العائدون من السودان: 12 لبنانياً وصلوا.. والبقية على دفعتين

محمد علوش
الثلاثاء   2023/04/25
لم تتمكن وزارة الخارجية من التواصل مع كل اللبنانيين في السودان (عباس سلمان)

كمن ينتظر الأسير العائد من الأسر بعد سنوات من الغياب، جلست عائلة اللبناني علي مظلوم في صالون الشرف، في مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي، تنتظر وصول الرجل الذي قصد السودان بحثاً عن لقمة عيشه، فكاد يخسرها ويخسر حياته بسبب الحوادث الأمنية والعسكرية التي تحصل في الخرطوم.

بين الحشود الرسمية والإعلامية التي ضجّت بها المساحة الضيقة، وأحدثت بعض الخلافات على كيفية العمل والتغطية، تجلس شقيقاته برفقة بناته الثلاث اللواتي يحملن الورود بانتظاره، كالعائد من "الموت"، حسب وصف شقيقته حنان، التي تؤكد عبر "المدن" أن شقيقها كان يُفترض أن يحضر عيد الفطر في لبنان، لكن القدر كان له خطط اخرى، مشيرة إلى أن مظلوم مكث في الفندق الذي يعمل فيه منذ اندلاع الأحداث، ولم يخرج منه سوى إلى الباص الذي نقله من الخرطوم إلى بورسودان.

الدفعة الأولى وصلت والثانية منتصف الليل
عند الساعة الثالثة بعد الظهر تقريباً وصلت طائرة طيران الشرق الاوسط إلى مطار بيروت قادمة من جدة، بعد تغيير الطائرة وتكبيرها لتتسع للبنانيين الـ12 الذي خرجوا من السودان إلى السعودية، بقرار من الهيئة العليا للإغاثة، التي تعاونت مع أحد مكاتب السفريات في منطقة الحمرا لإعادة اللبنانيين إلى بيروت. وكان في صالون الشرف وزير الخارجية عبد الله بو حبيب برفقة أمين عام الهيئة العليا للإغاثة لاستقبال العائدين.

في كلمته، شكر بو حبيب دولة الإمارات العربية المتحدة على المساعدة في تأمين الطريق البرية التي سلكها اللبنانيون، والمملكة العربية السعودية على استقبالهم ومساعدتهم وتأمين عودتهم، مشيراً إلى أن دفعة ثانية من العائدين تصل منتصف الليل إلى مطار بيروت، حاملة على متنها 32 شخصاً، علمت "المدن" ان بينهم 12 فلسطينياً يملكون وثائق لبنانية، بينما هناك 7 سوريين خرجوا من لبنان إلى السودان، يرفضون العودة إلى بيروت. وحسب بو حبيب، فإن المملكة قدمت لهم تأشيرة دخول لأراضيها لمدة شهر.

10 ساعات براً و22 ساعة بحراً
لم تكن سهلة التجربة التي عاشها "الناجون" الذين رووا قصصهم في مطار بيروت، إذ يُشير طارق زياد عبلا، الشاب الذي يعيش في بورسودان ويعمل بمنصب مدير موقع بشركة تختص بالمشاريع البيئية بالسودان، إلى أن الرحلة كانت شاقة للغاية، فهو صودف سكنه في بورسودان، وبالتالي لم يكن هناك حاجة للرحلة البرية، لافتاً إلى الرحلة البحرية بالباخرة احتاجت إلى حوالى 22 ساعة.

يُشير الشاب الذي سافر إلى السودان للمرة الأولى منذ عام ونصف العام، إلى أنه منذ حوالى الشهر تقريباً بدأ يسمع عن مشاكل قد تحصل بين الجيش وقوات الدعم السريع، الذين كانوا يتمركزون قرب منزله، لكن لم يكن يتوقع أحد أن تنفجر الأوضاع بهذه الطريقة، ويضيف: "وقعت المعارك قرب منزلي، إذ هاجم الجيش السوداني المنطقة واستعادها من قوات الدعم السريع، وطيلة هذه الفترة لم نكن نخرج من المنازل".

من جهته يعتبر شاب آخر خلال حديثه مع الإعلاميين إلى أنه يشعر وكأنه وُلد من جديد، متحدثاً عن صعوبة وخطر الرحلة البرية التي استغرقت حوالى 10 ساعات من الخرطوم إلى بورسودان.

دفعة ثالثة لا تزال بالسودان .. ونداء للبنانيين
في الوقت الذي كانت تصل فيه أول دفعة من اللبنانيين إلى  بيروت، يحاول الباص الذي يضمّ الدفعة الثانية التي انطلقت اليوم من الخرطوم باتجاه بورسودان أن يقصد وجهته. وحسب رئيس الجالية اللبنانية في السودان، سعد الله ميقاتي، فإن الدفعة هذه تضم 20 لبنانياً بينهم عائلة السفيرة في السودان، وبعد وصولها إلى بورسودان، سوف تنتقل بحراً إلى السعودية ومنها إلى لبنان، كما يؤكد في حديثه لـ"المدن".

لم تتمكن الخارجية من التواصل مع كل اللبنانيين في السودان، لذلك طلب بو حبيب من أهالي هؤلاء أن يُبادروا للتواصل مع السفارة أو الوزارة للتعاون، مع العلم أن الدفعة الثالثة قد تكون الأخيرة التي تجري بالطريقة نفسها. ففي حال كان هناك المزيد من اللبنانيين الراغبين بالخروج، فسيتم البحث لهم عن وسائل جديدة للمغادرة.