عمال "لافاجيت" أضربوا: النفايات بدأت تجتاح مدن الفيحاء

جنى الدهيبي
الأربعاء   2022/01/12
قد تضطر البلدية للتدخل في عمليات الكنس إذا استمر إضراب العمال (علي علّوش)

عشية التحضير لإضرابات في قطاع النقل وغيره من القطاعات، أطلق عمال وموظفو شركة "لافاجيت" في مدن اتحاد الفيحاء، الذي يضم طرابلس والبداوي والقلمون والميناء، إضرابًا تحذيريًا ينذر بتوجههم للتوقف الكلي عن خدمات إدارة النفايات والكنس. 

رواتب متأخرة
وكسائر العمال في لبنان، يرفع موظفو "لافاجيت" صوتهم ضد ما أسموه الإمعان في اضطهاد حقوقهم، والتأخر بدفع رواتبهم المتراكمة، ما دفع البعض إلى تقديم استقالته من العمل، حسب معطيات "المدن".  

ويبرر العمال إضرابهم بأنّ الشركة لم تقبض مستحقاتها منذ نحو 10 أشهر، مقابل عدم تجديد عقدها من الدوائر المختصة. ومع ذلك ليس لدى العمال والموظفين أي قدرة على تحمل التأخير بدفع رواتبهم كل أول شهر، في ظل هذه الظروف الاقتصادية التي تصيب البلاد والارتفاع الكبير بأسعار السلع.  

ويفيد مصدر رسمي في "لافاجيت" لـ"المدن"، أنّ الشركة تطالب بمستحقاتها من وزارة المالية، وسبق أن أرسلت كتبًا عديدة لها ولرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حول عدد من الكشوفات المالية المتراكمة لم تسددها الوزارة، ويحصلون فقط على الوعود بتسديد مستحقاتها، من دون تنفيذ، فتستمر المماطلة والتسويف، بحجة تعطيل جلسات مجلس الوزراء.  

لا مناقصات
والمفارقة راهنًا، أن عقد الشركة بعد تمديده عدة مرات، انتهت صلاحيته منذ تشرين الأول 2021. وتاليًا، فإن العمال يعملون من دون عقد رسمي، وبناءً على التمنيات فحسب.  

ومرد ذلك، أن اتحاد بلديات الفيحاء دعا عدة مرات لعقد مناقصات من أجل استقدام شركات تقوم بخدمات إدارة النفايات، لكن لم تبادر أي جهة للتقديم على المناقصة، بسبب انهيار الليرة ورفض الجميع عقد مناقصات بالليرة اللبنانية، على قاعدة أنها ستكبدهم الكثير من الخسائر المالية. وهذا الأمر، ينسحب أيضًا على سائر القطاعات البلدية، التي علقت مناقصاتها للأسباب عينها.  

وقال المصدر إن الشركة تدفع للعمال من مواردها الخاصة بعد أن توقفت عن نيل مستحقاتها من وزارة المالية، كما خصص صاحبها سركيس أزعور نحو مليون ونصف مليون ليرة إضافية على الرواتب للعمال، كبدل للغلاء المعيشي. وعليه، أصبح معدل أجور عمال "لافجيت" نحو 3 مليون ليرة، لكنها لا تصلهم قبل منتصف الشهر كحد أدنى.  

700 عائلة
يستفيد من هذه الشركة نحو 700 عائلة، ومعظمهم من أبناء طرابلس والشمال. ويقول أحد الموظفين لـ"المدن" إنهم يعيشون ظروفًا مأساوية، ويضطرون للاستدانة من أجل تسديد مستحقاتهم الباهظة عند كل أول شهر، ويعانون مع أبنائهم من فقر مدقع لأن رواتبهم التي تشمل بدل النقل والتعوضيات العائلية لم تعد تكفيهم لسداد فواتير المولدات الخاصة وقوارير الغاز وكلفة البنزين.  

وعليه، يخشى كثيرون أن تتجد أزمة النفايات في مدن الفيحاء، بعد أن تراجعت خدمات لافاجيت، وبدأت تتكدس النفايات على جوانب الطرقات، مقابل عجز واضح عن إيجاد حلول بديلة من قبل اتحاد البلديات.  

ويشير رئيس بلدية طرابلس رياض يمق لـ"المدن" أن البلدية قد تضطر للتدخل في عمليات الكنس إذا استمر إضراب العمال، معلنًا التضامن الكامل مع مطالب العمال المحقة.