الجمعة 2014/03/21

آخر تحديث: 07:26 (بيروت)

درعا: الانتصارات لا تتوقف

الجمعة 2014/03/21
درعا: الانتصارات لا تتوقف
حسم المعركة يمهد لعملية حصار لمدخل المدينة الشرقي (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
تقدم سريع يحققه الجيش الحر على الجبهة الجنوبية، بعد انقضاء أقل من يومين على تحرير السجن المركزي (سجن عرز) ومفرزة المخابرات الجوية، المتاخمين للطريق الدولي القادم من معبر نصيب الحدودي مع الأردن شمالاً باتجاه دمشق .

ثمار معنوية هي التي تدفع إلى التقدم السريع كما يقول الناشط عمر الحريري لـ"المدن"، يبدو أنها كانت ثماراً ناضجة لسقوط سجن غرز والحواجز المحيطة به عند محطة قطار غرز. 
 
معنويات جنود النظام بدأت بالانهيار منذ أول البارحة، وهو ما يظهر في الفرار السريع لعناصر "حاجز سكة غرز" و"حاجز قصاد"، اللذين يُعدان مع الثكنة التي تتخذ من صوامع درعا الرئيسية مقراً لها، جبهة تحصين مدينة درعا من الجهة الشرقية، وبسقوطهما معاً تكون هذه الخاصرة للنظام قد انكشفت نهائياً أمام فصائل الجيش الحر، وتم تحرير كامل القطاع الشرقي من محافظة درعا. 
 
بدأت التحضيرات للهجوم منذ نهاية ليلة الخميس-الجمعة، بعملية تسلل من ثلاثة محاور، حيث أحاطت القوات المتسللة بالحاجزين وبثكنة الصوامع، ثم انطلقت العمليات تمام السادسة من صباح الجمعة.
 
خلال نصف الساعة الأولى، سقط حاجز سكة غرز وحاجز قصاد أمام الهجوم العنيف المحضر في وقت سابق لعملية تحرير السجن المركزي ومفرزة الجوية، ومحطة غرز، وسرية حفظ النظام، وخلال ساعة واحدة كانت الصوامع وهي الثكنة الأعتى في الكتف الشرقي لمدينة درعا قد سقطت.
 
الناشط عمر الحريري قال لـ"المدن"، تعقيباً على نتائج المعركة، إن "تحرير منطقة الصوامع ستكون له آثار كبيرة، فقد سقطت الحماية لمدينة درعا بالكامل من الجهة الشرقية، وإلى الجنوب من هذه المنطقة هناك ايضاً مخيم درعا المحرر سابقاً، سيكون الدخول إلى المدينة أكثر سهولة بعد هذه المعركة".
 
وأضاف "بعد هذه العملية سيتجه الجهد لحصار معبر نصيب الحدودي الدولي مع الأردن، مع إمكانية قطع الأوتستراد الدولي"، مشيراً إلى أن حسم هذه المعركة سيغير مجرى الأمور على الأرض في النصف الجنوبي من محافظة درعا، لافتاً إلى أنها "ستكون فاتحة لمعارك جديدة وكبيرة أيضاً، إما باتجاه احياء درعا الداخلية (المحطة والكاشف) أو باتجاه الأوتستراد الدولي، ونتوقع أن تكون بالاتجاهين معاً".
 
وتأتي عملية تحرير الصوامع، التي تبعد حوالي كيلو متر، إلى الشرق من مركز انطلاق البولمان في مدينة درعا، والواقعة إلى الجنوب من طريق درعا النعيمة، استكمالاً لعمليات واسعة تقوم بها الفصائل المقاتلة في الريف الشرقي لمحافظة درعا، تهدف للسيطرة على قطعات وحواجز النظام من جهة، وتمهد لعملية حصار لمدخل المدينة الشرقي مع فتح إمكانية التعامل الناري الدقيق بنيران المدفعية والأسلحة المتوسطة مع المربع الأمني، الذي لا يبعد أكثر من 3 كيلو مترات عن نقطة التمركز الجديدة للجيش الحر، من ناحية ثانية.
 
وعلى إثر العملية، سارعت قوات النظام بشن هجمات كثيفة بالمدفعية وراجمات الصواريخ والقذائف العنقودية على منطقة الإشتباك من أجل إفشال المعركة، لكن دون جدوى.
 
كان من نتائج هذه العملية، الحصول على أسلحة متوسطة وثقيلة من ثكنة الصوامع، أبرزها صواريخ "كونكورس" إلى جانب "ملالة" وعربتي "بي أم بي"، والتخلص من العائق الذي كان يفصل مدينة درعا عن قرية النعيمة، المتمثل بحاجز "قصاد"، إضافة إلى التخلص من خطر رشاشات "الدوشكا" والقناصين، الذين كانوا يتمركزون على أسطح مبنى الصوامع حيث كان ذلك يشكل للنظام درعاً واقياً، يكشف المنطقة كاملة وصولاً إلى الأوتستراد الدولي، الامر الذي من المتوقع أن يترتب عليه انفتاح أكبر ثغرة استراتيجية مطلة على المدينة، تتيح إمكانية استعمال الأسلحة المتوسطة مع منطقة المربع الأمني الذي يتركز فيه مبنى الأمن السياسي ومبنى الأمن العسكري ومبنى المحافظة. 
 
وكان الجيش الحر، منذ شهرين، يفرض حصاراً خانقاً على كامل منطقة السجن والصوامع، حاول النظام خلالها فك الحصار مرات عديدة عبرالقصف وإرسال أرتال مؤللة، لكن توحد فصائل الحر في المنطقة الشرقية من محافظة درعا، وتشكيل غرفة عمليات موحدة، حال دون نجاح النظام في ذلك، إذ بلغت خسائر الجيش الحر البشرية نحو 50 مقاتلاً.
increase حجم الخط decrease