الخميس 2016/09/01

آخر تحديث: 16:03 (بيروت)

حماة: المرحلة الثالثة من المعركة تقترب من المدينة

الخميس 2016/09/01
حماة: المرحلة الثالثة من المعركة تقترب من المدينة
استراتيجية جديدة طبقت في هذه المعركة بمراحلها الثلاث، تعتمد على الضربات السريعة والمتتالية (انترنت)
increase حجم الخط decrease
بدأت المعارضة بالتمهيد المدفعي على مواقع قوات النظام في جبل زين العابدين شمالي مدينة حماة، الخميس، وتمكنت من تدمير مواقع الإشارة والاتصالات فيه، بعد استهداف قمته بصواريخ "غراد" ومدفع "130".

وتتابع فصائل المعارضة "المرحلة الثالثة" من معركة ريف حماة الشمالي، حيث بسطت سيطرتها صباح الخميس على قرية معردس بعدما تمكنت، الأربعاء، من السيطرة على مدينة صوران بالكامل وتل بزام شرقي طريق حماة-حلب الدولي.

وشملت "المرحلة الأولى" من عملية ريف حماة الشمالي، كسر خطوط الدفاع لقوات النظام في قرية المصاصنة ومعركبة والبويضة وحاجز زلين والزلاقيات، في حين تضمنت "المرحلة الثانية" السيطرة على مدينة حلفايا وقرية الناصرية وتلتها الاستراتيجية وطيبة الإمام. وفي "المرحلة الثالثة" المستمرة حتى الآن، تمت السيطرة على قرية صوران وتل بزام وقرية كوكب.



وكانت قوات المعارضة، قد هاجمت الأربعاء، حواجزَ لقوات النظام وسيطرت على حاجزي مفرق لحايا والسيرياتيل شمالي بلدة صوران، وحاجز الترابيع شمال شرقي مدينة محردة.

مراسل "مركز عاصي برس" إياد أبوالجود، قال لـ"المدن" إن عناصر من تنظيم "جند الأقصى" قاموا بعملية خاطفة استطاعوا من خلالها السيطرة على "كتيبة الصواريخ" شمال شرقي قرية معردس، ليتم بعدها اعلان السيطرة على معردس بالكامل. وجاء هذا التقدم بعدما تمكن مقاتلو "جند الأقصى" و"جيش النصر" من السيطرة على مدينة صوران شمال شرقي مدينة طيبة الإمام، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام، التي انسحبت بدورها باتجاه جبل زين العابدين.

وأشار أبوالجود إلى أن السيطرة على النقاط الجديدة، جاءت عقب تمكن مقاتلي المعارضة من السيطرة على أكثر حواجز قوات النظام تحصيناً في محيط صوران؛ حاجز المكاتب وحاجز مفرق صوران، وعلى تل بزام الاستراتيجي. كما اغتنم مقاتلو المعارضة مستودعاً للذخيرة وثلاث دبابات احداها من طراز "T-72" ومدفعاً من عيار "23 مم"، والعديد من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

قائد "كتيبة الاستطلاع" في ريف حماة الشمالي وسام أبومحمد، قال لـ"المدن"، إن لغطاً كبيراً، رافق انطلاق معركة ريف حماة الشمالي، إذ سيطرت المعارضة على حواجز متعددة بشكل فجائي سريع جداً. الأمر كان أشبه بمعارك تنظيم "الدولة الإسلامية" التي تتميز بالسرعة وردة الفعل السريع. وتابع أبومحمد، بالقول إن استراتيجية جديدة طبقت في هذه المعركة بمراحلها الثلاث، تعتمد على الضربات السريعة والمتتالية. وأشار إلى أن معارك المعارضة السابقة كانت تنفذ بعض الضربات من ثم تتوقف، لتأتي قوات النظام وتسترجع النقاط التي خسرتها. ورجّح أبو محمد، وجود خطة بعيدة الأمد، تهدف ربما إلى السيطرة على مدينة حماة وقطع الطريق الدولي المؤدي إلى حلب، الذي يعاني حالياً من هجمة شرسة من قوات النظام.

راصد الطيران وتحركات قوات النظام في ريف حماة الشمالي أبوحمزة ثمانين، قال لـ"المدن" إن تجهيز المعارضة للمعركة كان مفاجئاً، وربما ظنت قوات النظام أنها ستكون كسابقاتها من المعارك.

لكن قوات المعارضة كان لديها خطة للسيطرة على ريف حماة الشمالي بشكل كامل، وأوضح أبومحمد، أنه وبعد السيطرة على حواجز زلين والمصاصنة تم التقدم بشكل سريع إلى مدينة حلفايا وحاجزي السمان والمداجن وصولاً إلى بلدة الناصرية وتلتها الاستراتيجية. وتسبب سقوط الحواجز في انهيار قوات النظام، على الرغم من أن اغلب عناصر الحواجز هم من أهل المنطقة، لكن ينقصهم التدريب العسكري المناسب. وكانت قوات النظام قد انسحبت إلى قرية بطيش بالقرب من حلفايا، والتي تقدمت إليها المعارضة مباشرة بعد تحرير بلدة الناصرية وتلتها.

وتابع أبوحمزة، بالقول إنه بعد سيطرة قوات المعارضة على تلك المواقع، بدأت بتوسيع خط المعركة بالهجوم على الطريق الدولي والسيطرة على مدينة صوران، التي تعتبر مفتاحاً لريف حماة الشمالي والشرقي، ونقطة تحكم لقرى معان وكوكب شرقاً ومدينة كفرزيتا شمالاً. وكانت مدينة صوران تستخدم من قبل قوات النظام كمركز عمليات، ومع ذلك فقد انسحبت منها واتجهت إلى جبل زين العابدين.

القائد العسكري في "فيلق الشام" أبوعلي، قال لـ"المدن"، إنه بعد الانسحابات المتكررة لقوات النظام باتجاه جبل زين العابدين، فإن الجبل سيكون الركيزة الأساسية لقوات النظام. وأضاف أن قوات النظام تسعى لجمع صفوفها ضمن منطقة محصنة، بعد خسارتها قرية معردس القريبة من جبل زين العابدين.

وتكمن أهمية هذه المعركة، بسرعة حدوثها، مستغلة إرسال قوات النظام لتعزيزات عسكرية كبيرة من مدينة حماة باتجاه مدينة حلب لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها المعارضة مؤخراً. لذلك تسعي قوات المعارضة إلى تشتيت قوى النظام ما بين حماة وحلب.

والخطوة القادمة للمعارضة تبقى غامضة في ظل التكتم والحذر الذي تبديه قياداتها، ويوجد العديد من السيناريوهات، ولا يستبعد أي منها عملاً معاكساً لقوات النظام لاستعادة المناطق أو امتصاص الصدمة.

وتتميز معركة ريف حماة الشمالي، بوجود ثلاث غرف عمليات تضم فصائل مختلفة منها الإسلامية ومنها التابعة للجيش الحر، وهي تقوم بالتنسيق بينها، وتضطلع كل واحدة منها بالمسؤولية عن محور معين في ريف حماة.

وانضمت إلى معركة ريف حماة الشمالي مؤخراً، حركة "أحرار الشام الإسلامية" و"فيلق الشام" و"أجناد الشام"، لتوسيع الجبهة والعمل على نقاط أخرى في ريف حماة، لتخفيف الضغط على بقية الجبهات.

ويعتبر هذا الهجوم في ريف حماة هو الأوسع منذ عام 2014، ووفق خريطة السيطرة الحالية يفترض أن توسع المعارضة من نقاط سيطرتها غرباً إلى كرناز وشرقاً إلى معان، لدعم نقاط سيطرتها الجديدة.

وشنّ الطيران الروسي غارات جوية مستخدماً الصواريخ العنقودية وقنابل الفوسفور المحرمة دولياً على صوران وطيبة الإمام وحلفايا، كما استهدفت طائرات النظام الحربية مدينة كفرزيتا وقرية البويضة في ريف حماة الشمالي. وتسبب القصف المتواصل لتلك المدن في نزوح أكثر من أربعين ألف نسمة من سكانها إلى ريف إدلب.

وكانت اشتباكات قد اندلعت بين قوات النظام والمليشيات الموالية، في قرية قمحانة في ريف حماة الشمالي، إثر رفض المليشيات القتال إلى جانب تلك القوات.

وتضم مدينة حماة عدداً كبيراً من مقرات قوات النظام، إلى جانب مطارها العسكري، الذي يعد الأنشط حيث تنطلق منه طائرات النظام الحربية لقصف مناطق سيطرة المعارضة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها