الأحد 2014/12/14

آخر تحديث: 17:13 (بيروت)

المعارضة السورية المسلحة تُفضل الأسلحة محلية الصنع

الأحد 2014/12/14
المعارضة السورية المسلحة تُفضل الأسلحة محلية الصنع
أغلب الأخطاء تكون في تصنيع الصاعق، لأنها تصاميم بسيطة لا تُجاري التصاميم العسكرية
increase حجم الخط decrease
ظلت الأزمة الكبيرة المخيمة على تطور فصائل المعارضة المسلحة، هي انعدام تكافؤ عتادها وسلاحها مع قوات النظام، فقامت بعض كتائب الجيش الحر، بتصنيع سلاح محلي. العبوات الناسفة كانت السلاح الأول المصنع محلياً، وكانت لها فائدة كبيرة في نصب الكمائن على الطرقات وصد الأرتال  العسكرية. الحاجة قادت لاحقاً إلى تصنيع مدافع وقذائف الهاون، وكانت ذات مواصفات قريبة جداً من الهاون الروسي. وقد ساعد الهاون محلي الصنع، الكتائب المقاتلة في القصف التمهيدي على الحواجز والثكنات العسكرية.

في بعض مناطق الإشتباك، كان الحد الفاصل بين الثوار وقوات النظام، مسافة تتراوح بين 300 متر وكيلومتر واحد، ما جعل الهاون منخفض الفعالية، وخاصة في المناطق المحصنة داخل المدن. هنا أصبحت القوة التدميرية للسلاح المصنع هي الحاسمة في المعارك. ما دفع بعض المهندسين وأصحاب المهن اليدوية، للبحث عن سلاح يساعدهم، بحيث يكون الرأس المتفجر فيه، أكبر من ذلك الذي للهاون.

ظهر "مدفع جهنم"، بداية في بلدة بنش بريف إدلب، حيث تمت الإستفادة من دبابات النظام السوفيتية المعطوبة، طراز T72 أو طراز T62، واستخدمت سبطاناتها على اختلاف أشكالها. يوضح الحرفي أبو نديم، أن سبطانة الدبابة المعالجة كانت الأنسب لتصنيع مدفع جهنم، حتى تستطيع تحمل الضغط الكبير الناجم عن إطلاق القذائف. وذلك على عكس السبطانات العادية التي تستخدم لقذاىْف الهاون. حيث يتراوح وزن قذيفة الهاون المصنعة محلياً ما بين 14 إلى 16 كيلوغراماً، بينما يكون متوسط وزن قذيفة مدفع جهنم 65 كيلوغراماً. كما أن كمية البارود المستخدمة في دفع قذيفة الهاون، هي 200 غرام كحد أقصى، وهي من 800-1000 غرام في مدفع جهنم.

وشرح المسؤول عن رمي جرات مدفع جهنم في أحد ألوية المعارضة المسلحة، أبو كرمو، أن الفكرة كانت رمي جرة غاز تحوي مواد متفجرة، وتزن وسطيا 25 كيلوغراماً، وقوامها من الـTNT، مع أجنحة خارجية، لتندفع القذيفة بانسيابية عبر سبطانة الدبابة. أبو كرمو استذكر التجارب التي قام بها، لتعديل مسار القذيفة، من مرحلة الإطلاق إلى السقوط، ثم اعتماد هذا السلاح في أغلب مناطق سوريا. وكان أول استخدام لمدفع جهنم، في حاجز معمل القرميد بالقرب من مدينة إدلب، وأيضاً على موقع معسكر الشبيبة، وكانت رمياته جيدة، ما ساهم في تحرير المعسكر، كما يوضح أبو كرمو.

ويعتبر مدفع جهنم سلاح ذو فعالية عالية، للقتال القريب، وحرب المدن، مثلما حدث في مدينة مورك بريف حماة، ومدينة حلب. وبعد أن ازداد الاعتماد عليه في أغلب المعارك، ظهرت بعض العوائق، وأهمها المسافة القصيرة نسبياً لفاعلية المدفع ودقة إصابته. ما دفع الخبراء بهذا السلاح إلى تحسينه، حيث تم صنع سلاح جديد له على شكل قذائف الهاون، ولكن بحجم كبير ورأس متفجر أكبر، وسمي مدفع 300. يقول أحد الذين أشرفوا على صناعة المدفع الجديد، أبو مهدي: "سُمي مدفع 300 لأن القطر الداخي للسبطانة 30,6 سنتيمتر، وهو عبارة عن اسطوانة نفط معالجة، مصممة لتحمّل ضغوط كبيرة، ما زاد مدى القذيفة إلى الضعف، باستخدام نفس كمية البارود المستخدمة في مدفع جهنم". يورد أبو مهدي أمثلة على ذلك، فيقول: "استخدام كيلوغرام من البارود في مدفع جهنم، يدفع القذيفة إلى مسافة كيلومتر واحد، بينما تصل المسافة في مدفع 300 إلى كيلومترين ونصف، باستخدام نفس الكمية". والسبب هو طول السبطانة التي تصل إلى مترين ونصف، ووزن القذيفة الذي يصل إلى 45 كيلوغراماً.

مدفع 300 كان فكرة شاب عراقي، وأول من بدأ تطبيقه حركة أحرار الشام الإسلامية، في رام حمدان بريف حلب. وأوضح أبو مهدي أن أغلبية الصناعات لقذائف 300 أو مدفع جهنم، هي صناعات غير خاضعة لمؤسسة عسكرية، ما يجعلها لا تخضع لاختبارات جودة واختبار للمواد. وأحيانا يكون الخلل في المواد لأنها تُحضر بطرق يدوية، وأغلب الأخطاء تكون في تصنيع الصاعق، لأنها تصاميم بسيطة لا تُجاري التصاميم العسكرية.

ويذكر أن ثمن قذيفة الهاون الروسية، في السوق المحلية، يتراوح بين 800 إلى 1200 دولار، في حال توفرها، أما أفضل قذيفة هاون محلية الصنع فيبلغ ثمنها حوالي 100 دولار، أي إن ثمن القذيفة الروسية يعادل ثمن عشر قذائف مصنعة محلياً. وتُفضل الكتائب الصغيرة، القذائف المحلية، بسبب توافر مواد التصنيع بشكل دائم، على عكس الأسلحة الأجنبية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها