السبت 2014/04/26

آخر تحديث: 23:15 (بيروت)

درعا: الطريق إلى القنيطرة فُتحت

السبت 2014/04/26
درعا: الطريق إلى القنيطرة فُتحت
أصبح الطريق مفتوحاً بين درعا والقنيطرة تماماً
increase حجم الخط decrease
 انقلب ميزان القوة في القطاع الغربي من جبهة الجنوب، بعد تحرير تل الجابية الإستراتيجي بسلاح غرفة عمليات الفاتحين. وسقط أخيراً اللواء "61" الذي يتمركز على قمته. في حين كانت هذه المنصة المرتفعة للنظام، الأداة الرئيسية في ضبط الإيقاع العسكري لغرب محافظة درعا، وجنوب القنيطرة. 

استمر الحصار الخانق الذي فرضته قوات المعارضة على تلال القطاع الغربي لمدة شهرين تقريباً. ليتوّج بسلسلة انتصارات عسكرية، كان آخرها وأهمها سقوط تل الجابية، وفتح الطريق إلى مدينة نوى المحاصرة. حيث شملت العملية الخاطفة، التي بقيت تحضيراتها قيد الكتمان، وفقاً للبيان الصادر عن غرفة العمليات " تحرير جميع معاقل النظام وتطهيرها في بلدة السكرية (وهي المسجد والمدرسة وكافة البيوت) التي تتحصن فيها قوات النظام". إضافة إلى "تحرير (تل الجابية) بشكل كامل. وهو مقر قيادة اللواء 61 الذي يمثّل أكبر معاقل النظام في المنطقة. والمسؤول عن جرائم القصف على أهلنا في القرى والبلدات المجاورة له" . 
 
تأتي أهمية هذه العملية، نظراً لموقع التل الذي يتوسط مدن نوى والشيخ سعد وتسيل، ويشرف على قرى جنوب الجولان حتى الرفيد. وتبعاً لمستوى تسليحه المرتفع، بما يحويه من مدافع "ميدان 57 ميليمتر و 130 ميليمتر"، ودبابات ومستودعات ضخمة للصواريخ المضادة للطيران "كوبرا"، إضافة إلى كمية كبيرة من الذخائر الثقيلة.
 
الإعلامي عمر الحريري  قال لـ"المدن" : "أصبح الطريق مفتوحاً بين درعا والقنيطرة تماماً. وهذه العملية حررت مدينتين كبيرتين هما نوى والشيخ سعد من عمليات القصف المستمر منذ أشهر، إضافة إلى تسع قرى صغيرة محيطة. مقر قيادة اللواء 61 وبالقرب منه كتيبة الإشارة والكتيبة 74 للآليات الثقيلة وكتيبة المشاة التي تشهد أواخر الاشتباكات في محيطها، كل ذلك أصبح في قبضة الثوار".
 
وتابع "إضافة إلى الأهمية العسكرية للتل وما يحيط به، فإن حصاد الغنائم منه كبير جداً. وصواريخ الكوبرا وحدها ستشكل فارقاً نوعياً في ميزان القوة. وستفيد في معركة فك الحصار عن نوى، التي أعتقد أنها أصبحت في متناول اليد".  
 
وبذلك، تسقط إستراتيجية النظام القائمة على السيطرة باستخدام المرتفعات. الأمر الذي يدمج القطاعات العسكرية في غرب درعا وجنوب القنيطرة. عدا عن أن نقطة وحيدة مرتفعة بقيت في المنطقة هي "تل الجموع ". وتذهب جميع الترجيحات إلى أنها ستكون أرض المعركة المقبلة. 
 
وشارك في عمليات غرفة "الفاتحين" تجمع كبير من الألوية. ضم  لواء "أحرار الجولان"، ألوية "أبابيل حوران"، ولواء "السبطين"، لواء "غرباء حوران"، لواء "الحسن بن علي"، لواء "أسود الإسلام"، لواء "المرابطين"، "جبهة النصرة"، لواء "صلاح الدين"، لواء "جيدور حوران"، ألوية "العمري"، لواء "الحرمين الشريفين"، لواء "تبارك الرحمن". وهي في معظمها من قوات الجيش الحر.  
 
يتزامن هذا التقدم في القطاع الغربي مع اشتباكات عنيفة في حي المنشية، داخل مدينة درعا. بعد إعلان فرقة "اليرموك" عن بدء معركة تحرير المدينة. واللافت في مشهد جبهة الجنوب، أنها تستهدف عناصر قوة النظام الرئيسية، في ما يمكن أن يكون عملاً محسوباً في إطار خطة شاملة، تتحرك وفقها جميع القوات المعارضة. وهو الأمر الذي يمكن تفسيره بوجود قيادة واحدة لجبهة الجنوب كاملة.
 
وكانت قوات المعارضة قد سيطرت في مطلع نيسان/أبريل الحالي، على التل الأحمر الغربي. وباشرت بإنهاك القوة المتمركزة في التل الأحمر الشرقي، بحيث أصبحت قوة معطلة الفعالية. وفقد النظام بسقوط هذا التل، وحدة تنصت وتشويش مركزية، يصل مدى عملها حتى الأراضي المصرية. كما فقد موقعاً متقدماً، ملاصقاً للخط الأزرق في الجولان المحتل. إضافة إلى كمية كبيرة من العتاد والذخائر.
increase حجم الخط decrease