مستشفى رزق يطلق بروتوكولاًَ جديداً: حماية شرايين مرضى كورونا

المدن - مجتمع
الثلاثاء   2021/01/26
يشمل البروتوكول اليوم 80 مريضاً مع بحث مستمرّ لتطوير استخدامه في مراحل الإصابة (علي علوش)
فيروس كورونا، الخبيث، مستمرّ منذ أكثر من عام في حصد الأرواح والإصابات حول العالم. ولا تزال مراكز البحوث الطبية تدرس أساليب مواجهته في مختلف المراحل ومختلف الحالات الطبية. وبانتظار اللقاح وتعميم فوائده، لا تزال الخلاصات تصدر حول مدى تأثير الفيروس على صحة المصابين به، حتى بعد الشفاء منه. وهو أمر يتطلّب وقتاً إضافياً لجمع ما يكفي من بيانات وحالات وآثار جانبية لاحقة.
لذا عمدت مراكز استشفائية عدة في معظم الدول إلى تخصيص أقسام خاصة لمتابعة أحوال المرضى المتعافين من الفيروس. فمن جملة الآثار السلبية التي يتركها كورونا لدى المتعافين منه، هو الضرر اللاحق بالرئة والكلى والقلب والدماغ، إضافة إلى الشرايين. حتى أنّ انسداد الشرايين والعوامل الصحية الأخرى تؤدي إلى موت المصابين بالفيروس، الأمر الذي يدفع الأجهزة الطبية والاستشفائية إلى إعطائهم الأدوية المسيّلة للدم في مختلف الحالات. وفي لبنان، بدأ فريق من الأطباء في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية- مستشفى رزق، تطبيق بروتوكول جديد لعلاج الخلل الوظيفي للخلايا البطانية الذي ينتج عن الإصابة بالفيروس.

سلامة الشرايين
يقول المدير الطبي ورئيس قسم القلب في مستشفى رزق، الدكتور جورج غانم، لـ"المدن" إنّ "الدراسات أثبتت مدى خبث فيروس كورونا. إذ أنه إضافة إلى إصابته الرئة وتعطيل الجهاز التنفسي، اكتشفنا أنه يصيب الشرايين أيضاً. وثمة حالات وفاة ناجمة عن الإصابة بكورونا نتيجة مشاكل في الشرايين". فالتجلّط يمكن أن يحصل بالرئة والكلى والقلب والدماغ، لذا "يتم وصف أدوية سيلان الدم للمصابين بكورونا". ويضيف غانم أنّ خطر فيروس كورونا لا يقتصر فقط على موضوع التجلّط، إذ يمكن أن "يعطّل أيضاً الوظائف الأخرى للشرايين".

جدار الشرايين
ويشير غانم إلى أنّ "الشرايين ليست فقط مجرّد قنوات لسير الدماء في الجسم، فجدار الشريان حيوي ويفرز مواد معيّنة ويوسّع حركة الدماء ويعطي هورمونات معيّنة خاصة بالأكسيجين". ويؤكد على أنه "إضافة إلى أدوية السيلان، نحاول أيضاً إعطاء المرضى أدوية أخرى لحماية جدار الشرايين لتعمل وظائفها بشكل كامل". ويضيف أنه "يتم استخدام هذه الأدوية في طب أمراض القلب، واليوم نعمل على تطبيقها أيضاً على مرضى كورونا".

بروتوكول جديد
ويؤكد غانم أنّ المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية- مستشفى رزق باشر بتطبيق هذا البروتوكول الطبي على مرضى فيروس كورونا "بعد الحصول على الموافقة من مجلس أخلاقيات البحوث (IRB) وسائر الإجراءات الأخرى". ويشير إلى أنّ تطبيق هذا البروتوكول باستخدام أدوية حماية الشرايين التاجية وكافة شرايين الجسم على المصابين بالفيروس، يشمل 80 مريضاً إلى اليوم، تم إشراكهم في هذا النظام بعد نيل موافقتهم. على أن لا تصدر نتائج استخدام البروتوكول قبل شهر أو أكثر، مع التأكيد على إجراء أبحاث أخرى لإمكانية تطبيقه على حالات حرجة لمصابين بالفيروس في العناية المركزة، إضافة لمعرفة أفضل للمراحل الطبية (مراحل الإصابة) لاستخدامه مع مرضى كورونا.

بيان المستشفى
وكان صدر عن المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية ‏‏- مستشفى رزق، بيان أشار فيه إلى أنه "في المعركة الضارية لإيجاد علاجات لشفاء مرضى‎ COVID-19 ‎من جميع المضاعفات الطبية التي يمكن أن تنجم عن الإصابة بهذا الفيروس، يعمل فريق من الأطباء ‏والأطباء المتدرّجين من المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية - مستشفى رزق حالياً على بروتوكول ‏جديد لعلاج الخلل الوظيفي للخلايا البطانيّة تحديداً، والذي يمكن أن يسببه هذا الفيروس". وأضاف المركز أنّ "الخلل الوظيفي للخلايا البطانيّة هو نوع من أمراض الشريان التاجي غير الانسدادي (‏CAD‏) حيث لا ‏يوجد انسداد في شريان القلب، ولكن الأوعية الدموية الكبيرة على سطح القلب تضيق بدلاً من أن تتوسّع ‏‏(تفتح)"، مشيراً إلى أنّ هذه الحالة تسبّب ألماً مزمنًا في الصدر ويمكن أن تؤدي إلى عواقب أكثر خطورة، إذ "أثبتت المزيد من ‏الأدلة حول عدوى ‏COVID-19‎‏ أن أحد الأسباب الرئيسية للوفيات ولإنتشاره هو الخلل الوظيفي للخلايا ‏البطانيّة الناجم عن هذا الفيروس".‏ ونتيجةً لذلك، أصبحت الأدوية المسيّلة للدم والمنشطات جزءًا من العلاجات القياسية لهذا المرض.‏

وخلص فريق البحث في المركز إلى أن "بروتوكولاً مؤلفاً ‏من مجموعة من الأدوية يساعد في تحسين وظيفة بطانة الأوعية الدموية لدى مرضى ‏COVID-19‎‏ ‏وينوي التعاون مع الجمعية الأوروبية لأمراض القلب وتأكيد النتائج التي توصل إليها".