مؤشرات كورونا مخيفة والعودة إلى المدارس "خطيئة" صحّية

شادي خوندي
الأحد   2022/01/09
يجب تأجيل العودة إلى المدارس لفترة أسبوع ريثما تتضح مؤشرات تفشي الوباء (المدن)
فيما أعلن مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة الأميركية عن تزايد سريع في حالات استشفاء الأطفال من إصابات كورونا، أعلن وزير التربية عباس الحلبي، خلال اجتماع مشترك مع وزير الصحة فراس الأبيض، العودة إلى المدارس غداً الإثنين في العاشر من كانون الثاني الجاري.

مؤشرات مقلقة 
وكانت مديرة مركز مكافحة الأمراض (CDC)  في الولايات المتحدة الأميركية روشيل والنسكي أعلنت أنه "للأسف، نحن نشهد زيادة في معدل دخول المستشفى للأطفال دون الأربع سنوات - الأطفال غير المؤهلين حاليًا للحصول على لقاح COVID-19 " . كما أشارت إلى أن "معدل الاستشفاء في الفئة العمرية دون الأربع سنوات أعلى من معدل الأطفال الأكبر سنًا الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 17 عامًا. وأكثر من 50 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 17 عامًا قد تم تطعيمهم بالكامل، و 16 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 11 عامًا قد تم تطعيمهم بالكامل. هذا وأظهرت بيانات CDC أن معدل دخول المستشفيات على مدى سبعة أيام بين المصابين دون 17 عامًا سجل ارتفاعًا عن الأسبوع السابق".

ووفقًا لأحدث تقرير صادر عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، تم الإبلاغ عن أكثر من 325000 حالة بين الأطفال في آخرأسبوع من كانون الأول الماضي، بزيادة قدرها 64 بالمئة عن 199000 إصابة مقارنة بالأسبوع السابق.

تسونامي إصابات لبنان
عوامل عدةّ ساهمت في تسجيل لبنان نسبة إصابات عالية، أبرزها التفلت الحاصل وعدم التزام التدابير وقرار لجنة تدابير كورونا في فتح البلد خلال أعياد رأس السنة 2021.

واستناداً إلى تقارير وزارة الصحة حول كورونا، يتبين أن عداد الإصابات اليومي يقترب من ثمانية آلاف إصابة. كما يتبين في خانة المؤشرات خلال 14 يوماً أن نسبة الفحوص الموجبة هي 17.8 في المئة، ونسبة الحدوث المحلية لكل مئة ألف شخص هي 1093حالة. كذلك بلغت نسبة استعمال أسرة العناية الفائقة 80 بالمئة. وكل هذه المؤشرات دفعت وزير الصحة فراس الأبيض إلى الإعلان عن أن موجة أوميكرون تحولت إلى تسونامي.

لبنان وإيران يتصدران الوفيات
لا شك أن الوضع الذي وصل إليه القطاع الصحي والاستشفائي ستؤدي حتما إلى ارتفاع عداد الوفيات، لا سيّما مع انخفاض نسبة التلقيح، فما زالت نسبة المطعمين بالكامل لا تتجاوز الأربعين في المئة، رغم الجهد الكبير الذي تقوم به وزارة الصحة وكافة المؤسسات الصحية في هذا المجال.
ويحتل لبنان اليوم المرتبة الثانية في الشرق الأوسط بأعلى نسبة وفيات حسب عدد السكان، إذ بلغت النسبة 1367 بالمليون. وتسبق لبنان إيران في المرتبة الأولى بنسبة 1540 بالمليون. أما آسيويا، فيحل لبنان في المرتبة الرابعة بعد أرمينا وجورجيا وإيران.

معايير العودة للمدارس
في ما خص التدريس الحضوري، تنص توصيات CDC على جهوزية القطاع الصحي والاستشفائي واجراء فحوصات للأساتذة والعاملين والطلاب مرة في الأسبوع أقله، والتشدد بما خص وجود التجهيزات اللازمة ولا سيما التهوئة داخل الأماكن المغلقة. وقد أشارت مديرة CDC إلى أن "الإبقاء على المدارس مفتوحة على نحو آمن راهنًا، يستوجب تلقيح أطفالنا بين 5 و11 عامًا، وبين 12 و17 عامًا". لكن العديد من المدارس في الولايات المتحدة الأميركية اختارت التعليم من بعد بسبب ارتفاع عدد الحالات المسجلة بكوفيد-19، أو خضوع عدد كبير من المدرّسين والموظفين للعزل أو الحجر الصحي. هذا وقد نصت التوصيات CDC الخاصة بطلاب المدراس، على وجوب حجر كل من لم يتلقّ لقاحه كاملًا وتعرض لفيروس كورونا لمدة خمسة أيام في الحد الأدنى، منذ آخر اختلاط لصيق مع شخص مصاب بكوفيد-19.

إصرار وزير التربية
يثير الدهشة والاستغراب إصرار وزير التربية على العودة إلى المدارس غدا، رغم ارتفاع نسبة الإصابات ونسبة الوفيات وانخفاض نسية الملقحين، لا سيّما بين الطلاب، وعدم توفر لقاحات لمن هم دون 12 عاما، إضافة إلى الوضع الاقتصادي الصعب للقطاع التربوي والقلق من الإصابة وكلفة الاستشفاء. ولا شك أن وزير الصحة، إلى جانب لجان كورونا ولجان اللقاحات،  يتحملون مسؤولية أيضا في هذا القرار الذي لا يأخذ بالاعتبار توصيات CDC، ولا الأرقام والمؤشرات، لا سيّما أن لبنان في مرحلة التفشي المجتمعي الرابع.

تأجيل المدارس
رئيس قسم الأمراض الصدرية والعناية المركّزة في مستشفى القديس جاورجيوس جورج جوفيليكيان غرّد خارج السرب مشيراً إلى وجوب تأجيل عودة المدارس لحوالي الأسبوع ريثما تتضح صورة الإصابات لا سيّما بين الطلاب.

لذا واستناداً إلى الأرقام والمؤشرات العلمية في إدارة أزمة كورونا لاتخاذ القرار المناسب حول فتح القطاعات وفي مقدمها المدارس وباقي المؤسسات التربوية، يجب تأجيل العودة إلى المدارس غداً لفترة أسبوع أقلّه ريثما تتضح صورة وأعداد الإصابات ومؤشرات الوباء، ومدى قدرة القطاع الصحي على استيعابها.