الجمعة 2014/11/14

آخر تحديث: 15:29 (بيروت)

الفلسطينيون عبروا جدار الفصل العنصري.. ليحتضنهم الأقصى

الفلسطينيون عبروا جدار الفصل العنصري.. ليحتضنهم الأقصى
فلسطينيون تمكنوا من تجاوز تحصينات الاحتلال عند حاجز قلنديا (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease

في مشهد غير مسبوق، عبر عشرات المتظاهرين الفلسطينيين، الجمعة، جدار الفصل العنصري من خلال سلالم نصبوها على حافتي الجدار. النشطاء الذين لبوا دعوة أطلقتها حملة "على القدس رايحين" للصلاة في المسجد الأقصى، تمكن بعضهم من تجاوز تحصينات الاحتلال في منطقة تشهد تواجداً أمنياً مكثفاً لجنوده، وهي منطقة حاجز قلنديا العسكري، قبل أن تلحظ قوات الاحتلال وجودهم معترضة طريق بقية النشطاء، لتنجح بمنعهم من اللحاق بركب العابرين. وعلى إثر ذلك، عمد المتظاهرون إلى إغلاق الشوارع الخاصة بالمستوطنين في بلدة حزما قضاء القدس، في الوقت الذي اندلعت فيه مواجهات في بلدة الرام المجاورة، أصيب فيها سبعة شبان، كما اندلعت مواجهات أخرى في الخليل وبيت لحم عقب انطلاق مسيرات مماثلة نصرةً للأقصى.

ساحات المسجد الأقصى التي كانت خاوية خلال الأشهر الماضية، ومسرحاً لاقتحامات المستوطنين واستفزازاتهم اليومية، اكتظت الجمعة بآلاف المصلين الذين حضروا من القدس والداخل المحتل، وصلّوا الجمعة إلى جانب المتظاهرين الذين وصلوا من الضفة صباحاً بعد عبور الجدار. "لم أر القدس بهذا الزخم منذ شهر رمضان"، هكذا يصف أحد المصلين المشهد في المسجد الأقصى، وذلك بعد أن أعلنت سلطات الاحتلال بالأمس رفع القيود العمرية على دخول المسلمين للأقصى، وهي المرة الأولى التي تُرفع فيها القيود العمرية منذ 5 أسابيع. بالإضافة إلى ذلك، قررت إزالة الحواجز الإسمنتية التي كانت تضعها على مداخل بلدة العيساوية في القدس.


هذه "التسهيلات" التي أُعلن عنها في ذروة المواجهات اليومية في القدس والضفة، لم تكن في الواقع منّة إسرائيلية، أو سعياً لتهدئة التوتر، فهي جاءت بعد ساعات قليلة من اللقاء الثلاثي الذي جمع بين وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والعاهل الأردني، عبد الله الثاني، في العاصمة الأردنية عمان، الليلة الماضية، لبحث سبل تهدئة الأوضاع في القدس، لاسيما وأن الأردن يعتبر الوصي على مقدسات المدينة بحكم اتفاقية وادي عربة، والتفاهم الموقع بين العاهل الأردني، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس عام 2013.


كيري أعلن على هامش اجتماع عمان أن "التزامات مؤكدة تم قطعها للحفاظ على الوضع الراهن في القدس"، قائلاً إن الأردن وإسرائيل وافقا على اتخاذ خطوات جدية من أجل "نزع فتيل التوتر"، و"إعادة الثقة" بينهما، في إشارة إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية إلى سابق عهدها، بعد استدعاء عمان لسفيرها في تل أبيب، غير أن وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، بين أن الأردن لن تعيد سفيرها إلا إذا رأت إجراءات إسرائيلية ملموسة لنزع فتيل التوتر، مضيفاً "على إسرائيل أن تزيل كل عناصر عدم الاستقرار التي نراها".


لكن الجودة لم يحدد ماهية تلك "العناصر"، لاسيما وأن قرار إسرائيل بفتح أبواب المسجد الأقصى لا يعدو كونه محاولة لإظهار "حسن النوايا"، وسعياً لإعادة ترتيب الأوراق مع الأردن، إذا لم تتخذ إسرائيل قراراً يمس جوهر المشكلة، وهي الاستيطان وتهويد القدس، الذي ما زالت مشاريعه سارية حتى الآن، بالإضافة إلى الإجراءات التعسفية بحق أهالي القدس، إذ اعتقلت قوات الاحتلال صباح الجمعة 13 مقدسياً، بينهم خمسة أطفال، بعد مداهمات لعدد من أحياء في المدينة.


قرار الاحتلال الأخير لم يخمد أيضاً الهبة الشعبية المتنامية في الضفة والقدس، فرغم السماح بدخول المصلين اليوم، ما زال نشطاء حملة "عالقدس رايحين" مستمرين في التحضير لفعالياتهم، فهم يعتبرون ما جرى الجمعة مجرد بداية لحملة شعبية واسعة نصرة للمسجد الأقصى، ستبلغ ذروتها في التاسع والعشرين من الشهر الحالي، حيث يطمح منظمو الحملة إلى أن يطلقوا فعاليات ضخمة في الداخل والشتات، ستكون مبتكرة ومتنوعة ما بين تظاهرات شعبية، وخرق الجدار العازل في أكثر من نقطة من أجل الوصول إلى المسجد الأقصى، وقد بدأوا بالفعل التحشيد لهذا اليوم على المستوى الشعبي وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.


إلى جانب ذلك، لم تتوقف عمليات الدهس حتى الآن، إذ حاول فلسطيني، صباح الجمعة، دهس ثلاثة مستوطنين بالقرب من إحدى مستوطنات بير زيت قضاء رام الله، قبل أن يشهر أحدهم سلاحه في وجه سائق السيارة. أيضاً جرت محاولة جديدة لاختطاف جندي في جيش الاحتلال قرب بلدة سديروت جنوباً في الداخل المحتل، لكنها لم تكلل بالنجاح.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها