الجمعة 2016/09/30

آخر تحديث: 14:14 (بيروت)

معركة حماة: الرقص على ايقاع المعارضة

الجمعة 2016/09/30
معركة حماة: الرقص على ايقاع المعارضة
42 مدينة وبلدة وقرية وتلة، خسرتها قوات النظام خلال شهر من بدء "غزوة مروان حديد" (انترنت)
increase حجم الخط decrease
سيطرت فصائل المعارضة على قرية كراح جنوبي شرقي بلدة معان في ريف حماة الشمالي، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام في محيط البلدة، انتهت بانسحاب قوات النظام. وشنّت الفصائل هجومها، الخميس، على الحواجز المحيطة، وسيطرت على حواجز التفتيش والخزان والشيلكا والسعدو، وسط قصف متبادل بين الطرفين.

وتمكنت المعارضة من تدمير مدافع وآليات متمركزة على الحواجز، واغتنام دبابات ومصفحات وأسلحة خفيفة، وقتل وأسر العديد من قوات النظام والمليشيات، قبل أن تعلن الخميس سيطرتها أيضاً على قرية خفسين بريف حماة الشرقي.

وجاء ذلك، بعد ساعات من إعلان "المكتب الإعلامي" لـ"جبهة فتح الشام" المنضوية في "جيش الفتح"، السيطرة على قرية الجنينة بالكامل، إلى جانب السيطرة على حاجزي التل الأبيض والمدجنة جنوبي قرية الشعثة، بعد معارك عنيفة خلفت قتلى في صفوف قوات النظام ومليشيات "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله" اللبناني.

وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، الخميس، أن 42 مدينة وبلدة وقرية وتلة، خسرتها قوات النظام خلال شهر من بدء "غزوة مروان حديد" التي أطلقتها المعارضة في محافظة حماة. وأشار المرصد إلى انهيار قوات النظام في ريفي حماة الشمالي والشمالي الشرقي، بعد مرور شهر على بدء هجوم الفصائل المعارضة.

القائد العسكري في "حركة أحرار الشام" كمال أبو المجد، قال لـ"المدن"، إن المناطق التي سيطرت عليها المعارضة مؤخراً تعتبر من أهم معاقل قوات النظام في ريف حماة الشمالي والشرقي. وأشار أبو المجد، إلى أن مليشيات النظام المسيطرة على ريف حماة الشرقي تتبع لقيادة كانت موجودة في بلدة الطليسية، التي سيطرت عليها المعارضة الثلاثاء الماضي. وتعتبر الطليسية البوابة الأهم للسيطرة على ريف حماة الشرقي، بحسب أبو المجد، وهي المشرفة عليه بشكل مباشر ونقطة الدفاع الأولى عنه.

وأوضح أبو المجد، أن هناك محاور عديدة تستطيع المعارضة الدخول منها إلى مدينة حماة، ولعل أهمها المحور الشمالي؛ الطريق الدولي بين حلب وحماة. وهناك محاور لا تقل أهمية كالمحور الغربي؛ طريق محردة وخطاب، والمحور الشرقي من جهة الطليسية.

مراسل "مركز عاصي برس" اياد أبو الجود، قال لـ"المدن"، إن المواجهات في كراح وخفسين أوقعت عدداً كبيراً من الإصابات في صفوف قوات النظام والمليشيات، بالإضافة إلى اغتنام المعارضة لأربع دبابات وعربتي"BMB" وعربة "شيلكا" وسيارتين محملتين بالذخيرة، وأسلحة خفيفة.

واستهدف قوات المعارضة بقذائف المدفعية قرية طيبة الاسم جنوبي كراح تمهيداً لاقتحامها، وقال مصدر عسكري إن المعارضة ستواصل التقدم حتى السيطرة على قرى طيبة الاسم والفان الشمالي وفان الوسطى وفان القبلي والسمرة، في ريف حماة الشمالي الشرقي.

وأضاف أبو المجد، أن الإمكانيات موجودة لدى المعارضة، ولكنها تسعى لأن تسيطر على حماة بالطريقة المثلى؛ أي فك الطوق الأمني والعسكري من حولها، حتى لا تقع في الأخطاء ذاتها التي رافقت معارك حلب. فالمعارضة سيطرت على أحياء حلب الشرقية، قبل ريفها الشرقي، ما أوقعها في الحصار لاحقاً.

وأشار أبو المجد، إلى أن قوات النظام تستميت للحفاظ على ريف ومدينة حماة، وخسارتها لمدينة حماة ستعد واحدة من أكبر خساراتها منذ بداية الثورة. فحماة هي رابع أكبر محافظة في سوريا، وأحد أكبر الخزانات البشرية لقوة الثورة، وسيطرة المعارضة عليها ستضعف موقف النظام وحلفائه عسكرياً وسياسياً.

ولم تتوقف معارك المعارضة ضد قوات النظام والمليشيات في ريف حماة الشرقي الذي تنتشر فيه قرى وبلدات ذات غالبية علوية، حيث تسعى لنقلها إلى المحور الغربي على طريق محردة وخطاب الذي يضم التجمع الأكبر لقوات النظام في ريف حماة الغربي وبوابة الساحل الشرقية. إلا أن نقل المعارك إلى الريف الغربي قد يوقع المعارضة في معارك كرّ وفرّ، وحرب استنزاف. وعدا عن معضلة مدينة محردة ذات الأغلبية المسيحية، والتي تسيطر عليها قوات النظام، فالريف الغربي تقطنه أغلبية علوية، وقوات النظام حصّنت المنطقة التي تتمتع بجغرافية صعبة تغلب عليها المرتفعات والتلال.

قائد "كتيبة الاستطلاع" في ريف حماة وسام أبو محمد، قال لـ"المدن"، إن معارك حماة مرتبطة بما يجري في مدينة حلب، وتهدف لقطع طريق السلمية–خناصر–حلب، وتشتيت قوات النظام وتخفيف الضغط عن مدينة حلب. وأشار إلى أن أن توقيت معركة حماة جيد جداً، ولكنه ساهم في تشتت الجهد العسكري للفصائل بين حلب وحماة، ما قد يؤثر سلباً على معارك حلب ويؤخر فك الحصار عنها.

أبو محمد، قال إنه لمواجهة جيش مدعوم جوياً ويمتلك تفوقاً نارياً، يجب الاعتماد على المناورة على أكثر من جبهة، لحرمان قوات النظام من تركيز ضرباتها الجوية وقوتها البرية على جبهة واحدة، وإبقاء المبادرة بيد المعارضة. أي اجبار قوات النظام على "الرقص على إيقاعنا"، وابقائها في نطاق رد الفعل، وذلك بضربها من حيث لا تتوقع. وعلى هذا الأساس، وسّعت المعارضة مؤخراً الجبهة بشكل كبير، ما سمح للفصائل بإنتقاء نقاط الضعف لدى قوات النظام. وشدد أبو محمد على أن هذه المناطق واسعة ومفتوحة، وفي حال توقف تقدم المعارضة فيها، فقد تخسرها بسهولة، بحكم أن طبيعتها الصحراوية.

ويشارك في معركة حماة، كل من "جيش النصر" و"جيش العزة" و"جند الأقصى"، وفصائل من "جيش الفتح" مثل "جبهة فتح الشام" وحركة "أحرار الشام الإسلامية" و"فيلق الشام" و"أجناد الشام". وكانت حركة "أحرار الشام" قد دخلت مؤخراً معركة حماة، بعدما كان مقرراً مشاركتها منذ يومها الأول، ولكن ارتفاع وتيرة المعارك في حلب اجبرها على سحب مقاتليها من مبدأ "المحافظة على رأس المال خير من الربح"، إلى أن تعيد ترتيب صفوفها بين الجبهتين، وهذا ما حدث فعلاً في الأيام القليلة الماضية. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها