بعد استيلائهما على بلدة سحم الجولان. وخسر التنظيمان على أبواب حيط عدداً كبيراً من المقاتلين، بعد محاولات فاشلة لاقتحامها، ومقاومة "حركة أحرار الشام" المسيطرة عليها، وذلك رغم إرسال السيارات المفخخة. وتمكن "أحرار الشام" من تدمير دبابتين لـ"لواء شهداء اليرموك" وقتل طاقمهما.

الناطق الإعلامي في "ألوية الفرقان" صهيب الرحيل، قال لـ"المدن"، إنه تمّ تطهير المناطق التي كانت "داعش" قد زرعت فيها خلايا لرصد الطرقات والقيام بعمليات الاغتيال والسرقة والسلب والنهب، بفتوى شرعية، تقول إن فصائل الجيش الحر "مرتدون وكفار". واستمرت المعارك لتتم السيطرة على الشيخ سعد وجلين، المعاقل الرئيسية لـ"حركة المثنى"، والمزيرعة ومساكن جلين ومحيطها. وجميع تلك المناطق كانت تعتبر نقاط تمركز لـ"حركة المثنى"، وبالسيطرة عليها، تم فتح ثغرة في حصار بلدة حيط. وتم قتل وأسر العديد من الأمراء والشرعيين في التنظيمين، وتم تسليم الأسرى إلى "دار العدل في حوران".

وأضاف الرحيل أن المعارك مستمرة حتى استعادة السيطرة على كامل النقاط التي يسيطر عليها مبايعو "داعش"، و"تخليص أهلنا الذين ذاقوا الويلات والظلم منهم. وقد انحصرت تجمعاتهم الآن في تسيل وسحم وعين ذكر وجملة، ومناطق حوض اليرموك".

التقدم الكبير لفصائل "الجبهة الجنوبية" أفقد "حركة المثنى" جميع مراكزها الأساسية في درعا، وانسحبت نحو مناطق سيطرة "لواء شهداء اليرموك" في بلدة الشجرة وسحم الجولان وعدوان وجملة ومعرية، التي أصبحت بدورها مهددة بالسقوط، إذا استمرت فصائل "الجبهة الجنوبية" في تقدمها، وقد نشهد خلال الأيام القادمة نهاية "حركة المثنى" و"لواء شهداء اليرموك" بشكل كامل في محافظة درعا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها